هل كل من ينتقد النظام التعليمي الجديد هو من الهدامين؟ قطعاً الإجابة عن هذا السؤال هي: لا. لأن أي نظام تعليمي أو غير تعليمي جديد يجب طرحه علي الحوار المجتمعي خاصة إذا كان فيه تابلت ولأن المصريين لهم تجربة مع التابلت جميعاً كمصريين يهمنا وضع نظام تعليمي يخرجنا من عصر إلي عصر ويرفع عن كاهلنا الدروس الخصوصية التي تلتهم معظم دخل الأسرة المصرية. ولكننا نبحث عن نظام يتفق الجميع عليه يخضع لدراسات متعدة ويناقشه خبراء للتربية والتعليم.. بما يضمن أن يكون نظاماً دائماً. لا أن يكون تكراراً لتجارب سابقة ثبت فشلها. في مقال للخبير التعليمي الأستاذ أحمد لطفي في الزميلة الأهرام يقول فيه "عرفنا أن تجربة التابلت طبقت في مدارس المحافظات الحدودية في العام الدراسي 2013. 2014. وقد ثبت أن التابلت لا يتحمل الاستخدام طوال اليوم الدراسي بشكل مستمر دون شحنه بالكهرباء كما أن شبكة الإنترنت قد لا تتوافر باستمرار فضلاً عن تكرار الأعطال بالأجهزة نتيجة لسوء الاستعمال.. وعلي وزارة التربية والتعليم أن تقتنع بأن المخاوف من تطبيق التابلت في التعليم مشروعة. هناك أيضا الروائية مني الشيمي التي تعمل في مجال التعليم وقد عاصرت التجربة في إحدي مدارس الغردقة كمدرسة وبعثت برسالتها عن تجربتها للدكتور أيمن الجندي كاتب العمود في "المصري اليوم" تقول: إن التابلت في الفواتير مسجل بسعر خيالي. وإذا اشتريته من أي شركة تشتريه بنصف الثمن والطلاب عفاريت. تضيف: لا يغرنك مظهر البراءة والطهر الذي يبدو علي وجوه الطلاب في مجتمعات فقيرة وعشوائية. حسناً هل هذا كل شيء؟ الطلاب لم يكونوا مهتمين بالمنهج المحمل في ركن الجيجا من التابلت. وإذا طلبت منهم فتحه لقراءة الدرس في منتصف الحصة كان الطلاب يفتحون التابلت لرؤية "صافيناز" الفصل يسوده الهدوء. ليس مهماً لي إن كانوا يقرأون أو لا. كنت أكتفي ببعض الطلاب في الصفوف الأمامية. لن أصلح ما أفسده الدهر. في تلك السن التي تواكب شغف اكتشاف الطلاب لأجسامهم لن أقف أنا المدرسة الضعيفة أمام طوفان الطبيعة وجنوح الغريزة البكر. وهناك دائما الطلبة الفتانون: يا أبلة.. يا ميس الواد ده بيشوف حاجة عيب.. حاجة حرام أدعي الانشغال بنقطة ما.. أعرف أن عداوة بين هذا الطالب والآخر دفعته للوشاية وربما مزاح. أو لأنه لم يعرف بعد كيف يستغل التابلت مثل زملائه.. لكن طبعاً فيه طلاب قد تربوا أخلاقياً. ولا يحملون علي أجهزتهم سوي الألعاب. وبفهلوة المصري العتيد الذي ابتكر طرقاً لدهان الهوا دوكو هؤلاء الطلاب أصحاب النزعة الربحية كانوا يذهبون بعد انتهاء الدراسة للمجمعات السكنية الفقيرة ويؤجرون التابلت لساكني التجمع من الأطفال . ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد نشرت الزميلة "أخبار اليوم" رسالة لأستاذ مصري بجامعة مجرية تحت عنوان "لا داعي للتسرع" وهو الأستاذ الدكتور السيد حسن أستاذ تكنولوجيا التعليم يقول: إنه تابع وزير التعليم في العديد من الفضائيات وإن الوزير ذكر التعاقد مع شركة أو شركات أمريكية لإعطاء مصر "منهج أمريكي" بجانب المنهج المصري معني ذلك إننا نشتري شيئاً جاهزاً محتوي وجهازاً. والمشكلة في البنك الدولي فالذي يعطي القرض يأخذه مرة ثانية كمرتبات وثمن للأجهزة ومصر ستدفع القرض وفوائده. وواضح أن القرار قد اتخذ وسيتم التعاقد مع شركات أجنبية لعمل المحتوي التعليمي الأجنبي ويظهر أن أمريكا أو دولة غربية عندها تلك الأجهزة التي أصبحت غير حديثة وللحديث بقية.