التكاتك باتت أمراً واقعاً في الشارع المصري من الصعب بل من المستحيل القضاء عليها والتخلص منها.. انتشرت كالسرطان في ربوع المحروسة حتي أصبح الاستغناء عنها مجرد أحلام أو بمعني أدق أوهام تصل في بعض الأحيان إلي حد الهلاوس.. أدخلت مؤخراً خدمة الاتصال بالهاتف لطلب توك توك مثلها في ذلك مثل الشركات العالمية التي تعمل في مجال سيارات الأجرة!! التكاتك أصبحت مصدر دخل لمئات الآلاف من العاطلين والباحثين عن فرصة عمل أضف إلي ذلك الأطفال والصبية والبلطجية وأصحاب السوابق الذين صاروا جزءاً من هذه المنظومة حتي أصبح مشاهدة طفل صغير يقود "توك توك" أمراً عادياً لا يثير انتباه المارة! التكاتك تسير في شوارع مصر بلا ضابط أو رابط فهي مستثناة من قواعد وآداب المرور.. التجاوز سواء في المرور أو في اللفظ هو لغتها.. كم من الجرائم ترتكب باسمها ويكون التوك توك فيها شاهداً علي الجريمة أو بمعني آخر أحد أدواتها سواء كانت جريمة سرقة أو قتل أو خطف أو اغتصاب! التكاتك لها أضرار أخري علي المجتمع حيث أصابت المصريين بالكسل والخمول وعدم الحركة وكلها أعراض تؤدي إلي أمراض نحن في غني عنها.. أصبحت وسيلة نقل أساسية لملايين المصريين.. والمسافات التي كانوا يقطعونها سيراً علي الأقدام راح زمانها في ظل وجود التوك توك أمام المنزل.. ربة المنزل تذهب إلي السوق في توك توك.. طلبة المدارس والجامعات والموظفون والموظفات يفضلون اليوم ركوب التوك توك كي يصلوا إلي أقرب وسيلة مواصلات عامة حتي ولو كانت المسافة التي سيقطعونها سيراً لا تزيد عن 500 متر! مع بدايات ظهور التوك توك في شوارع مصر المحروسة جرت محاولات لإلغاء هذه المركبة لم تصمد أمام هذا الطوفان من التكاتك التي يزداد عددها يوماً بعد يوم حتي دخلت نادي المليون أو أكثر لا أدري حيث لا توجد احصائية دقيقة لعدد التكاتك العاملة في مصر.. ومثلما كانت هناك محاولات لإلغاء هذه المركبة كانت هناك أيضاً نداءات تطالب بوضع قانون ينظم العمل بها بحيث يكون لها رخصة قيادة ورخصة تسيير ولوحات معدنية خاصة بها مع وضع الضوابط اللازمة لها من حيث تحديد المسافات وخطوط السير وعدم تجاوزها مع فرض عقوبات صارمة علي المخالفين تصل إلي حد سحب التوك توك والترخيص. ان وضع قانون ينظم ويحكم عمل التكاتك بات أمراً ملحاً وضرورياً علي الدولة ان تسرع وتشرع في تنفيذه فهو أولاً سيدر دخلاً علي الدولة وثانياً وهو الأهم غياب القانون هنا يعني غياب الدولة وهو ما يشكل خطراً علي المجتمع المصري وعلي أمنه وسلامته. [email protected]