تزامن مونديال روسيا 2018 الذي يخوض فيه منتخبنا الوطني مباريات كأس العالم مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان وهو ما أثار الجدل مجدداً في مصر والسعودية حول فتوي جواز إفطار اللاعبين في نهار رمضان سواء للتدريبات أو لخوض المباريات.. فقد اختلف العلماء حول هذه الفتوي وهذه بعض الآراء: * يقول د.أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الشارع الحكيم حدد الأعذار التي تبيح الإفطار في نهار رمضان.. قال الله تعالي: "فمن كان منكم مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أُخر". وقال جل شأنه: "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين". وخير النبي صلي الله عليه وسلم المجاهدين في سبيل الله بين الصوم والإفطار. واجتهد العلماء في الترخيص لأصحاب المهن الشاقة مثل المحاجر والمناجم والأفران.. إلخ. ولكن يلاحظ أن الله تعالي عندما رخص جل شأنه إفطار المريض والمسافر قال: "وأن تصوموا خيراً لكم" ولذلك قرر العلماء في فقه الموازنات في هذا الأمر تغليب العزيمة أي بالصيام علي الإفطار. قال الله تعالي: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين". أضاف أن ممارسة لاعبين لأنشطة رياضية بأنواعها ومنها كرة القدم ليست عذراً شرعياً معتبراً معتمداً للإفطار. وبالنسبة للتدريبات من الممكن إجراؤها بالليل وفيه متسع. وبالنسبة لأداء المباريات فكان من المفترض أن تكون للمسلمين كلمة في تنظيمها حتي ولو اضطروا لدفع أموال لتيسير مباريات الدول الإسلامية ليلاً. وبالتالي لا يجوز إفطار اللاعبين لا في التدريبات ولا المباريات. حالة سفر يري د.محمد نجيب عوضين أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الأسبق وأستاذ الشريعة بجامعة القاهرة أنه إذا كان اللاعب في حالة سفر يفطر بعذر السفر. وبالتالي يؤدي نشاطه الرياضي.. أما لو كان مقيماً أكثر من ثلاثة أيام وتعود علي مناخ البلد الذي يقيم فيه وأن الصيام لن يؤثر علي حياته ونشاطه بصفة عامة فإن الأولي له أن يصوم مثله مثل الأعمال غير الشاقة. فكل الناس يمارسون أعمالهم وهم صائمون. كذلك إذا قرر الطبيب المرافق للبعثة الرياضية أن الصيام في مثل هذه الظروف يؤثر علي مستوي اللاعبين ويؤدي إلي عدم توفيقهم في مهمتهم القومية. فبناء علي رأي الطبيب يعد في حكم المرض المبيح للفطر وعليهم بعد الانتهاء من مهمتهم القضاء والكفارة. أعمال شاقة تقول د.آمال عبدالغني أستاذ الشريعة بجامعة المنيا: إن الصيام ركن من أركان الدين وواجب علي كل مسلم بالغ عاقل قادر عليه. وهنا القدرة في الصيام إذا عدمت لعذر كمرض أو مشقة سفر أو كبر سن وعجز عن الصيام يباح ويرخص للمسلم الفطر. ويتنوع الحكم فإذا كان قادراً علي القضاء فعليه القضاء وإذا عجز فعليه إطعام مسكين عن كل يوم. وهناك استثناء ذكره علماؤنا رحمهم الله لأصحاب الأعمال الشاقة التي لا يحتمل الصيام معها ويشق عليهم. فلهم الإفطار وعليهم القضاء متي ما تيسر لهم. التساؤل هنا: هل يصح القياس للاعبي كرة القدم بالمنتخب علي أصحاب الأعمال الشاقة فيرخص لهم الإفطار؟.. أولاً القياس مع الفرق فأصحاب الأعمال الشاقة لا يوجد لديهم القدرة علي ترك أعمالهم. فهم مضطرون وفي نفس الوقت لا يوجد لديهم من وسائل الراحة ما يمكنهم من الصيام. أما لاعبو كرة القدم وإن كانت تدريباتهم شاقة فلديهم ما يساعدهم علي الصيام وكذلك لديهم القدرة علي تكثيف التدريبات بالليل وقت الإفطار الذي هو مرهون بانتفاء القدرة علي الصيام. فكل من يطيق الصيام ولا عذر له من سفر وغيره فلا يرخص له الإفطار لانتفاء المعاذير. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام" فهو فرض ولعلنا نذكر اللاعبين أن غزوة بدر كانت في رمضان والنبي صلي الله عليه وسلم صائم والصحابة صيام. وفي العصر الحديث حرب العاشر من رمضان كان الجنود صائمين وكانت بداية الحرب الساعة الثانية ظهرا وكان زادهم الله أكبر فكان النصر. فالأمر مقرون بالقدرة علي الصيام وعدمها. فعلي لاعبي المنتخب التقوي بالصيام ويكون زادهم التقوي ليرزقهم الله التوفيق.