في حي الجمالية بالقاهرة اقيمت زاوية صغيرة فوق "خلوة" دفن فيها أحد علماء الإسلام هو الشيخ مرزوق اليماني المولود في اليمن سنة 602 هجرية أي بعد مولد السيد أحمد البدوي بثلاث سنوات.. هذه الزاوية بني عليها مسجد أثري في العصر العثماني. والشيخ مرزوق له تاريخ طويل في الحياة خاصة بعد وفاة والديه وكان عمره 13 عاماً.. وجاءت وفاتهما صدمة لكنه تخطاها إلي حب الله بعمق وكانت فكرة الجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الإسلام تراود نفسه وتراود قلوب المؤمنين وبخاصة الشباب حيث كان العالم العربي والإسلامي واقعاً تحت نيران الحروب الصليبية. وحدث للشيخ مرزوق حادث غريب فقد ظهرت له رؤيا تكررت ثلاث ليال متتالية وتضمنت ان شيخاً عربياً عليه سمات الامارة.. جاءه في المنام آمراً إياه ان ينتقل من اليمن إلي مصر حيث سيكون له شأن عظيم بها. روي هذه الرؤيا علي جدته التي كفلته بعد وفاة والديه.. راجياً إياها ان توافق له علي السفر إلي مصر.. وافقت الجدة وزوجته إحدي قريباته.. ثم خرج من اليمن قاصداً مكةالمكرمة سنة 622 هجرية وهناك نال قسطاً وافراً من الدرس والتحصيل والحديث وتفقه في علوم اللغة وحفظ القرآن الكريم وأثناء إقامته في المدينة سمع عن الأحداث المؤلمة التي قام بها أعداء أوروبيون للاستيلاء علي المدينةالمنورة ونبش قبر الرسول عليه السلام.. المهم ان هذه الأحداث أدت إلي إثارة الروح لدي المسلمين. وهنا قرر الشيخ مرزوق السفر إلي مصر ليقوم بواجب الجهاد في سبيل الله وتحقيقاً للرؤيا. وفي مصر كان الملك الكامل قد بني المدرسة الكاملية وأقام فيها الشيخ مرزوق وتفقه في الحديث لان السلطان الكامل قد وقفها علي المشتغلين بالحديث النبوي. وفي رمضان سنة 636ه التقي السيد أحمد البدوي والشيخ مرزوق الذي كان يعمل نساجاً بسيطاً ولكن كان مشهوراً بالورع والتقوي والخلق الحميد بخلاف تفقهه في الحديث مما جعله محط الأنظار.. وقص الشيخ مرزوق الرؤيا حول انتقاله من اليمن إلي مصر إلي السيد أحمد البدوي وبمجرد سماعه لها قام من فوره وألبسه الشارة الحمراء كما جاء في كتاب مساجد مصر وأعطاه العهد الوثيق تحقيقاً للرؤيا فكان ذلك نقطة تحول في حياة الشيخ مرزوق فقد أصبح الخليفة الأول للسيد أحمد البدوي. ومما يروي عن كرامات الشيخ مرزوق فقد جرت العادة بعد الانتهاء من صناعة الكسوة للكعبة والحرم النبوي وكانت شجرة الدر قد أمرت بوضع الكسوة في صناديق علي ظهر جمل عليه هودج ويسير الجمل في موكب من القاهرة حتي السويس حيث ينقل بحراً بعد ذلك إلي الاراضي الحجازية وفوجئ أمير الحج عندما حضر لتنسيق قيادة الجمل بعدم تحرك الجمل مع كل المحاولات التي بذلها القادة والجمالة ولكن الشيخ مرزوق قام وتقدم وأمسك بقيود الجمل وكانت المفاجأة ان الجمل قام وتحرك وقاده الشيخ مرزوق حتي السويس. مات الشيخ مرزوق في مصر عن عمر 65 عاماً ودفن بها.