نجحت ثورة 25 يناير في اسقاط النظام.. ولكنها فشلت في تغيير عقول وفكر المسئولين الذين مازالت عقولهم أسيرة لأسلوب وفكر نظام الرئيس المخلوع. فالرئيس المخلوع استمر سنوات وسنوات يناور ويحاور لوأد أي محاولة لتعيين نائب له خوفاً من طمع النائب وإقدامه علي الاطاحة به. بعد ضغط شديد بدأت فكرة تعيين نواب للمسئولين في مصر باستثناء وظيفة رئيس الجمهورية.. فكان من ينادي بتعيين نائب يعد من الخارجين علي القانون. ولكن ظل غير المحظوظين بتعيينهم نواباً لرؤساء المصالح والشركات مجرد اشغال شكلي للوظيفة المدرجة ضمن الهيكل الإداري دون أي عمل حقيقي.. فعلي سبيل المثال.. مجال الطيران المدني منذ أن نشأت ظاهرة تعيين نواب لرؤساء الشركات خلال السنوات القليلة الماضية وحتي الآن لم نسمع سوي شكوي النواب من جلوسهم داخل مكاتبهم بلا عمل.. وتعمد رئيس كل شركة حجب أي عمل أو معلومة عن نائبه ليبقي علي الكرسي أطول فترة ممكنة مطمئناً إلي ندم المسئولين في حالة قيامهم باقالته لأن سيادة النائب لا يعلم عن أمر إدارة الشركة أي شيء.. وفي حالة تعيينه "النائب" رئيساً للشركة سيضمن الرئيس المقال أن انهياراً حتي لو كان مؤقتاً ستشهده الشركة. وربما نستثني من قاعدة وضع النواب في الثلاجة المهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الذي يستعين بنائبه الطيار حسام كمال. النائب يشكو حاله دائماً في السر.. لأنه لو أعلن اعتراضه علي تجميده بلا عمل.. سيكون مصيره مواجهة المشاكل مع رئيس شركته.. والمعروف أنه في حالة الخلاف بين الرئيس ونائبه يتم حسم الأمر لصالح الرئيس علي حساب النائب. لذا نتمني أن يتم تحديد مهام وصلاحيات أي نائب مع قرار تعيينه للقضاء علي ظاهرة قيام رئيسه بوضعه داخل الثلاجة مجمداً بلا عمل.. وحتي يمكن اكتشاف المخطيء في حالة الخلاف بين الرئيس ونائبه.. وإلا سيكون من الأفضل إلغاء وظيفة النائب. وعمار يا مصر!