أكدت الأديبة والكاتبة العراقية سارة السهيل أن المرأة العربية تحاول جاهدة أن تعبر عن معاناتها طيلة حياتها في كتاباتها مؤكدة أن هناك دائما شروطاً اجتماعية تفرض علي كتابات المرأة نوعية معينة من القوالب الأدبية مثل التعميم والتضليل. قالت السهيل في احتفال صالون الأوبرا الثقافي باليوم العالمي للمرأة في أمسية بعنوان "مبدعات عربيات" إن هناك علاقة للمرأة بذاتها ونظرتها لنفسها تنعكس دائما علي كتاباتها سواء في سرد هذه المعاناة أو في عدم تحقيق الندية والتكافؤ مع الرجل. تساءلت السهيل عن عدم وجود جائزة ابداعية تعني بالأدب النسوي دونا عن الرجل باعتبار أن الابداع هو الابداع واستشهدت في حديثها بمقولة الكاتب الكبير نجيب محفوظ في أن تحقيق الأحلام بالنسبة للكاتب تقلل من همته في كتاباته حيث تجلت هذه الأحلام في ثورة 1952 علي حد قول الكاتب الكبير الذي لم يكن راضياً عن بعض كتاباته في ذلك الوقت مثل "بداية ونهاية" وغيرها فهل هذا يعني أن المرأة لو حققت أحلامها لن تجد ما تعبر عنه من قضايا؟! فيجب علي المرأة أن تهييء نفسها لذاك اليوم لتبدع بعيدا عن التركيز عن مظلومية المرأة بعد التحقق. استطردت سارة السهيل أن كونها عراقية الأصل أردنية المولد والنشأة شعرت بما يشعر به الشعب الفلسطيني فقدمت قصتها اللؤلؤ والأرض التي كان الهدف منها حفظ ا لتراث الفلسطيني للأجيال الصغيرة التي لم تعايش ذاك الزمن وتوثيق الملابس والتراث والطعام وجو الأسرة الممتدة بين حقول الليمون وبيارات البرتقال. قالت الأديبة سارة السهيل إن ما مر به العراق أيضا من ظروف قاسية واعتداء علي التراث العراقي وتدمير داعش والجماعات الإرهابية المسلحة للتراث والآثار البابلية والأشورية وسرقة الآثار التي بيعت بالخارج لتدمر التراث وهو شيء صعب علي كل إنسان لأنه بدون تاريخ لا يوجد مستقبل مثل الشجرة التي جذورها بالأرض تنبت شامخة للسماء.. فالماضي مكمل ويثمر للقادم فلابد من توثيق التراث للحفاظ علي الهوية كذلك لابد يكون بالمناهج التعليمية لتعريف الأجيال القادمة تاريخهم وحضارتهم فهي كنوز تركها الجدود لنا وحفاظها ليس فقط بالمتاحف بل بعقول وسلوك الناس. العراق أو مصر لم يكونا مثل الرومان بل كانوا أكثر احتراما للمرأة حيث كان الرومان يضعون قفلاً من حديد علي فم المرأة كي لا تتكلم وفي الهند كانت تحرق أو تورث بعد وفاة زوجها أما في العراق فكانت تعمل في الدولة وكان لها حق التصرف بمالها وأسرتها. واختتمت "السهيل".. أن ابداع المرأة يشمل كل مناحي الحياة فهي التي تعول أسرتها بعد فقدان الزوج بالحرب وهي المبدعة الشامخة الصامدة في القدس وتحكي مقدسات بلادها من براثن العدو وفي مصر تقدم أبناءها دفاعا عن الوطن من هجمات الإرهاب وفي العراق وسوريا واليمن تحملت بصمود لا مثيل له من أمام الدواعش ولهذا كل ذلك اتضح بشكل كبير في كتاباتها وابداعتها سواء القصة والرواية والشعر. قالت السهيل إنها بدأت بالشعر في سن صغيرة جدا وأصدرت أول ديوان نتاج ما كتبته في المدرسة وأنها عندما كتبت المقال والقصة وأدب الطفل كانت تتطلع لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع لأن الكتابة رسالة. ضمن فقرات الاحتفالية تم عرض فيلم "عزيزة" إخراج نايري عماد بهجت وهو عن زواج القاصرات مدته 7 دقائق. علقت الأديبة والكاتبة العراقية سارة السهيل علي الفيلم بأنها كتبت عن زواج القاصرات وله خلفيات دينية لا أساس لها وعادات بآلية في بعض المجتمعات الريفية أو البدوية وهو جريمة في حق الطفولة. وألقت سارة السهيل قصيدة من أشعارها بعنوان "القدس" صفق لها الحضور كثيرا.