قدمت أفلام عيد الفطر المبارك نسبة كبيرة من الافكار المقتبسة عن أعمال أجنبية مما جعلها ظاهرة تستحق التوقف عندها. حيث لوحظ في افلام هذا الموسم اقتباس افكارها من افلام اجنبية علي سبيل المثال لا الحصر فيلم "الحرب العالمية الثالثة" مقتبس من الفيلم الاجنبي "المتحف"، وفيلم "صنع في مصر" مأخوذ من فيلم "الدب"، وفيلم "جوازة ميري" مأخوذ من "حرب الرجال" وبالرغم من ان ظاهرة اقتباس الافلام السينمائية الاجنبية وتمصيرها قديمة فان انتشارها بهذا الشكل المكثف يطرح السؤال.هل هي ظاهرة ايجابية.ام انه افلاس فني..هذا ما تعبر عنه آراء صناع السينما. في البداية قال الناقد كمال رمزي إنه احيانا تلجأ السينما المصرية لموضوعات وافكار لها سمة اجنبية ولكنها تنطبق علي الواقع المصري، مؤكدا انه ليس عيبا اقتباس فكرة غربية فهذا ليس له علاقة بالافلاس السينمائي حيث يوجد كثير من الافلام المصرية لكبار الأدباء مقتبسة من روايات عالمية مثل وليام شكسبير تم اقتباسها وصنعها محليا. واوضح ان العمل الاجنبي وتمثيله بالمصري هذا يعطي فرصة اكبر لتوسيع الصناعات السينمائية ولكن يجب ان تكون بمعايير هامة اولها المعايير الاخلاقية بمعني عند اقتباس اي فكرة غربية يجب الاعتراف بانها مأخوذ من فيلم اجنبي وماهي الرواية المأخوذة منها ولا يتم نسبها للمؤلف المصري كما يحدث، بالإضافة إلي مدي ملاءمة الفكرة للمجتمع المصري فيوجد كثير من العادات والتقاليد الاجنبية لا تتناسب مع المصريين وبالتالي عند الاقتباس يجب ان تكون الفكرة ملائمة للمنطقة التي يعرض فيها العمل. بينما قال المخرج داود عبد السيد ان فكرة اقتباس الافكار السينمائية ظاهرة قديمة، ولكن في الفترة الاخيرة اصبح الأمر شائعا في صناعة السينما مما يدل علي افلاس الصناعة نفسها فلا مانع من الاستعانة بافكار وتحويلها لافكار تلائم عقل المؤلف وبلده ولكن اقتباس فكرة ونسبها للشخص وعدم تقليدها جيدا يجعلنا اضحوكة امام العالم. واضاف يوجد كثير من المؤلفين والمخرجين المصريين لهم رؤية مميزة ولكن لم يتم استغلالها بشيء جيد بل يتم الاستهانة بها ولذلك يجب الاستفادة من طاقات الموهبون لاخراج اعمال مميزة بدلا من الاقتباس واذا اتم الاقتباس يجب ان يكون بأدوات محددة ومنها كيفية الاقتباس والمكان والوقت مؤكدا رفضه لتقليد اي فكرة، فيجب ان يكون يد المؤلف في العمل حتي يشتهر به ويكون له المدرسة الخاصة بها غير ذلك يوجد من المؤلفين المصرين يقوموا بالتقليد الاعمي وتحويل الفكرة المهمة لكوميدي لا تحترم عقل المشاهد مما يضر الصناعة ويعلن افلاسها سينمائيا. واشار المؤلف بشير الديك الي ان ظاهرة اقتباس الأفكار الأجنبية وتحويلها الي أفكار مصرية يتم الاستعانة بها وتقليدها في السينما المصرية فهي قديمة منذ افلام الابيض والاسود ولم تكن جديدة في ساحة السينما المصرية مؤخرا كما يردد البعض فيوجد كثير من كثير من المخرجين الكبار استعانوا بأعمال اجنبية وتحويلها لمصرية ولكن هذا يدل علي فقر الافكار ولا يوجد ابداع او تفكير لخلق اعمال جديدة علي مستوي العالم. واضاف ان اقتباس الافكار وملاءمتها للبلد التي يعرض فيها ليس خطأ ولا عيبا مادام فكرة جيدة وتناسب عادات وتقاليد مصر وبها معالجة مصرية تناقش واقعا مصريا ولكن الخطأ عندما يتم اقتباسها ونسبها للمؤلف دون وجه حق بل ويتم حدوث مشاكل وقضايا بسبب ذلك مؤكدا ان تفكير المصريين وصل لدرجة سرقة الافكار من بعضهم لوجود افلاس فكري .