في السنوات الأولي من ثورة 23 يوليو انتشرت شائعة بأن صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة.. علي علاقة بالأميرة فايزة شقيقة الملك فاروق. عندما سأله جمال عبدالناصر عن حقيقة هذه الشائعة؟ سرد له صلاح سالم الحكاية من البداية.. وكما جاء علي لسانه "حضر لزيارتي ذات يوم الضابط طيار عمر الجمال "وقد عين فيما بعد سفيرا لمصر في كوبا" وأبلغه أن أحد الأصدقاء أبلغه أن الأميرة فايزة لها شكوي مرة من أحد الضباط الذي ذهب لتفتيش قصرها.. ووجه لها إهانات وعبث بمحتويات القصر بصورة سيئة بما في ذلك ملابسها التي أخرجها من الدواليب وبعثرها أمامها بصورة خارجة عن الأدب والأخلاق.. وتساءل الطيار عمر الجمال هل الثورة معناها اهانة الناس واساءة الأدب معهم؟ عموما هي طلبت عرض شكواها علي أحد أعضاء مجلس الثورة.. واستطرد صلاح سالم.. طبيعي ان اهتم بهذه الشكوي وقمت بالتحقيق فيها وتأكدت من صحتها ووقعت عقابا علي الضابط. وأضاف صلاح سالم: بعد هذا طلبت الأميرة أن تأتي لزيارتي وشكري.. ومنذ ذلك الوقت ونحن أصدقاء. ورد عليه جمال عبدالناصر.. وهل من المقبول أن يذهب أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة بسيارة جيب عسكرية للقاء الأميرة في شاليه بمنطقة الأهرامات..؟ طبعا غير معقول ولهذا يجب أن تترك السيارة العسكرية لتستخدم في العمل فقط أما الذهاب للقاء الأميرة في الأهرامات فيجب أن يكون بالسيارة الخاصة.. وطبعا وافق صلاح سالم وكان يذهب بسيارة خاصة.. حيث كان يمضي وقتا طويلا.. ويذكر الكاتب الصحفي الكبير موسي صبري في كتابه 50 عاما في قطار الصحافة.. ان كل تحركات صلاح سالم في هذا الموضوع بالذات كانت تصل لعبدالناصر بالتفصيل. ولهذا لم يكن صلاح سالم يعلم بأي قرارات تصدر بخصوص العائلة المالكة. وذات يوم فوجيء بقرار منشور بالصحف يقضي بمصادرة أملاك أسرة محمد علي.. وكان هذا القرار مفاجأة بالفعل لصلاح سالم فقد كان لا يعرف شيئا عن هذا القرار. وعندما فاتح جمال عبدالناصر في هذا الأمر.. قال جمال: كنت أخشي أن تبلغ الأميرة فايزة به!! وهذه الواقعة تدل علي الفارق الكبير بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير.. حيث تبين حدوث تجاوزات كثيرة بين بعض المشاركين في الثورة لدرجة ان حدث تنديد بهذه التصرفات من القيادات الأخري وبعض المواطنين.. في حين أن ثورة 25 يناير لم يحدث فيها أي تجاوزات من شباب الثورة.. أما التجاوزات التي حدثت فقد كانت من جانب البلطجية وبعض فلول النظام!!