أكد د.كرم بيومي أستاذ امراض النساء والتوليد بكلية طب عين شمس أن قدرة الحامل علي تحمل الصيام تختلف من إمرأة لأخري حسب طبيعة حملها وظروفها الصحية سواء بالنسبة للحامل نفسها أو الجنين. أضاف ان الحامل يمكنها الصيام اذا استطاعت تحمله بشرط ألا تكون لديها أية مشاكل صحية من مضاعفات الحمل كالإصابة بالأنيميا الحادة. حيث تقل نسبة الهيموجلوبين عن 10 مجم وألا تعاني من أي أمراض مزمنة تؤثر في حالتها الصحية مع الحمل مثل السكر أو الضغط أو أي من أمراض الحمل مثل الإجهاض المنذر والمشيمة المتقدمة التي تسبب نزيف وتكلس المشيمة وصغر حجم الجنين أو عدم وصول الغذاء للجنين وسكر الحمل وأخيرا ضغط الحمل أو تسمم الحمل. وأوضح أن معاناة الحامل من أي من الأمراض السابقة تستوجب إفطارها حفاظا علي سلامتها وسلامة الجنين وأن لديها رخصة بذلك وإن لم تستعملها تكون قد أضرت بنفسها وبجنينها. أضاف أن النصف الأول من أشهر الحمل غالبا ما يكون أيسر علي الحامل من النصف الثاني منه حيث تعاني في الأشهر الأخيرة من حملها مشقة جسمانية وصعوبة حركة وإرهاق في حالة بذل أقل مجهود وفي هذه الحالة يمكنها الصوم بشرط ألا يمثل خطورة عليها أو علي الجنين . ذكر أنه في جميع مراحل الحمل لابد وأن يقرر الطبيب مع الحامل مدي تحمل حالتها الصحية للصوم من عدمه طبقا للتحاليل والفحوصات الدورية التي يجريها لها ناصحا الحامل إذا رغبت في الصيام بضرورة تجنب حلوي رمضان أو الإقلال منها حتي لا تصاب بسكر الحمل وأن تكثر من شرب السوائل ما بين الافطار والسحور سواء كانت مياه أو عصائر طازجة أو كركديه وتمر هندي ويفضل العصائر الطبيعية الخالية من السكر مع الإقلال من التين والتمر. والاكثار من الخضروات والفواكه الطازجة مما يعالج من ظاهرة الامساك التي تعاني منها أغلب الحوامل. حيث يؤدي هرمون الحمل إلي منع انقباض الرحم ولارتخاء عضلات المعدة والأمعاء فيقلل من حركتها ما يسبب الامساك الذي تزداد حدته مع الصيام ويكون علاجه بتناول السوائل والخضروات في الافطار والسحور. أما بالنسبة إلي المرضع فيري د.بيومي أنه يصعب علي المرضع الصيام. حيث تعتمد كمية اللبن التي يتغذي عليها الرضيع بالدرجة الأولي علي كمية السوائل التي تشربها الأم وإذا قلت هذه السوائل لن تستطيع الأم إرضاع طفلها لقلة السوائل بجسمها أثناء فترة الصوم وبالتالي قلة اللبن مما يهدد عملية الرضاعة بالتوقف تماما وابتعاد طفلها عن ثدييها وبالتالي حرمانه من الرضاعة الطبيعية كما أن رضاعة الطفل تمثل عملية تنشيط لهرمون اللبن وللغدد اللبنية بما يضمن استمرارية الرضاعة وعدم توقفها ولهذا من الافضل للمرضع الإفطار خاصة اذا كان طفلها في الأشهر الأولي أما اذا بلغ عامه الأول أو تخطي العام والنصف فيمكن لها أن تصوم إذا لم تشعر بالهبوط دون خشية علي طفلها لانه في هذه المرحلة يكون قد بدأ الاعتماد علي المكملات الغذائية إلي جانب لبن أمه. ويدعو المرضع العاملة التي ترغب في إرضاع طفلها طبيعيا دون الاعتماد علي اللبن الصناعي بتشفيط وتخزين اللبن الزائد من ثدييها في عدد من "الببرونات" ووضعه في فريزر الثلاجة ليتم ارضاع طفلها منه اثناء غيابها عنه في العمل وذلك بوضع الببرونة المثلجة في وعاء تستخدمه كحمام مائي مع وضع ترمومتر في هذا الوعاء وتسخينها حتي درجة حرارة 37 الي40 درجة مئوية ثم يرفع من علي النار حتي يسيل لبن الأم المجمد ويأخذ نفس درجة حرارة الجسم وهي 37 ثم اعطاؤه للطفل مع الحرص علي تعقيم الببرونة بشكل سليم بغسلها بالمنظف والماء الساخن جيدا.