قوي الشر أصيبت بصدمة من إقبال المصريين علي الانتخابات الرئاسية.. ولهذا أصيبت قنواتهم بالخرس لأنها شهدت ما لم تشهده من قبل بعد أن ظنوا أن حادث الإسكندرية الإرهابي الذي استهدف مدير الأمن وفشل قد يؤثر علي إقبال الناخبين.. فكان رد أهالي الإسكندرية قاسياً بحضور لم يسبق له مثيل. بل وبعض تلك القنوات ظلت علي مدار اليوم الأول للحادث تطرح التساؤلات المريبة حول الإقبال علي الانتخابات الرئاسية.. بالرغم من حسمها -من وجهة نظري- للمرشح عبدالفتاح السيسي.. وكذلك تشكيكها في أن الحادث الإرهابي قد يؤثر علي الإقبال وكأنها تحرض الناس علي عدم النزول.. تساوت في ذلك قناة "بي بي سي" مع "الجزيرة".. فكلاهما له أجندته السياسية التي نعرفها مسبقاً.. ومصداقيتهما أصبحت في الحضيض. وأعتقد أن الدور الذي لعبته وتلعبه المرأة المصرية في كل استحقاق دستوري منذ ثورة 30 يونيو هو دور سيسجله التاريخ.. لأنها باختصار أعطت دروساً في الوطنية لنشطاء السبوبة ومدعي الثورية بأن مصر ستظل قادرة صامدة رغم المحاولات المستمرة لتركيعها من قوي الظلام سواء في الداخل أو الخارج. ومن يظن أن هناك صداقات بين الدول الغربية وبين مجتمعاتنا الأفريقية والعربية فهو واهم.. لأن ما يربط المستعمر القديم بنا هي مصالح في الأول والآخر.. وهم جميعاً ينظرون إلينا علي اننا تهديد حقيقي.. ربما لارتباطنا العقائدي واللغوي والجغرافي.. وربما لأننا نمتلك الثروات التي لو أُحسن استغلالها لأصبحنا قوي عظمي.. لكل ذلك فالحذر يصبح الصفة السائدة في تعاملهم معنا.. هم مهتمون بثرواتنا وعقولنا وليس الحريات والديمقراطية التي يزعمون أنهم أصحابها وحراسها وحماتها. والسؤال: هل يفيق المصريون والعرب من وهم صداقتنا للغرب؟!.. الانتخابات المصرية تقول إن إرادة الشعب المصري بيديه وليس هناك من هو قادر علي كسر تلك الإرادة.. وهل نجد في اليوم الأخير للانتخابات كثافة أكبر في التصويت من اليومين الماضيين؟!.. أعتقد وآمل في ذلك.