الحديث عن الإسلام ورمضان في موزمبيق له أهمية خاصة. فاسم موزمبيق نفسه يعني "موسي البك" وهو التاجر العربي المسلم الذي نشر الإسلام في هذه البقعة من العالم قبل حوالي عشرة قرون. وتعترف حكومة موزمبيق الحالية بأن المسلمين يشكلون نسبة تتراوح من 17 الي 20% من عدد السكان. لكن هناك احصائيات غير رسمية تؤكد أن نسبتهم تصل إلي 60% وأن الحكومة لاتعترف بها لتبرير الاستمرار في تهميشهم تماما كما كان الحال في ساحل العاج. وكما لايزال الحال في أثيوبيا وبوركينا فاسو. وارتبط وصول الإسلام الي موزمبيق بالتجارة . وحدثت هجرات عربية إلي المناطق الساحلية علي طول الساحل الإفريقي ومنها موزمبيق ثم أخذ التجار المسلمون والدعاة يتوغلون إلي الداخل منها كنقاط ارتكاز. وأقام المسلمون عدة مدن في موزمبيق منها مدينة كلوة التي دمرها الاستعمار البرتغالي مع أكثر من 300 مسجد كانت تضمها. واحتلت البرتغالموزمبيق لأكثر من 300 سنة قمعت مسلمين خلالها بقسوة تفوق قمعها للجماعات الاخري. وكانت تعطي تسهيلات كبيرة للمنظمات التبشيرية بلا جدوي. بل واصل المسلمون التبشير بالاسلام وتمكنوا من نشره في مالاوي المجاورة. وبدأ المسلمون يستعيدون حقوقهم بعد استقلال موزمبيق. وتتركز تجمعاتهم في اربع ولايات شمالية. فالمساجد المنتشرة في القري والمدن الإسلامية متواضعة. وألحقت بها مدارس أقل تواضعاً. ويدرس بها معلمون غير مؤهلين لذلك. ويتلقون أجوراً زهيدة. وبالعاصمة مابوتو 17 مسجداً و9 مدارس قرآنية. وهنالك بعض الهيئات الاجتماعية والخيرية. ورغم كل هذه المشاكل. يصر المسلمون في موزمبيق علي إحياء رمضان منذ اليوم الأول وحتي آخر الشهر. بل انهم كما هو الحال في أكثر من دولة إفريقية يستعدون للشهر المبارك قبله بفترة طويلة بالصيام وإصلاح المساجد وصيانتها. وفي رمضان. يتناولون وجبات عديدة يدخل الجمبري في معظمها. والسبب ان الجمبري يتوافر بلاحدود حيث تلقي التيارات المائية بكميات وفيرة منه علي شواطئ موزمبيق التي يطلق عليها بلد الستين نهرا لكثرة المجاري المائية بها ويعتبرها البعض كلها انهارا وبركة علي آخرين معظمها فروعا لأنهار.