عاد فريق الزمالك للمنافسة علي المركز الثاني الوصيف بجدول الدوري الممتاز لهذا الموسم بعد الفوز الكبير الذي حققه علي مضيفه بتروجت بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في مباراتهما معًا بالجولة 25 من المسابقة. حيث تجددت آماله تحت قيادة مديره الفني إيهاب جلال في إنهاء الموسم بمركز الوصيف إثر ارتفاع رصيده من النقاط إلي 45 نقطة وارتقائه للمركز الثالث خلف الإسماعيلي الثاني بفارق نقطة واحدة فقط وتراجع المصري المشغول افريقيًا حاليًا للمركز الرابع 42 نقطة. واستفاد الزمالك بالطبع من تعثر الدراويش أمام إنبي بالخسارة في نفس الجولة وهو ما منح لاعبي الأبيض دفعة معنوية كبيرة في مباراتهم أمام بتروجت مكنتهم من الفوز لأجل اللحاق بالإسماعيلي. ولكن للإسماعيلي مباراة صعبة جدا مؤجلة أمام المصري نتيجتها أيًا كانت ستصب في صالح الأبيض لأن الفريقين ينافسان الزمالك علي الوصافة والمصري أيضا مباراته الثانية المؤجلة صعبة أمام الاتحاد السكندري. لعب الزمالك أمام بتروجت بإجادة تامة في الشوط الأول فقط حيث ظهر عليه الانسجام والتفاهم والتناغم وقدم جملا فنية لم يقدمها الفريق منذ زمن طويل وكان بمقدوره تحقيق نتيجة تاريخية في هذا الشوط. بينما في الشوط الثاني انتاب الزمالك الهدوء والاطمئنان الزائد بعد اكتفاء لاعبيه بما حققوه علي الأرجح بثلاثية الشوط الأول. في الشوط الأول ظهرت بصمات إيهاب جلال واضحة علي الفريق مستفيدا من الصفقات الجديدة محمد عنتر وحمدي النقاز ومحمد عبدالغني ومحمود عبدالعزيز وعماد فتحي الذين منحهم الفرصة في المشاركة لإثبات وجودهم مع الفريق لا سيما انها جاءت علي حساب الكبار. وتألق أكثر من لاعب بالزمالك في الشوط الأول وبالأخص محمد عنتر وعبدالله جمعة ومحمود عبدالعزيز وكاسونجو رغم إهداره فرصا بالجملة لا تضيع من الأساس. في المقابل قدم بتروجت شوطا كرويا سيئا للغاية أمام الزمالك وتاه لاعبوه الذين خابوا في النصف الأول من اللقاء وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة وافتقد الفريق للتجانس فخسروا ثلاث نقاط غالية ليتجمد رصيد الفريق عند 31 نقطة بالمركز العاشر. ولكن في الشوط الثاني استطاع طارق يحيي تعديل الأوضاع وساعده هبوط أداء الزمالك ليتوقف هز شباك بتروجت وينجح الفريق في التهديف ولكن بعد فوات الأوان قبل النهاية بأربع دقائق فقط لم تكن كافية للتعويض بالطبع. جاءت بداية الزمالك في اللقاء قوية ووضحت نية لاعبيه في الفوز والعودة للقاهرة بالثلاث نقاط بحثا عن مواصلة مشوار تحسين الترتيب في جدول الدوري. لذا صال وجال أبناء الزمالك في هذا الشوط أمام أصحاب الأرض بتروجت وتمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف وأهدروا ضعفها منها فرص تهديفية مؤكدة. ركز المدير الفني لفريق الزمالك إيهاب جلال في خطته في الشوط الأول علي إيجاد الثغرات عبر الجانبين وحصد الثمار مبكرا جدا بعد حصول الأبيض علي ضربة جزاء صحيحة في الدقيقة العاشرة إثر اصطدام الكرة بيد مدافع بتروجت سامح عبدالفضيل وهو علي الأرض بداخل منطقة الجزاء. وتصدي لها الوافد الجديد محمود عبدالعزيز الذي سدد بقوة وفشل حارس بتروجت علي فرج في إبعادها ليتقدم الزمالك بهدف وحيد. لعب بتروجت بقيادة مديره الفني طارق يحيي عكس التيار حيث اندفع للهجوم مباشرة من أجل تعويض هذا التأخر. وحاول محمد سالم وعلاء علي والعجوز وكريم طارق الضغط علي دفاع الزمالك لتخفيف الهجوم علي مرماهم ولكن باءت المغامرة بالفشل وسيطر الأبيض تماما علي مجريات اللعب والهجوم وأصبحت منطقة جزاء أصحاب الأرض هي مسرح الأحداث الرسمي في الشوط الأول. ومع الوصول للدقيقة 25 كان لاعب الزمالك كاسونجو علي موعد مع إنهاء صيامه عن التهديف من عرضية عبدالله جمعة المتألق ليتقدم الأبيض بهدفين للا شيء. استثمر فريق الزمالك تفوقه لعبا ونتيجة وانفتحت شهية لاعبيه علي مصراعيها ونفذوا أكثر من جملة تكتيكية انتهت إحداها بإحراز الهدف الثالث للاعب كاسونجو أيضا في الدقيقة الثلاثين من الشوط الأول. وأحكم رباعي الزمالك طارق حامد وعماد فتحي ومحمود عبدالعزيز ومعروف يوسف السيطرة علي منطقة وسط الملعب هجوميا ودفاعيا للدرجة التي بلغت إلي حد تقدم مدافعي الزمالك محمود علاء ومحمد عبدالغني لمهاجمة مرمي علي فرج حارس بتروجت. وأهدر كاسونجو علي نفسه فرصة ثمينة في تسجيل خمسة أو ستة أهداف علي الأقل. لا سيما في ظل حالة الاستسلام التي ظهر عليها دفاع بتروجت. بعد الهدف الثالث للزمالك سحب طارق يحيي لاعبه المدافع سامح عبدالفضيل ودفع بالمهاجم عمر النجدي وهو التغيير الثاني بعدما خرج من قبله إجباريا للإصابة محمد عادل جمعة ونزل محمد عبدالسلام. واصل الزمالك إهدار الفرصة تلو الأخري حتي انتهي الشوط الأول لصالحه بثلاثية نظيفة فقط علي حساب أصحاب الأرض بتروجت. الشوط الثاني علي عكس الشوط الأول جاءت بداية الزمالك في النصف الثاني من المباراة ضعيفة وكأن فريقا آخر نزل لأرض الملعب. ووضح من اللحظات الأولي اطمئنان لاعبي الزمالك للنتيجة بعد ثلاثية الشوط الأول النظيفة التي سجلوها في مرمي علي فرج حارس بتروجت وهو ما أتاح الفرصة لأصحاب الأرض لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق مجددا. وبالفعل استثمر لاعبو بتروجت الفرصة وركزوا في تنفيذ تعليمات المدير الفني طارق يحيي الذي أعاد ألقاها عليهم في استراحة بين الشوطين وظهرت آثارها علي الفريق. وبدا بتروجت في شكل أفضل وأكثر تنظيما وأخذ زمام المبادرة الهجومية بحثا عن تعديل وتحسين النتيجة إلي الأفضل وبما يتناسب مع اسم فريق كبير بحجم بتروجت. وتهدد مرمي أحمد الشناوي أكثر من مرة عن طريق محمد سالم ولكن ظلت الشباك البيضاء نظيفة بسبب عدم دقة بتروجت في إنهاء اللمسة الأخيرة. علي استحياء كان فريق الزمالك يهاجم علي فترات متباعدة أيضا وانخفض للغاية معدل الأداء الهجومي واختفي كاسونجو ولم يظهر في المشهد بعدما استنفذ معظم طاقته في الشوط الأول من اللقاء. وانحصر اللعب بين الفريقين في منطقة وسط الملعب وإن ظلت الغلبة في امتلاك الكرة لصالح فريق بتروجت الأفضل انتشارا وتحركا في الملعب. وبعد مرور ما يقرب من 30 دقيقة واقتراب المباراة من النهاية بدأ المدير الفني للزمالك إيهاب جلال في إجراء تغييراته واستخدام الأوراق البديلة لديه حيث دفع بكل من أيمن حفني وأحمد داودا علي حساب محمد عنتر وعماد فتحي. وقبيل خروج محمد عنتر كاد هذا اللاعب الموهوب أن يضيف الهدف الرابع للفريق الأبيض لكن تسديداته خرجت بجوار القائم الأيسر للحارس علي فرج. ثم ألقي طارق يحيي بآخر أوراقه اللاعب المهاجم محمد شاهين بدلا من علاء علي الذي نال منه الإجهاد التام في هذا اللقاء وذلك قبل عشر دقائق من النهاية. ضغط فريق بتروجت بقوة بحثا عن تسجيل هدف حفظ ماء الوجه وهو ما نجح في الوصول إليه قبل نهاية اللقاء بست دقائق فقط عن طريق اللاعب البديل محمد شاهين الذي حول عرضية زميله عمرو حسن إلي الشباك مباشرة. تصاعد إيقاع أداء الفريقين نسبيا بعد الهدف لكن الوقت لم يمنح أيّا منهما الفرصة لمزيد من التعزيز حتي أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا مواصلة الزمالك مشوار تحقيق الانتصارات.