الحقيقة أن المصريين يفضلون دائماً عدم الاتفاق علي رأي واحد.. ويتضح ذلك الاختلاف عند أخذ رأيهم علي موضوع ما.. حدث ذلك مثلاً عندما انتهي رأي الفقهاء علي أن الدستور يقضي بضرورة إجراء انتخابات لرئاسة الجمهورية حتي لو كان المرشح الرئاسي شخصاً واحداً.. فانطلقت أصوات تنادي بعدم جدوي هذه الانتخابات لأن النتيجة محسومة ولهذا فلا داعي للتكاليف والمصروفات التي تتكبدها إجراء الانتخابات ولو أننا سمعنا كلام المعارضين.. ولم تجر الانتخابات.. ستظهر أصوات أخري تندد بمثل هذا القرار السلبي وبالتأكيد ستكال الاتهامات هنا وهناك. المهم تم تنفيذ الدستور وبعد غد الاثنين سينطلق المصريون إلي صناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم.. وطبيعي أن يكون كل مواطن حراً في إبداء رأيه.. فالمهم هو أن يخرج من بيته ويذهب إلي صندوق الانتخاب. وصراحة مطلقة أقول إن المرشح الرئيسي في هذه الانتخابات يستحق أن نذهب لكي ننتخبه فهو قد حسم الأمر بهذه الأعمال الجليلة التي قام بها وهذه المشروعات الجبارة التي بدأها وانتهي العمل في بعضها وأوشك العمل علي الانتهاء في البعض الآخر.. والحقيقة أننا يجب أن نذهب جميعاً إلي لجان الانتخاب حتي يتأكد العالم أن الشعب يد واحدة مع رئيسه.. وهذا يدحض ما يكرره البعض من سخافات تنادي بعدم الذهاب إلي لجان التصويت وهكذا يثبت للعالم أن كل ما يثيره البعض من الجانحين والخارجين عن وحدة الصف المصري وأصحاب المصالح الخاصة كل ما يثيرونه هو كلام فارغ مغرض لا يتأثر به أي فرد من أفراد الشعب المصري. لقد ظن هؤلاء أن الشعب المصري يمكن التأثير عليه.. ولكنهم بالفعل لم يدرسوا طبيعة هذا الشعب ولا إمكانياته بل ولا يمكن لأحد أن يتوقع أو يعرف مقدماً رأي الشعب في أي أمر من الأمور مهما كانت خطورته ففي حرب 5 يونيه 1967 ظن العالم أن مصر ستحارب إسرائيل وأن مصر لديها إمكانيات هائلة للقتال وأنها جهزت لهذه الحرب تجهيزاً يفوق الخيال هذا ما كان العالم كله يعتقده. ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً. ومرة أخري جاء عام 1973 بعد ست سنوات من الانتصار.. ولم يكن أحد يتوقع علي الاطلاق قيام الحرب بين مصر وإسرائيل بل كان الشعب المصري ذاته لا يتوقع أبداً أن تغامر القيادة وتشعل حرباً علي إسرائيل.. ووصل الأمر إلي أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أرسل نصيحة للسادات بعدم المغامرة بدخول حرباً مع إسرائيل وعليه أن يلجأ للصلح السلمي نظراً لغياب الاستعدادات الحربية بالنسبة لمصر والخلاصة كانت كل الشواهد تشير إلي أن مصر لن تدخل أي حرب مع إسرائيل. وخابت كل التوقعات واندلع القتال.. وفوجيء العالم بقدرة حربية مصرية مدهشة. أنهت بذلك الادعاءات الإسرائيلية بأن جيشها لا يُقهر ولا ينهزم.. والواقع أنه انهزم وتم تدمير خط بارليف.. وهكذا أثبت المصريون قدرتهم.. وأثبتوا أيضاً وهذا هو الأهم أنه لا يوجد أحد يتوقع أو يتنبأ بأي خطوات مقبلة إزاء أي حدث مع المصريين أردت أن أذكر هذه الأمثلة بعد هذا التكرار الممل من قبل بعض الموتورين أو الحاقدين أو الذين يجهلون ويعتقدون أنهم عالمون ببواطن الأمور. الحقيقة أن السيسي لم يأت إلي منصبه في الحكم إلا بعد إلحاح شديد من جموع الشعب وبكل فئاته الكل طالبوه بأن يأتي ليحل لهم المشاكل الحياتية التي عاني منها الشعب كثيراً.. جاء إلي الرئاسة بعد الضغط الشعبي الشديد عليه لكي يعيد إلي الشعب توازنه وثقته في نفسه التي عاني منها كثيراً في ظل حكم الإخوان. وبالفعل استطاع خلال السنوات الأربع الماضية تحقيق الآمال التي حلم بها المصريون.. ولا يمكن لأحد أن ينكر ما تم خلال هذه السنوات الماضية.. والآن نحن في حاجة إليه لكي يكمل المسيرة. وفي جميع الأحوال نحن في حاجة إلي أن ننزل جميعاً إلي صناديق الانتخاب لكي نعلن وقوفنا صفاً واحداً مع قادتنا.. ونؤكد وقوفنا بجواره ضد الغوغاء والفاسدين والإرهابيين ولكي نؤكد أيضاً رغبتنا في تحقيق المزيد من الإنجازات.