يبدو أن المعلم حسن شحاتة لم ينس للاعبي الزمالك رغم السداسية التاريخية في غزل المحلة أنهم فرطوا في بطولة كأس مصر بسبب الثقة الزائدة وعدم التركيز رغم أن الظروف كانت مهيأة أمامهم لاقتناص الكأس لذلك أكد المعلم للاعبيه وللإدارة تمسكه بعدم تلبية أي طلبات لهم في تلك المرحلة وفي مقدمتها عدم تعديل عقودهم أو السماح لهم في الظهور بوسائل الإعلام.. إلخ وذلك في اطار حرص المعلم علي تطبيق مبدأ الثواب والعقاب. جاء اصراره علي استمرار هذه التعليمات حتي اشعار آخر ليضمن استعادة اللاعبين لكامل تركيزهم وجديتهم في الأداء والتخلي تماماً عن حالة التهاون والتراخي والثقة الزائدة والتي كانت سبباً مباشراً في ضياع الكأس وغيرها من البطولات وفي المقابل بات مطلوباً من اللاعبين اظهار حسن نواياهم ومدي قدرتهم علي إعادة الهيبة لناديهم وقيادته للمنافسة علي البطولات التي حرمت منها الجماهير طيلة 7 سنوات وأعتقد أن الزمالك بات يضم حالياً نخبة متميزة من النجوم الكبار أصحاب المهارات والخبرات الكبيرة أمثال ميدو وشيكا والبلدوزر وجعفر وفتح الله وعبدالواحد ولكن تبقي ترجمة تلك الامكانيات لهؤلاء النجوم مع الصاعدين الموهوبين أمثال إبراهيم صلاح وعمر جابر وحازم إمام إلي انتصارات وبطولات وهذا لن يتحقق إلا بالروح القتالية العالية والانضباط والاخلاص في الملعب وعندئذ سيبدأ المعلم تطبيق مبدأ الثواب وتلبية طلباتهم ورفع العقوبات عنهم. *** المفاجأة الكبيرة التي فجرها نجوم الاتحاد السكندري والجونة بسحق إنبي بطل الكأس بثلاثية نظيفة واكتساح الإسماعيلي البرازيلي بأربعة أهداف والنهاية المثيرة التي اختتم بها الأسبوع الثاني من الدوري تؤكد أننا علي موعد مع موسم غاية في القوة والاثارة والمتعة.. فقد نجح ماكيدا الأسباني المدير الفني للفريق في اعادة الانضباط الخططي لأداء لاعبي الاتحاد واستنفار طاقاتهم والدفاع عن سمعة ومكانة سيد البلد في دوري الكبار ووضح من أداء لاعبي الاتحاد أنهم استفادوا أيضاً وجيداً من الدرس القاسي للموسم الماضي الذي هبط فيه الفريق لدوري المظاليم وأنقذته ثورة 25 يناير المجيدة وبالتالي فهم يريدون مع ضربة البداية عدم تكرار أخطاء الماضي ودخول منطقة الألعاب مبكراً بجدول الدوري بعيداً عن شبح الهبوط في ظل المذبحة التي ستتعرض لها المسابقة هذا الموسم بسقوط 6 أندية دفعة واحدة لعالم النسيان.. وإن كان هذا التألق لزعيم الثغر سببه الخوف إلي حد الذعر من شبح الهبوط فإننا نجد في المقابل أن الدافع وراء تألق الجونة واكتساحه للإسماعيلي هو طموح هذا الفريق بقيادة أنور سلامة في ايجاد مكان ثابت له في عالم الكبار مستفيداً من الامكانيات الاقتصادية الهائلة التي يتمتع بها والتي تؤهله لدعدم صفوفه بلاعبين اكفاء بجانب أن الجونة أصبح يمتلك خبرة اللعب مع الكبار فلم يعد يرهبه مواجهتهم بل وكما شاهدنا بات يلعب معهم وهدفه الفوز فقد سجل في إنبي بطل الكأس ثلاثة في القاهرة وحول تأخره بفارق هدفين لتعادل مستحق 3/3 وعندما واجه الإسماعيلي أحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية لعب. اعتمد سلامة في تشكيله وتكتيكه علي اللعب بثلاثة رؤوس حربة لقناعته بأن زمن الخوف من الكبار قد انتهي.. ولابد من التحلي بثقافة الفوز خاصة أن الكرة مستديرة ومجنونة لا تخضع لقواعد ثابتة فالاحتراف قد ضيق المسافات والفوارق بين الأندية وأصبح الجميع لديه فرصة لتدعيم صفوفه بأفضل وأمهر اللاعبين للبحث عن المنافسة علي البطولات طالما أنه يمتلك القدرة الاقتصادية لتحقيق أهدافه.. فالساحرة المستديرة باتت صناعة تعتمد علي الاستثمار والتسويق.. وكلما زادت الانتصارات والبطولات زادت المكاسب المالية.. وانطلاقاً من هذا الواقع الجديد للكرة المصرية كان هذا الاكتساح لنجوم الجونة لدراويش الإسماعيلي في موقعة كروية مثيرة.. أتوقع أن تكون السمة السائدة والمميزة لمباريات الدوري من الآن فصاعداً.. فهنيئاً لعشاق اللعبة ظهور تلك القوي الكروية الجديدة التي سترفع من مستوي اللعبة وتقودها لمستقبل أكثر رحابة واشراقاً دولياً ومحلياً.