رسائل الرئيس أمام القمة العربية.. صوت العقل والحزم لا لإهدار حقوق الجوار.. أو التدخل فى شئون الدول العربية الأمن القومى العربى.. متى تتوافر له الإرادة السياسية الجماعية؟! من يوفرون الدعم للإرهاب.. شركاء فى جرائمه ضد الإنسانية المجتمع الدولى.. والفريضة الغائبة مهمة هى الرسائل التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال القمة العربية الأخيرة بالسعودية.. وهى رسائل اتسمت بالصراحة والوضوح والحزم.. بما يتناسب مع طبيعة الظروف الحرجة التى تمر بها الأمة العربية التى لا تزال بعض دولها فى مرمى الخطر والأطماع لقوى من هنا وهناك. وظنى أن رسائل الرئيس السيسى عرفت طريقها إلى من يعنيهم الأمر، فقد قال بوضوح إن هناك دولاً إقليمية تهدر حقوق الجوار وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية على حساب مؤسسات الدولة الوطنية بها، مطالبا بضرورة إنهاء الحرب الأهلية الشرسة فى سوريا التى أزهقت فيها أرواح نصف مليون مواطن سورى. ولا يخفى على أحد ما يجرى من اجتماعات تخص الشقيقة سوريا دون مشاركة لأى طرف عربى فى مفارقة عجيبة وكأن مصير الشعب السورى ومستقبله بات رهنا بلعبة الأممالمتحدة وتوازنات القوى الإقليمية والدولية وأطماعها.. وهو أمر محزن يخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية التى تنص على حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها.. لكنها للأسف لعبة القوة ومنطق شريعة الغاب التى تحكم عالم اليوم فى ظل انقسامات العرب!! أما الرسالة الثانية التى أراد الرئيس توجيهها فى كلمته أمام القمة العربية فهى أن هناك طرفا إقليميا آخر زينت له حالة عدم الاستقرار التى عاشتها المنطقة فى السنوات الأخيرة أن يبنى مناطق نفوذ باستغلال قوى محلية تابعة له داخل أكثر من دولة عربية.. واستخدامها كمخلب قط لتنفيذ أغراضه ومآربه فى دولنا الشقيقة. ولم ينس الرئيس الجرح النازف فى فلسطين، وما يدفعه شعبها من تضحيات وشهداء يسقطون يوميًا، حيث ألمح الرئيس إلى من يتمنون بناء امبراطوريات على حساب دول عربية استغلالا لما يعانيه بعض دولنا من فرقة وانقسام تسببا فيما آلت إليه الأحوال. وفى ظل ما تعانيه أمتنا العربية من ظروف عصيبة تكاد تعصف ببعض دولها وتقضى على مستقبل أبنائها وأجيالها القادمة فقد طالب الرئيس السيسى بضرورة وضع استراتيجية شاملة للأمن القومى العربى لمواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر المحدقة التى تزداد ضراوة يوما بعد الآخر، والتى تواجهها الدولة الوطنية فى عالمنا العربى، وضرورة إعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربى على أسس وقواعد واضحة جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية والامتناع تماماً عن التدخل فى شئونها بأى صورة. ولا ننسى أن مصر بقيادة الرئيس السيسى سبق أن طرحت عدداً من المبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومى العربى وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أى اعتداء أو محاولة للتدخل فى الدول العربية.. ولعل ما نادت به مصر لتكوين »قوة عربية مشتركة« هو إحدى المحاولات الجادة لاستنقاذ الأمن القومى العربى من براثن الأطماع المحيطة.. ولا يزال الأمل كبيراً فى استجابة الدول العربية لمطلب مصر ورئيسها.. وهو ما أعاد الرئيس السيسى التأكيد عليه فى كلمته، حيث إنه يثق أن هناك إمكانية للتوصل إلى هذه الاستراتيجية الشاملة متى توافرت الإرادة السياسية الجماعية بشكل يفضى إلى وقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال أمتنا العربية.. وهذا هو بيت القصيد.. »الإرادة السياسية« التى حان وقتها. المجتمع الدولى مطالب وتلك هى الرسالة الرابعة التى وجهها الرئيس السيسى بأن يضع نفسه موضع المسئولية إزاء ما يجرى فى المنطقة وأن تكون له وقفة أمام محاولات مصادرة الحقوق الفلسطينية فى الأراضى المحتلة وفى القلب منها القدسالشرقية فهناك حرمان حقيقى للشعب الفلسطينى من أبسط حقوقه فى الحياة والخدمات نتيجة الأزمة الخانقة التى تواجهها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) جراء عدم توافر الأموال الزهيدة اللازمة لتوفير الحد الأدنى من مقومات البقاء ل 5 ملايين لاجئ فلسطينى، وهو الأمر الذى يمس بشدة وإجحاف قطاعا واسعا من أبناء الشعب الفلسطينى. الرسالة الخامسة فى كلمة الرئيس أمام القمة العربية فهى تحذيره من مخاطر انتشار تنظيمات الإرهاب والكيانات الطائفية التى تبتذل الإيمان الدينى والتنوع الثقافى فى منطقتنا العربية لتصادر الآفاق الرحبة للتعاون والتسامح والإثراء الثقافى لحساب خيالها المريض المعادى للحضارة والإنسانية وقد حرص الرئيس السيسى على الإشارة بما يقوم به رجال القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة البواسل من جهود جبارة فى معركة الحياة والشرف ضمن (عملية سيناء الشاملة 2018) فى مواجهة أعداء الحياة، مؤكدا أن تلك القوات تواصل نجاحاتها يوما بعد الآخر لدحر قوى الشر والإرهاب التى تهدد ليس مصر وشعبها فحسب وإنما المنطقة والحضارة الانسانية بأسرها. ما تقوم به مصر ورجالها من مجابهة شاملة للإرهاب هو جزء من حرب شاملة تستلزم تضافر جهود الجميع لخوض معركة فاصلة ضد تنظيمات الإرهاب وأفكاره أينما كان.. هذه الحرب الشاملة ينبغى أن تشمل جميع حلقات العمل الإرهابى تنظيميا وتسليحا ودعما سياسيا وغطاء أيديولوجيا واعلاميا وهو الأمر الذى لا مجال فيه لاستثناء أى حلقة من حلقات هذه السلسلة الإجرامية فكلهم مسئولون عن الجرائم البشعة التى ترتكبها هذه التنظيمات الإرهابية. ولأن الإرهاب وداعميه ينتهكون حق الإنسانية فى حياة آمنة فقد أبدى الرئيس السيسى أمله فى أن يعود هؤلاء الداعمون له الذين يصرون على الوقوف فى الجانب الخاطئ من التاريخ إلى جادة الصواب والرشد وأن يتوقفوا نهائيا عن رعاية ودعم الإرهاب الذى يتنافى كليا مع روح الإسلام وكافة الأديان، ويتناقض كذلك مع أواصر الإخوة والعروبة بل وقيم الإنسانية والحضارة.. فهل يدرك هؤلاء أن العودة للحق خير من التمادى فى الباطل..؟! الهموم العربية كثيرة ومتشعبة، ومن ثم فقد شدد الرئيس السيسى على ضرورة إنهاء حالة الانقسام والمعارك الداخلية فى اليمن وليبيا، وأن يعود الوئام والمحبة لجميع الدول العربية من أجل مستقبل أفضل لشعوبها. وظنى أن الأمة العربية لن تنعم بالأمن والاستقرار والقوة إلا إذا استجابت لما نادى به الرئيس السيسى ودعا اليه الأشقاء والفرقاء وكافة الأطراف الإقليمية والدولية.. ما يهمنا نحن العرب أن ننبذ الخلافات ونسعى للوحدة حتى لا يتمادى بنو صهيون ومن يدعمونهم فى تنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم فى المنطقة وحتى لا يستمر مصير الأمة رهنا لتحالفات قوى الشر وأطماعها وتوافقاتها وللأسف فإن هناك من عبدة الدولار من يظنون أن مرسى سيعود وهؤلاء شركاء لأهل الشر فى الخيانة والاعتداء على إرادة شعب مصر الذى اختار مصيره بإرادته الحرة ورفض مرسى وجماعته إلى الأبد.. وها هى الملايين التى خرجت ضد الإخوان فى 30 يونيو ثم أعادت الخروج لانتخاب الرئيس السيسى فى ولايته الثانية ترد على مزاعم الخائنين وتدحض افتراءات وأكاذيب الأفاكين.