يبدو أن منطقتنا العربية والشرق أوسطية بصفة عامة مقبلة علي شتاء ساخن تزداد فيه عناقيد الغضب بسبب انسداد قنوات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية نظرا لارتفاع سقف التعنت الصهيوني ولاءاته الرافضة لكل اطروحات السلام استنادا إلي المواقف الخارجية المؤيدة للمشروع الإسرائيلي والهادفة إلي تمرير المشروعات الأمريكية في الشرق الأوسط.. وهذا يؤكد ما سبق ان حذرنا منه وقلنا ان كل ملعب يتواجد فيه الأمريكيون يتحول إلي فوضي مثلما حدث في العراق وافغانستان بسبب غياب الشرعية الدولية وكلها شواهد وسيناريوهات تعود بالذاكرة إلي ما حدث منذ قرنين أو أكثر عندما تعرضت المنطقة للمشهد الدامي في الحروب الصليبية. لذلك فلابد من البحث عن سبل ووسائل جديدة للخروج من المآزق الذي تقف حائلا أمام تحقيق أية تسوية للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي خاصة ان الإسرائيليين لا يخفون سعادتهم بتلك الأوضاع الوغارتيمية ويركزون علي الدور الأمريكي الضاغط علي الرباعية الدولية الأوروبية لعدم تضخيم القضية الفلسطينية في الساحة الدولية والتنسيق مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق حامل بصمة الترغيب والترهيب حتي تفوز إسرائيل بالغنية كاملة وهذا يزيد تفاقم الخطر الذي بات قاب قوسين أو أدني من الانفجار. من هنا بات الموقف في حاجة ماسة لتحرك عربي ودولي فعال واعادة النظر في الخريطة الاستراتيجية للمنطقة بدءا من اعادة ترتيب البيت العربي والفلسطيني وتفعيل دور الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك واقامة توازن للقوي بصورة جادة لا تخطئها العين مع اعتبار ان كل يوم يمر هو في غير صالح المنطقة وقضاياها بقدر ما هو فرصة لإسرائيل كي تستمر في توسيع مستوطناتها ومستعمراتها علي حساب الأراضي الفلسطينية علاوة علي اعطاء الفرصة لنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للتشدد في مواقفهم من عملية السلام وتخطي الخطوط الحمراء.. في الوقت الذي تزداد فيه معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر داخل الخط الأخضر وفي الضفة وغزة وهموم القدس والمسجد الأقصي. وفي هذا السياق يجدر بنا ان نعيد التذكير بالخلفيات التاريخية لسيناريوهات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي جرت في اوسلو وكامب ديفيد وأنابوليس وشرم الشيخ وطابا والعقبة والتي اختنقت كلها علي صخرة اللاءات الإسرائيلية ومراوغة الموقف الأمريكي المرتبك داخليا وخارجيا بسبب غرقه في مستنقعات العراق وافغانستان والقرن الافريقي حتي يأخذ الفلسطينيون والعرب العظة ويستوعبوا الدروس السليمة ولا يحملو الأشياء أكثر مما تحتمل ولا يبحثون عن سراب.