عبد الله السعيد من حقه أن يبحث عن مصلحته كلاعب محترف بعيداً عن ألوان الفانلات. ولو كان الانتماء والولاء المعيار الأول. فهو ابن النادي الإسماعيلي وليس الأهلي. ومن حق مرتضي منصور ان يدعم فريقه بلاعب يراه مميزاً وسيفيد الزمالك. طالما ذلك متاحاً باعتبار ان السعيد غير مرتبط بأي عقد جديد. ومن حق الأهلي أن يسعي للحفاظ علي لاعبه الذي يعد أفضل صانع ألعاب في مصر. القصة إلي هنا طبيعية وتحدث في أي مكان في العالم. ولكن غير الطبيعي تلك الأرقام المبالغ فيها للغاية لدرجة الاستفزاز. فالأطراف الثلاثة تسببوا في ذلك بكل تأكيد. الأهلي فعل ذلك عندما ذهب لشراء صلاح محسن من إنبي ب38 مليون جنيه وهو لم يفعل شيئاً يذكر بعد للكرة المصرية ففتح سقف الطموح- ولا أقول الطمع- عند بقية نجوم مصر. فكان ذلك مبرراً ليطلب السعيد أعلي ثمن ممكن مقابل انتقاله لأي ناد خصوصاً أنه حاصل علي جائزة أفضل لاعب في مصر. ولأنها كانت ستكون صفقة كبيرة ومؤثرة بالفعل لم يتردد رئيس الزمالك في مفاوضة السعيد والرضوخ لمطالبه ونال توقيعه. وعندما علم محبو الأهلي بالأمر تعرض اللاعب لضغوط قوية من شخصيات كبيرة للتراجع عن هذه الخطوة ولأنه وقع فعليا للزمالك أصيب بالارتباك. وظهر أحد جهابذة القانون ليقترح تمديد العقد الموثق الحالي للاعب مع الأهلي ليضيع الفرصة علي الزمالك في ضم السعيد. وتم تسوية الأمر واستمر اللاعب مع الأهلي والفضل يعود الي ال60 مليون جنيه التي قدمها السعودي تركي آل شيخ الذي حرص علي التصوير جنباً الي جنب مع السعيد وأحمد فتحي متباهياً بانهائه الأزمة لصالح ناديه المفضل ولا أحد يلومه علي ذلك. ولم تنته القصة عند هذا الحد.. قرر الأهلي عرض اللاعب للبيع أو الإعارة بعد التوقيع. بدعوي كما قال البعض ان الأهلي يبيع ولا يباع. وهو مفهوم غاية في الغرابة نسمع عنه للمرة الأولي في ملاعب العالم. وفي يقيني أنه غير صحيح. وأغلب الظن أن ادارة الأهلي اتفقت علي انتقال عبد الله السعيد لناد خارجي بدلاً من الزمالك بشرط التجديد وهو ما وافق عليه اللاعب خصوصاً انه علم انه لن يكون محل ترحيب من بعض الجماهير الأهلاوية التي هتفت ضده في التدريبات الأخيرة. وفي الحقيقة ما يزعجنا أمران. الأول: تدفق الملايين من الريالات والدولارات من الخارج في سوق انتقالات اللاعبين الداخلي مما سيسبب انهياراً هائلاً في بورصة الكرة المصرية ولن نستطيع السيطرة علي الأمر. لأن ذلك ليس دعماً قادماً من جهة أو هيئة وانما من شخص سيذهب يوماً ولن يعود مثل الكثيرين. الثاني: ان عبد الله السعيد بكل وضوح وصراحة يعد ثاني أهم لاعب بعد محمد صلاح في منتخب مصر الذي سيلعب في مونديال روسيا. وما يحدث له حالياً من فوضي وارتباك وحرب نفسية سيكون له توابعه السيئة عليه وغالباً لن يلعب كثيراً. مما سيقفدنا ورقة رابحة نحتاجها في روسيا.