علي أرض الفيروز نفذ رجال الجيش الثالث الميداني بياناً عملياً لاقتحام وعبور قناة السويس يأتي البيان في إطار الخطة السنوية لهيئة تدريب القوات المسلحة. حيث قامت مجموعة من عناصر وحدات الجيش الثالث الميداني بواسطة استخدام القوارب المطاطية ووسائل العبور الذاتي والمعديات والكباري سريعة الإنشاء. يأتي البيان متزامناً مع الاحتفال بذكري انتصار العسكرية المصرية في أكتوبر 1973 محققة انتصاراً عظيماً شارك فيه الشعب المصري الذي وقف خلف أبنائه رجال القوات المسلحة ليقف العالم أجمع أمام بطولة وفداء وتضحية رجال القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي في منظومة عكست الأداء المتميز والكفاءة القتالية العالية والتي جسدها اليوم أبناء رجال الجيش الثالث حيث عزفوا جميعاً سيمفونية من الأداء العالي والراقي في التدريب القتالي والذي يعكس امتداد أبناء الفراعنة خير أجناد الأرض لجيل أكتوبر العظيم. كان المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد شهد بياناً عملياً لاقتحام وعبور قناة السويس والذي أظهر مدي الكفاءة والتدريب القتالي لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة. بدأت مراحل البيان بعرض الخصائص الفنية للمركبات والمعدات المشاركة في العبور وإعداد وتجهيز الوحدات المشاركة لاقتحام وعبور القوات المانع المائي لقناة السويس وباستخدام القوارب المطاطية والوسائل الذاتية للمركبات وناقلات الجند المدرعة للوصول إلي الضفة الشرقية للقناة وتأمين رأس كوبري بالتعاون مع الابرار الجوي الصديق وتنفيذ أعمال الإصلاح والنجدة والإخلاء بمهارة فائقة لاستكمال عملية العبور. كما قامت عناصر المهندسين العسكريين بالجيش الثالث الميداني بفتح كباري المواصلات وكباري الاقتحام سريعة الإنشاء واستخدام المعديات باعتبارها من الوسائل الرئيسية لعبور القوات الميكانيكية والمدرعة وباقي الأسلحة المعاونة لما تحققه من معدلات تدفق عالية وذلك تحت ستر عناصر القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوي والمدفعية التي قامت بتأمين قطاع العبور لاستكمال تنفيذ باقي المهام القتالية المخططة في ظل النشاط المكثف للعدو الجوي والالكتروني واستخدامه للغارات الحربية والمواد الحارقة. في نهاية البيان أشاد طنطاوي بالأداء المتميز لرجال القوات المسلحة وما وصلت إليه التشكيلات والوحدات المنفذة للتدريب من مهارات ميدانية وكفاءة واستعداد قتالي عال وتفهم القادة والضباط لمهامهم ومسئولياتهم المكلفين بها واتخاذ القرارات الحاسمة لمجابهة المواقف الطارئة والسيطرة علي القوات طبقاً لمتغيرات المعركة. في بداية البيان أكد المشير طنطاوي أن ما يتردد من أن حرب الاستنزاف لم تكن مفيدة غير حقيقي وغير علمي لأنه لولا حرب الاستنزاف ما كان انتصار أكتوبر حيث منحت الاستنزاف الفرصة للقوات المسلحة لتعيد بناء وتنظيم نفسها علي أسس علمية مدروسة بالإضافة أنها حققت دفعة معنوية مرتفعة للشعب والجيش وكانت من أحد الأسباب الرئيسية التي أزالت الآثار النفسية السلبية لحرب 1967 ولعبت دوراً مهماً في نجاح القوات المسلحة لتحقيق النصر في ملحمة العبور. قال طنطاوي خلال مشاهدته أمس للبيان العملي لوحدات الجيش الثالث الميداني لعبور واقتحام قناة السويس في تكتيك حقيقي لملحمة العبور إن حرب الاستنزاف كانت تمهيداً وبروفة حقيقية وتطعيماً للمعركة في 73 حيث كانت القوات المسلحة في أمس الحاجة لتدريب حقيقي واشتباك مع العدو ليعيد للمقاتلين الثقة في أنفسهم وسلاحهم. القوة الرابعة أكد المشير طنطاوي أنه من أهم نتائج حرب الاستنزاف انشاء القوة الرابعة في القوات المسلحة وهي الدفاع الجوي فلم يكن هناك دفاع جوي بمعني الكلمة حيث تمكنت القوات المسلحة من بناء حائط الصواريخ وإقامة دفاع جوي مصري حديث فكان ملحمة حقيقية جسدت فيها تلاحم الشعب والجيش ليمتد حائط الصواريخ علي طول القناة ويمكننا من الدفاع عن عمق الوطن والقوات المتواجدة في شرق القناة وأدوي دوراً في منتهي الأهمية ولعب دوراً فعالاً في تحقيق النصر. أشار طنطاوي إلي أن الضربة الجوية التي سبقت العبور أحدثت تأثيرات خطيرة سواء في شل قدرات العدو وتدمير دفاعه الجوي وتحييد قواته الجوية بجانب تأثير خطير هو رفع معنويات القوات المسلحة علي طول القناة عندما شاهدوا الطائرات تعبر للشرق وتدمير أهداف العدو الجوية. أشاد المشير طنطاوي بالبيان العملي مؤكدا انه اضافة كبيرة واستعداد دائم ومستمر لتنفيذ المهام إذا دعت الضرورة لذلك وان نكون دائما جاهزين للتعامل مع أي مواقف طارئة لما نصل إليه من كفاءة قتالية.. وجه المشير طنطاوي الشكر لقائد الجيش الثالث وقائد الفرقة وجميع العناصر المشاركة في تنفيذ البيان العملي وطالب المشير طنطاوي بالحفاظ علي الأسلحة والمعدات القديمة والعمل الدائم علي تطويرها وتحديثها بأحدث تكنولوجيا العصر إلي جانب الأسلحة الحديثة التي توفرها الدولة لقواتها المسلحة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد دون الاخلال بتنفيذ المهام التي تكلف بها. كما طالب المشير طنطاوي بضرورة الاهتمام بالتكتيكات الصغري خاصة علي مستوي الضباط من الرتب الصغيرة مشيرا إلي ان مسرح العمليات المصري ذو طبيعة خاصة حيث توجد قناة السويس وهناك قوات شرق القناة وأخري تمر بها تقوم بتأمين حدودنا الممتدة مئات الكيلو مترات وان هذا المسرح يتطلب نوعية معينة من الأسلحة والتكتيكات. قام المشير طنطاوي بنقل بعض خبرات الحروب التي شارك فيها مثل 56. 67. 73 حيث قال انه من الصعب جدا تحقيق عنصر المفاجأة في العمليات القادمة لذلك لابد من مشاركة جميع الأسلحة وخاصة القوات الجوية والدفاع الجوي مؤكدا علي أهمية ان يعرف كل مقاتل مهامه التي يؤديها في العمليات علي غرار التوجيه 41 الذي طبقته القوات المسلحة في أكتوبر 73 حيث كان كل مقاتل يحفظ مهمته ودوره علي أكمل وجه. مواقف من أكتوبر روي المشير طنطاوي بعض المواقف التي واجهها خلال قيادته للكتيبة 16 التي شاركت في حرب أكتوبر 73 مؤكداً أهمية تماسك القائد ونزوله إلي أصغر مستوي والتعرف علي كل التفاصيل التي تحيط بمقاتليه والالمام بكل كبيرة وصغيرة مؤكدا علي ان القيادة الناجحة تعتمد في الأساس علي حسن المتابعة ولا تترك شيئا للظروف. قال إن حرب أكتوبر 73 هي تدريب عملي وواقعي علي قوة ارادة المصريين في مواجهة التحديات وليس دليلا علي ذلك أكثر من تهويل الخبراء السوفييت من قوة الساتر الترابي وخط بارليف حيث أكدوا ان المصريين لو فكروا في عبور القناة سيخسرون 50% من قواتهم ما بين قتلي وجرحي لكنني كواحد من قادة الكتائب الذين شاركوا في الحرب عبرت القناة وكتيبتي ولم نخسر أي شئ في الأفراد أو المعدات وذلك بسبب أن كل مقاتل كان يعرف مهمته تماما واتخاذ اجراءات تأمين محكمة رغم وجود نقاط حصينة من الشرق وقذف مدفعي مكثف من العدو. أكد المشير طنطاوي علي أهمية امتلاك الوحدات الادارية المعاونة والتدريب والقدرة علي القتال لانها مستهدفة دائما من العدو ويجب ان تعتمد اعتمادا ذاتيا في الدفاع عن نفسها. وليس علي الوحدات المقاتلة التي تدخل ضمن القوات المقاتلة التي تعمل في اطارها حتي تمتلك القوة علي العدو والرد. رسالة اطمئنان من جانبه أكد اللواء أركان حرب صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني ان البيان العملي لعبور واقتحام قناة السويس الذي تنفذه وحدات الجيش يأتي في اطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بانتصارات أكتوبر وهو رسالة اطمئنان للشعب علي قواته المسلحة بأن ما تبذله من مهام لتأمين الجبهة الداخلية لا يؤثر اطلاقا علي كفاءتها واستعدادها القتالي حيث تقوم إلي جانب مهامها القتالية بالداخل بالتدريب المستمر والتواصل لحماية الوطن وتأمين حدوده وان اعادة تجسيد ملحمة العبور هو تذكير بقدرة القوات المسلحة علي الحفاظ علي النصر مشيراً إلي أنه رغم المهام الجسام فإن الجيش الثالث ملتزم تماما بتنفيذ جميع المهام التدريبية المخصصة في توقيتاتها دون اجراء أي تعديل.. أكد اللواء صدقي ان الوضع في سيناء آمن تماما مشيراً إلي ان الجيش دائما يلتقي بأهالي سيناء بشكل دوري شهريا سواء في قيادة الجيش أو مدينة الطور للتباحث حول المشاكل التي تواجههم والعمل علي حلها ومتابعتها بصفة مستمرة. أضاف ان القوات المسلحة ستنشئ محطة تحلية مياه أبورديس وعشرة آبار تخدم المناطق التي حددها أهل سيناء بالاضافة إلي عشرين منفذا لبيع منتجات القوات المسلحة والجيش الثالث للأهالي إضافة إلي 500 صوبة زراعية طبقا لاحتياجات المواطنين.. أشار إلي ان الجيش الثالث الميداني جاهز تماما لتأمين الانتخابات في المحافظات التي تقع في نطاقه وهي جنوبسيناءوالسويس والبحر الأحمر بالتنسيق مع وزارة الداخلية مشيرا إلي ان هناك اجتماعا تم مع عضو اللجنة العليا للانتخابات والقيادات الأمنية للتعرف علي المواقف المحتملة في العملية الانتخابية. ناقش المشير طنطاوي عدداً من القادة والضباط المشاركين بالتدريب في أسلوب تنفيذهم لمهامهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المفاجئة أثناء ادارة العمليات. وأكد علي الاهتمام بالتجهيز الهندسي وأعمال الاخفاء والتمويه الجيد للقوات. والتدريب علي الوسائل التبادلية للعبور مع البعد عن النمطية في تخطيط وتنفيذ كافة المهام. وتنظيم التعاون بين كافة العناصر لتأمين قطاع العبور باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون لتنفيذ المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة عالية. واستمع لأسئلة واستفسارات بعض الحاضرين والدارسين من المنشآت والمعاهد التعليمية والاجابة عليها من مخططي ومنفذي المشروع. وأكد ضرورة الحفاظ علي الحالة الفنية للأسلحة والمعدات وتطوير أدائها والاهتمام بأعمال الصيانة والاصلاح وصولا لأعلي معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي. الارتقاء بالمقاتل طالب المشير طنطاوي القادة والضباط علي كافة المستويات بالعمل علي توفير كافة الامكانيات للإرتقاء بالفرد المقاتل معيشيا وإداريا وتدريبياً والحفاظ علي روحهم المعنوية العالية باعتبارها الركيزة الأساسية لقواتنا المسلحة. وأوصاهم بالاستفادة من خبرات وتجارب قادتهم القدامي وأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم لتظل القوات المسلحة قادرة علي الوفاء بمهامها في الحفاظ علي الوطن واستقراره وحماية أمنه القومي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. حضر البيان الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.