كشفت تحقيقات النيابة عن مفاجأة في الحادث البشع الذي شهده الطريق الدولي بانقلاب أتوبيس يحمل عمالاً من مصنع فتحي محمود للبورسلين في اتجاههم لمنازلهم بكفر الدوار. حيث تبين اصطدام سيارة نصف نقل الغربية رقم 277108 المسرعة لنزولها من الكوبري بالأتوبيس رقم 48151 من الخلف أثناء وقوفه علي أحد جانبي الطريق والذي كان يحمل العمال مما أدي إلي خروجه عن الطريق العام وسقوطه في الترعة الموازية للطريق وهو ما أسفر عن انقلابه واحتراقه ومصرع 9 و إصابة 12 من العمال.. بينما فر سائق النصف نقل مرتكب الحادث هارباً. كان فريق من نيابة الإسكندرية قد انتقل الي موقع الحادث للمعاينة وتبين احتراق العمال لدرجة التفحم مما أدي إلي صعوبة التعرف علي الجثث حتي الآن ووجود جثة عبارة عن أشلاء فقط بين جثثهم بعد أن تعذر هروبهم من الأتوبيس المشتعل وجميعهم كانوا في الجانب المائل الخلفي والذي بدأت منه النيران.. وأمرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة الأتوبيس الذي تفحم تماماً لبيان سبب الحادث والتواصل مع الشركة لتحديد شخصية المتوفين من ركاب الأتوبيس المجهولين.. والاستعلام عن حالة المصابين لبيان إمكانية سؤالهم وضبط المتهم المتسبب في الحادث وتحريات المباحث لتحديد مسئوليته الجنائية وتسليم الجثث التي يتم التعرف عليها لذويهم مع تصريح بالدفن. ترجع وقائع الحادث الأليم بتلقي اللواء مصطفي النمر مدير أمن الإسكندرية بلاغاً باشتعال النيران داخل أتوبيس بالطريق الدولي الساحلي بالقرب من نهاية الكوبري الألماني ووجود مواطنين بداخله. انتقل مدير الأمن واللواء شريف عبدالحميد مدير مباحث الإسكندرية وقيادات الأمن العام والمديرية وثلاث سيارات إطفاء بالإضافة إلي خمس عشرة سيارة إسعاف وعربات متخصصة للتدخل السريع من قوات الحماية المدنية.. ويتبين ارتفاع ألسنة النيران من داخل الأتوبيس وعجز المواطنين المتجمعين بالمنطقة عن الانقاذ لشدة النيران وبالرغم من سقوط الأتوبيس في ترعة الا انها منخفضة المياه ولم تساهم في اطفاء النيران.. وتمكنت قوات الانقاذ من السيطرة علي الحريق وقامت بقص أجزاء كبيرة من الأتوبيس بعد انعواجه لقوة الانقلاب لإخراج الجثث وانقاذ المصابين. خاصة أن بينهم حالات شديد الخطورة. تبين ان المصابين والمتوفين من كفر الدوار وان بينهم ثلاث حالات خطرة وهم صادق إبراهيم حسين ومصاب بحروق بنسبة "90%" بينما لم يصب شقيقه أحمد المصاحب له بالأتوبيس سوي بحروق بنسبه "20%" أما الحالة الثانية فهو لعلي صبحي محمد حروق بنسبة "95%".. ومحمد محمود فتح الله "نزيف بالمخ". كشفت المعاينة المبدئية للأدلة الجنائية أن الأتوبيس اصطدم بقوة من الخلف. مما أدي إلي انقلابه عدة مرات. فيما بعد الحاجز الخرساني وهو ما أدي إلي حدوث شرز كهربائي بالجزء الخلفي من الأتوبيس بين البطارية وتانك البنزين مما أدي إلي اشتعال النيران وامدادها الي الامام وتبين ان أغلب الناجين كانوا قد تمكنوا من القفز من نوافذ الجانب الأعلي وواجهة الأتوبيس . التقت "المساء" عدداً من المصابين بمستشفي رأس التين فقال أحمد خميس حسين "30 سنة" حروق بالوجه واليدين. أعمل بالمصنع منذ ثلاثة سنوات ومتزوج ولدي طفلان لا استطيع ان اصدق انني قد نجيت بحياتي واعيش في صدمة من هول ما رأيت من اشتعال زملائي وعجزي عن نجدتهم لكوني نجوت بنفسي بأعجوبة واضاف لقد كنت اجلس بالصف الثاني ووقف الأتوبيس علي جانب الطريق بعد نهاية الكوبري لانتظار زميل لنا نقله يومياً من نفس المكان وفجأة وجدنا سيارة نصف نقل مسرعة تصطدم بنا من الخلف لينقلب الأتوبيس بعد اصطدامه بالحاجز الخرساني وسمعت السائق وهو يهتف الله أكبر... لا إله إلا الله .. ويردد الشهادتين وارتفعت صراخات زملائي بعد ان شعرنا بأننا نواجه الموت وماهي إلا لحظات واشتعل الأتوبيس وتمكنت من القفز من النافذة بعد ان أصبت بحروق بيدي وقدمي وكسر بالساق وظللت ازحف بعيداً عن الاتوبيس ولم استطع انقاذ زملائي الذين استغاثوا بي وانهار باكياً. أما أحمد فؤاد محمد رسلان انا حديث العهد بالعمل في المصنع حيث لم يمض علينا سوي سبعة أشهر مصاباً بحروق بالساقين وارتجاج بالمخ. فقال وكأننا كنا في يوم من الجحيم لن يصدق أحد ما حدث لزملائي فلقد كانوا ينتظرون الموت دون محالة ولا أمل في النجاة. فاصطدام الأتوبيس أدي إلي سقوط البنزين علي الجالسين في الجزء الخلفي حتي غرقوا تماما ومع هول الصدمة حيث سقط الجميع علي بعضهم البعض فوجئنا بانفجار لتشتعل النيران بزملائي قبل اشتعالها الأتوبيس. وأصبح كل من يصرخ وهو مشتعل ويمسك بزميله للنجاة يقوم باشعال النيران فيه دون ان يقصد نظراً لغرق الجميع في البنزين. مضيفاً انه علي الرغم من ان العديد من النوافذ قد تطايرت. الا أنها كانت من الجانب الملتصق بالأرض فلم يستطع أحد الخروج منها وقمت بتحطيم الزجاج بكل ما املك من قوة بالرغم من حروقي متحملاً الالم للنجاة بنفسي حتي تمكنت من الخروج ولم استطع ان أري شيئاً مما ما يحدث داخل داخل الأتوبيس نظراً للادخنة الكثيفة المنبعثة منه والتي كانت تهدد بالانفجار. أما محمد سعيد السيد وهو من القلة الناجية بلا إصابات تقريباً حيث يعاني من كدمة بالصدر. فأكد انه يعمل بالمصنع منذ ثلاثة سنوات وانه كان يجلس بجوار السائق وعندما شعر بالاصطدام من الخلف حاول السائق السيطرة علي الأتوبيس بالفرامل ورفع فرامل اليد لمنع الاتوبيس من الانزلاق دون جدوي موضحاً انه سارع بالخروج من واجهة الأتوبيس وأضاف ان صوت الانفجار كان مدوياً والدخان الكثيف منعني من الاقتراب من الاتوبيس. خاصة ان درجة الحرارة الناتجة من الاحراق كبيرة وحاول بعض المارة باستخدام اسطوانات الاطفاء الموجودة بسيارتهم دون جدوي وعشت لحظات أليمة وعذاب لا يتحمله بشر وانا اسمع استغاثات زملائي من الموت المحقق ولا استطيع انقاذهم واخذت اردد الشهادتين واستغيث بالسيارات المارة لانقاذهم دون جدوي حتي تمكنت سيارات الدفاع المدني من السيطرة علي النيران. أخيراً قال مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة انه تم إعلان حالة الطوارئ بكل من مستشفي رأس التين والقباري أبوقير بالإضافة لجمال عبد الناصر التابعة للتأمين الصحي. كما تم استدعاء أعداد إضافية من التمريض من الراحات للتواجد بمستشفياتهم. موضحاً انه تم صرف جميع الأدوية اللازمة للمصابين ولم يتم السماح لذويهم من تحمل تكلفة أي دواء مع السماح لهم بالاطمئنان علي الحالات المستقرة والتي تسمح حالتها بالزيارة. موضحاً أنه تم الاستعانة بجهاز بالتنفس الصناعي لاحد الحالات الخطيرة في محاولة لإسعافها وان ما تم نقله لمستشفي جمال عبدالناصر أربع حالات. لكون لهم تأمين صحي حتي يستفدوا منه. موضحاً أن حالة الطوارئ ستظل مستمرة حتي يكتب الله الشفاء للجميع. مؤكداً علي انه تم توفير سيارات الإسعاف فور علمه بالحادث المجهزة لحالات الحروق ونقل المصابين أولاً بأول لإسعافهم مع توفير جميع فصائل الدم في حالة احتياجهم لها. المصابون وهم: صادق حسين إبراهيم حسنين "30 سنة" مصاب بحروق بنسبة 90%. وأحمد حسين إبراهيم حسنين "33 سنة" حروق بنسبة 20% بالوجه. ومحمد إبراهيم محمد المراسي "34 سنة" حروق بنسبة 35%.. بالصدر والذراعين. وأحمد سعيد رزق "30 سنة" حروق بنسبة 40% بالوجه والذراعين. وعلي صبحي علي محمد "30 سنة" حروق بنسبة 95%. ومحمد محمود فتح الله "16 سنة" نزيف بالمخ. وخالد إبراهيم محمد "41 سنة" كسر بالساقين. ومحمد إبراهيم يحيي "37 سنة" ارتجاج وكدمة. وأحمد مصطفي صادق "31 سنة" كدمة بالضلوع وعوارض ارتجاج. ومصطفي إبراهيم محمد "25 سنة" كسر بالضلوع. وحسام حسن محمد "27 سنة" حروق بالوجه والذراعين. وأحمد فؤاد محمد "20 سنة" حروق بالساقين و عوارض ارتجاج. ومصطفي شلبي "جمعة 35 سنة" كدمات عديدة بالجسم وأسفل البطن. ومحمد سعيد السيد علي "25 سنة" كدمة شديدة بالصدر. وسيد محمد محمود عمارة "25 سنة" كدمة شديدة بالظهر. وأحمد خميس حسين "30 سنة" حروق بالوجه واليد اليمني. وإبراهيم محمد سالم "35 سنة" حروق بالساقين. ومحمد إسماعيل محمود "25 سنة" حروق بالوجه والبطن. ومحمد عبد الستار محمد "26 سنة" حروق بالساقين. ومحمد فتح الله محمود "22 سنة" كدمة بالساق اليسري. ومحمود عبد القوي السيد "30 سنة" حرق بالساق الأيمن.