شهدت الأوساط التعليمية في مرحلة ما قبل الجامعة حالة من الجدال المتواصل بين مؤيد ومعارض لخطة تطوير التعليم الجديدة التي أعلنت عنها وتركزت ردود افعال خبراء التعليم وأولياء الأمور والمعلمين علي مسألة استخدام "الحاسب اللوحي" المعروف باسم التابلت حيث تخوف البعض من تكرار فشل وزارة التربية والتعليم في استخدامه في ظل عدم تأهيل أغلب البني التحتية لشبكات الانترنت في أغلب المدارس. اشاروا إلي أن تجربة توزيع التابلت في عهد الدكتور محمود ابوالنصر وزير التربية والتعليم الاسبق الذي وزع التابلت علي 6 محافظات ولم تكلل بالنجاح بالاضافة إلي التجربة الكويتية والتجربة المصرية في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا stem تعد أبرز التحديات التي تهدد النقطة الرئيسية في تنفيذ مشروع التعليم الجديد. "الجمهورية" رصدت التجارب الثلاثة حيث قام الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم الاسبق بتوزيع 250 ألف جهاز تابلت وتدريب 12 ألف معلم في العام الدراسي 2013/2014 في 6 محافظات في اطار خطة لعمل نقلة نوعية في المنظومة التعليمية من خلال استقبال محتوي الكتب المدرسية وأداء واجباته. مع تطبيق التجربة علي أرض الواقع اشتكت الادارات التعليمية من 10 عيوب اساسية هي عدم توافر البنية التحتية بالمدارس لتشغيل التابلت وتعطل التابلت باستمرار وسقوط المناهج من التابلت كل فترة وعدم وجود الانترنت بأغلب المدارس التي وزعت بها الاجهزة وعدم المتابعة لاصلاح الاجهزة المتعطلة وعدم قدرة الطلاب والمعلمين علي التعامل مع التابلت وقيام بعض الطلاب ببيع للأجهزة وصناعة التابلت رديئة وسريعة التلف وبطء الجهاز وعدم توافق تطبيقاته مع مواصفاته. أما التجربة المصرية في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا stem التي انفقت الدولة عليها ما يصل إلي 50 مليون جنيه لانشائها لتجهيز معامل علي أعلي مستوي وتوفير أماكن لاقامة الطلاب وتوفير مناخ تعليمي يساعدهم علي الابداع حيث يتسلم كل طالب جهاز لاب توب ورغم كل هذه الميزانية الضخمة الا ان طلاب هذه المدارس لا يكفون عن الاعتصامات والاضرابات مع بداية كل عام دراسي بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر رغم عدم اعتماد دراسته عليها وعدم تجهيز المدارس بالأدوات والامكانيات اللازمة للدراسة التي تعتمد علي البحث العلمي خاصة المدارس الواقعة في الاقاليم علاوة علي كثرة انقطاع خدمة الانترنت وهو أمر يعكس ان الطالب المصري والمعلم بحاجة ملحة إلي تدريب وتأهيل نفسي وعلمي للتعامل مع ادوات وطرق التعليم الحديثة والبنية التحتية للمدارس لتهيئة الاجواء لاستخدام التابلت. الكويت وأخيرا تأتي التجربة الكويتية التي طبقها الدكتور بدر العيسي وزير التربية والتعليم العالي الكويتي الأسبق الذي وقع عقد ايجار 80 ألف تابلت بقيمة 26 مليون دينار كويتي في العالم لتوزيعهم في بداية العام الدراسي 2015/2016 علي 68 ألف طالب ثانوي و12 ألف معلم بهدف تطوير نظام الدراسة بالتعاون مع شبكة الاتصالات الكويتية ومع ذلك فشلت التجربة وتم الغاؤها حيث تبين ان استخدام الطلبة للتابلت لا يتماشي مع ما هو مطلوب منهم داخل الفصل الدراسي وخلو معظم المدارس من خدمة الانترنت وقيام بعض الطلبة ببيع اجهزتهم وضيق الوقت أمام الادارات المدرسية لتوعية الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والبرمجيات التي استخدمت لم تكن بالصورة المطلوبة والتأخير في توزيع نشرات الورش الخاصة بالصيانة واسعار قطع الغيار لم تكن تناسب مع المستوي الاقتصادي للعديد من أسر الطلبة وحساسية التابلت وكثرة تعطله وحاجته الدائمة إلي الشحن كهربائيا. ورصدت وزارة التعليم الكويتية حدوث اضرار صحية الحاقها التابلت بأجساد الطلاب من بينها ضعف النظر وانحناء العمود الفقري وفقرات الظهر كما نجم عن قضاء الطالب معظم وقته أمام شاشة التابلت انسحابه من الحياة الاجتماعية وغياب التفاعل بينه وبين زملائه ومعلميه مما دعا مستشاري الوزير الجديد بضرورة ايقاف العمل بالتابلت.