يقول بابلو بيكاسو: "إذا أردت تعلم التكوين في الرسم. فإن عليك بدراسة مسرح مايرهولد. لا يستوقفني الفنان الذي تدرس مسرحياته. بقدر ما يبدو مطلوباً تفاعل الفن التشكيلي والمسرح يغيظني ذلك الذي يحاول التجريب في القصة القصيرة مثلاً ويرفضه في الفن التشكيلي. يكتب أعمالاً يؤطرها النقد في السوريالية. بينما يعجز عن قراءة ابداعات تشكيلية مماثلة. الفن التشكيلي يلتحم بالفنون الاخري. من خلال التكوين والإطار والأبعاد والأضواء والظلال. واتساقاً مع قول سرفانتس: ارسام والأديب هما سواء. فإن أرنولد بينيت يذهب إلي أن "التشابه بين فن الرسام وفن الروائي تشابه تام. فمصدر الوحي فيهما واحد. وعملية الإداع في كل منهما هي نفس العملية مع اختلاف الوسائل ونجاحهما ايضا واحد. وبوسعهما أن يتعلما كل من الآخر. وبوسعهما أن يرشحا ويساندا كل للآخر. فقضيتهما واحدة. ومجد الواحد هو مجد الآخر "أذكرك برواية" ممر ميلانو لميشيل بوتور التي تشبه في تكوينها لوحات بول كيلي المسماة "تكوين" فهي تعرض للحياة في احدي عمارات باريس أثناء فترة محددة ومحدودة من الزمن ثمة علاقات متشابة بين كل شقة والاخري في العمارة بقطع صغيرة تتحرك علي لوحة شطرنج. لقد نشأت الرواية من الدراما. ومن ثم فهي تشتمل علي بعض المكونات المسرحية. وتؤكد آراء نقدية عمق الصلة بين القصة القصيرة والمسرحية. لقد تنبأت الرواية والقول لكونديرا بفن السينما وتمثلته السينما هي رواية بالصور. حتي أ السؤآل يثار: ما أساس الفيلم السينمائي: هل هو صور لرواية. أم رواية لصور؟ إذا كان رأي جان كوكتو أن "الفيلم هو كتابة بالصور" فإن السينما هي الاداة الشعبية أو الجمعية في تعبير آخر.. لتقديم الفنون في وحدتها. فقد افادت السينما من المدارس الفنية التشكيلية المختلفة مثل التأثيرية والتعبيرية والتجريدية والسوريالية. كما أفادت الرواية من تقنية المدركات الحسية والبصرية: المونتاج. التبئير. الزاوية القريبة. التناوب. الاسترجاع. وتبادلت الرواية والسينما بعامة التأثر والتأثير. أودج كاتب السيناريو الروائي في زمن متقارب طريقة الفلاش باك ارتدادات زمنية إلي الماضي في ذهن الشخصية. وكان ذلك نتيجة مباشرة للتأثير المتبادل بين المبدعين. كما أفاد الروائيون وكتاب القصة من القص واللصق والمزج والتقطيع. وغيرها من فنيات المونتاج. ومن المبدعين الذين طبقوا في السرد الروائي تقنيات السرد المرئي. وإفادته من السرد السينمائي: نجيب محفوظ وفوكنور وهمنجواي ودوس باسوس وشتاينبك وفوينتس وماركيث وغيرهم. تبين افادة نجيب محفوظ من تقنيات السيناريو منذ لاحظ صلاح أبوسيف حسه الدرامي المتفوق. فلم يجد عناء في تدريس السيناريو لمحفوظ أقبل في ما يشبه التفرغ علي مدي خمس سنوات حتي من الكتابة الروائية التي نذر لها موهبتة الإبداعية ومزاوجة جارثيا. ماركيث بين الكتابة الروائية والسيناريو السينمائي.. الأمر نفسه بالنسبة لكتاب آخرين. وقد أفدت شخصياً من دراسة السيناريو علي أيدي أساتذته الكبار: صلاح أبوسيف وعلي الزرقاني وصلاح عزالدين وغيرهم تبينت إمكانية بل حتمية تلاقح السرد القصصي وتقنية السيناريو من تقطيع واستراجع إلخ. ثمة آراء أن السينما في منتصف الطريق بين الرسم والموسيقا والسينما في بعض الاجتهادات ثمرة زواج شرعي بين الرسم والمسرح. وقد أخذت عنهما أهم خصائصهما. أما العلاقة بين السينما والتشكيل فإننا نشير إلي قول مارسيل مارتن:" إنه في وسعنا أ نزعم أن التاريخ الجمالي للسينما هو خلاصة مركزة من التاريخ الجمالي للرسم". وعموما فقد "ترك كل فرع من فروع الفنون التقليدية بصماته علي الفيلم. كما أسهم في تحديد قواعد تكوينه. فإلي جانب الرسم التقليدي هناك الرسم السينمائي علي الشاشة وإلي جانب الأدب المكتوب هناك الأدب المرئي والمسموع.وإلي جانب العرض المسرحي هناك العرض علي الشاشة وأخيراً إلي جانب الموسيقي التقليدية هناك موسيقي تحكم تركيب العمل السينمائي. وبالطبع. فإ العمل الإبداعي يضع قوانينه. فلا تأتي بالضرورة من خارجه. لا تقحم عليه. أؤ تنبو عن سياقه.