بدأ السباق الرئاسى .. وانطلق مارثون الحملات الإنتخابية لرئاسة الجمهورية بعد أن إستعد الطرفان بمختلف أنواع وأطياف الدعاية فى كل بقعة من بقاع الوطن .. والمتابع للمشهد السياسى يجد أن الإنتخابات الرئاسية سيطرت على كل الأحاديث والحوارات فى كل مكان .. فى الشارع وعلى المقاهى والمواصلات العامة والخاصة .. حتى فى البيوت يلتف أفراد الأسرة الواحده حول القنوات الفضائية يستمعون ثم ينتقلون إلى فقرات تحليلة عائلية فى جلسة توعيه سياسية أسرية خاصة عندما يهل عليهم من خلال الشاشة نشطاء السبوبة وشخصيات ثارت حولها الأقاويل وإتهامات بالعمالة من قبل دول خارجية أو جماعات تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية ولا يتورعون فى الدفاع عن دول نصبت العداء لمصر .. ولا يعلم هؤلاء الذين باعو الغالى والنفيس بحفنه من الدولارات العفنه .. ولا يضعون فى مخيلتهم أن الشعب المصرى أصبح مؤهلا سياسيا عما قبل وأكثر خبرة فى كشف هؤلاء بعد أن سقطت عنهم ورقة التوت التى كانت توارى سوءاتهم بعد ان حصل على تقدير إمتياز فى الحفاظ على وطنه وإسقاط نظامين فى أقل من ثلاث سنوات كانوا أبعد ما يكونوا على المواطن المصرى البسيط .. لقد خرج المارد المصرى من قمقمة ولن يستطع أحد بعد الآن أن يضحك عليه بشعارات رنانة ووعود مزيفه أى كان صاحبها .. إن مصر على مر العصور كانت مقبره لكل مستغل او مستعمر أو من أراد بشبعها سوءا .. وعندما أتدبر حديث الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حيث قال عن المصريين لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل .. فهم قتله الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها ..وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوة كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل .. ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فأنتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثا نسأهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله .. هذا ما قاله الحجاج عن مصر منذ أكثر من ألف عام وأعتقد أن وصية الحجاج أبلغ وصف وصف به المصريين على مر التاريخ لأنه يعبر بصدق عن المصريين الذين ينتمون إلى هذه الأرض الطيبة ويؤمنون بوطنهم ويسعون إلى رفعة شأنه دائما .. ويلفظون كل ما يقترب من مصريتهم كأن من كان فهم بالفعل أهل قوة وجلد وصبر وحمل وبعد طول إنتظار أرى أن الأمور بدأت تعود إلى سابق مسارها الصحيح الذى سطره التاريخ على مر العصور وأن مصر عادت إلى المصريين بعد طول غياب .. وأن بدء مارثون الإنتخابات الرئاسية وفى أول يوم للدعاية الإنتخابية لا صوت يعلو فوق صوت الإنتخابات الرئاسية .. وكل مصرى أصبح على وعى كافى بمن يحمل هموم الوطن على عاتقه وأعلن إستعداده بالتضحيه من أجل مصر والمصريين .. ومن يحمل الشعارات الرنانة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع .. لقد أصبح المصريين أصحاب إرادتهم الحرة الأبيه ولن يتركوها بعد أن ملكوها فى أيديهم .. ولن يستطيع تيار السيطرة على إرادتهم حتى لو سالت دماء أبرياء فى طريق البحث عن مصر .. " فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه " .. وأعتقد ان مقاس التاج تم رسمه على من هو أهل له .. وإن غدا لناظره قريب ..والله على كل شئ قدير