تستقبل الجالية المسلمة في الأرجنتين كل سنة. شهر رمضان بفرحة عارمة. ويعد الشهر الفضيل مناسبة لأفراد الجالية المسلمة للتعبير عن التضامن إزاء المهاجرين الذين يعانون من وضعية صعبة. خاصة القادمين حديثا للبلد فرارا من النزاعات المسلحة في أفريقيا. ويتجاوز هذا التضامن الإطار الشخصي إلي مستوي المؤسسات. متمثلة في مختلف المراكز الثقافية الإسلامية بالعاصمة التي تقوم بعمل مميز عبر إطلاق حملة واسعة للتضامن والإحسان لفائدة مسلمي بوينوس آيرس - وهي عاصمة مقاطعة تحمل نفس الاسم وتضم ثلث سكان الأرجنتين ثامن أكبر دول العالم من حيث المساحة - وباقي البلاد. وكذا الفقراء من الديانات الأخري. كما يتميز شهر رمضان في الأرجنتين بإطلاق أنشطة مكثفة ذات طابع ثقافي وترفيهي حيث تتحول هذه المؤسسات خلاله إلي فضاءات للتلاقي بين أفراد الجالية المسلمة حول الإفطار الجماعي وصلاة التراويح. وينظم مركز الملك فهد في بوينوس آيرس في هذا الإطار موائد إفطار جماعي وندوات وأنشطة ثقافية وترفيهية موجهة للكبار والصغاروانشطة عديدة يتم الاعداد لها طيلة العام. وإلي جانب وجبات الإفطار والسحور التي يوفرها المركز بسخاء والموجهة لكل أرجنتيني وليس فقط للمسلمين -2% من عدد السكان - وإنما للأرجنتينيين ومواطني باقي الدول الراغبة في اكتشاف الأجواء الرمضانية. يتضمن البرنامج دروسا دينية طوال اليوم ومسابقات في حفظ القرآن الكريم. فضلا عن أنشطة رياضية وثقافية. كما هيأ المركز قاعة مجهزة خاصة لتنس الطاولة التي يتقاسم فيها لاعبون من جميع الأعمار لحظات ترفيه ممتعة قبل الإفطار وعقب صلاة التراويح. ويشكل رمضان مناسبة لتشجيع وتعميق روابط الصداقة والتعارف بين أفراد الجالية المسلمة. خاصة الأرجنتينيين الذين اعتنقوا الإسلام حديثا ويتزايد عددهم بمرور السنين وتبلغ ساعات الصيام في الشتاء الارجنتيني حاليا 9ساعات ونصف الساعة. وبعد الإفطار وصلاة التراويح. يأتي وقت التلاقي بين أفراد الجالية في مناسبة ينتظرها بشوق أولئك الذين لا يمكنهم. بحكم طبيعة عملهم أو موقع إقامتهم المشاركة في صلاة الجماعة بالمراكز الإسلامية في المدينة خلال باقي أشهر السنة. وتعيش أغلب الجالية المسلمة في مدينة "بوينس أيرس" ويقدَّر عددهم ب200 ألف نسمة.