بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة عمل إلي دولة الامارات في إطار جولته الخليجية التي شملت سلطنة عمان حيث يلتقي مع القادة الإماراتيين لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة علي مختلف الأصعدة بما يعزز مستوي التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الاقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة. وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلي الامارات في إطار متابعة التشاور والتنسيق المستمر بين الدولتين الشقيقتين حيث سيقوم خلال زيارته إلي أبوظبي بتقديم واجب العزاء لرئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في وفاة والدته الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان. وتعد هذه الزيارة هي الخامسة التي يقوم بها الرئيس السيسي إلي الامارات والتي تتميز بطبيعة خاصة اتساقاً مع العلاقات بين البلدين فالعلاقات الثنائية المصرية الاماراتية المشتركة ذات خصوصية ومكانة وشعبية لدي الجانبين فهي علاقات تاريخية بالمعني الاقوي والتاريخ خير شاهد علي متانتها فمصر والامارات تجمعهما رؤية مشتركة تجاه القضايا العربية والاقليمية والدولية. كما تجمع البلدين علاقات وثيقة تعود إلي ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الامارات السبع في دولة واحدة هي دولة الامارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث دعمت مصر انشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الامارات وكانت من بين أولي الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دولياً واقليمياً كركيزة للأمن والاستقرار واضافة قوة جديدة للأمة العربية. وهناك توافق كبير في وجهات النظر بين الجانبين علي كافة المستويات فمصر داعمة ومساندة لمواقف الشقيقة الامارات في جميع المحافل الدولية وكذلك دولة الامارات وكلا البلدين أمامهما تحديات وفرص متشابهة مما يساعد علي تدعيم التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والعلمية وهناك تبادل للزيارات عالية المستوي بصفة مستمرة بين مسئولي مصر والامارات تستهدف فتح آفاق جديدة أكثر رحابة ومجالات أوسع نطاقا لتقوية وتوسيع التعاون الثنائي في شتي المجالات. يذكر التاريخ بكل الفخر والاعتزاز الموقف العربي الشجاع للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان في حرب أكتوبر المجيدة عندما قال: "إن البترول العربي ليس أغلي ولا أثمن من الدم العربي". وسخر كل إمكانات بلاده لدعم المقاتل العربي في تلك الحرب ليتحقق النصر أولاً وليضرب ثانياً مثالاً رائداً في التضامن العربي مازال حياً إلي يومنا هذا. يسجل التاريخ للشيخ زايد أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الاماراتية المصرية بالرعاية والعناية ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها. وهناك العديد من المشروعات التي أقامها علي أرض مصر ومن أهمها مدينة الشيخ زايد وهي إحدي المدن الجديدة التي انشئت عام 1995 بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية كذلك حي الشيخ زايد بمدينتي السويس والإسماعيلية وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي علي مدن القناة في حرب يونيو عام 1967 ومنها قناة الشيخ زايد بطول 50 كيلو متراً في توشكي لزراعة 450 ألف فدان وقدمها رحمة الله عليه هدية لمصر. ومن بين هذه المشروعات ترعة الشيخ زايد في منطقة وادي النطرون وترعة الشيخ زايد في شرق قناة السويس في قلب سيناء التي تروي 40 ألف فدان إيماناً عميقاً منه بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه أمتها العربية فهو صاحب المقولة الشهيرة "إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب وإذا مات القلب فلا حياة بدون مصر". وتتواصل حتي الآن من قبل حكام وأمراء دولة الامارات الذين تنتشر أياديهم البيضاء بالخير في كل ربوع مصر.