تمر اليوم الذكري المئوية لميلاد الزعيم والقائد مفجر ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952 والملهم لحركات التحرر من الاستعمار في العالم أجمع انه الرئيس جمال عبدالناصر الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1918 وأسس تنظيم الضباط الأحرار ليواجه الاحتلال الانجليزي وفساد الأحزاب السياسية خلال الحكم الملكي. حكاية دار الجمهورية لم يكن الزعيم عبدالناصر بعيدا عن دور الصحافة في ذلك العهد وتأثيرها علي المجتمع المصري العالمي ولهذا وعلي الرغم من مرضه وإجرائه جراحة استئصال الزائدة الدودية في مستشفي الدكتور مظهر حيث زاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات كما ذكر في مذكراته وتحدثا سويا يوم السبت الموافق الرابع من يوليو عام 1953 عن أهمية دور الصحافة خلال المرحلة القادمة وخاصة اثناء مفاوضات الجلاء مع الاحتلال الإنجليزي ومواجهة بقايا السرايا وعناصر الرجعية حيث كلفه بمسئولية إصدار جريدة يومية صباحية باسم التحرير لتكون لسان حال ثورة يوليو. وقام علي الفور الرئيس الراحل محمد أنور السادات بجمع أصدقائه من الصحفيين لبحث الأمر ودراسته.. وتبين لهم ان هناك مجلة باسم التحرير ولهذا اقترح عليه الاستاذ الصحفي حسين فهمي إطلاق اسم الجمهورية علي جريدة الثورة والتي رحب بها الرئيس عبدالناصر "عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء آنذاك" حيث كان اللواء محمد نجيب هو رئيس الجمهورية في الثامن عشر من يونيو 1953. وتقول المصادر التاريخية ان البكباشي جمال عبدالناصر بوصفه سكرتيراً لهيئة التحرير بمجلس قيادة الثورة قد تقدم بطلب في الأول من يوليو 1953 إلي إدارة المطبوعات بوزارة الارشاد بالترخيص ومنح الامتياز بإصدار مطبوعة صحفية يومية صباحية باللغة العربية تحمل اسم "الجمهورية" وأرفق بالطلب ضمانا ماليا شخصيا قدره 300 جنيه مصري من البكباشي محمد أنور السادات تنفيذا لاحكام المادة 15 من قانون المطبوعات. وفي الرابع عشر من يوليو 1953 وجه مدير إدارة المطبوعات خطابا لهيئة التحرير بالموافقة وفي شهر أكتوبر عام 53 بدأت حملات إعلانية في الصحف اليومية تعلن عن ميلاد جريدة الثورة التي تحمل عناوين "الجمهورية" تلهب ظهر الاستعمار وجريدة الجمهورية.. ثورة صحفية وصحافة ثورية وكان من المقرر أن تصدر في الأول من ديسمبر عام 53 وتأجلت إلي الثالث من نفس الشهر حتي ظهر العدد الأول في السابع من ديسمبر 1953. حكاية المساء بعد الزيارات المتكررة للرئيس السوفيتي خروشوف ومتابعته الصحف المصرية في بداية الستينيات ومساهمته في انشاء السد العالي ومصانع الحديد والصلب ومصانع الاسمنت ألمح للرئيس جمال عبدالناصر عن عدم وجود جريدة تعبر عن رأي اليسار الاشتراكي في الصحافة المصرية فاستجاب له الرئيس عبدالناصر واستدعي عضو مجلس قيادة الثورة خالد محيي الدين ذا الميول الاشتراكية وكلفه بانشاء جريدة "المساء" وأيضا أصدر قراراً بانشاء جريدة الشعب عام 1956 وبدء العمل في مقر جريدة الجمهورية القديم في 11 شارع الصحافة أمام دار اخبار اليوم وشارك في إعدادها مجموعة من الكتاب اليساريين وكان من أهم ما أحدثته من تطور في عالم الصحافة هو وجود صفحتين للرياضة وكان موسي صبري الكاتب الكبير سكرتير تحريرها وعمل بها في بدايته الراحل رسام الكاريكاتير مصطفي حسين في السادس من أكتوبر عام 1956 وتم دمج الشعب مع الجمهورية في 1959 ثم انضمت المساء للدار بعد القبض علي الصحفيين الشيوعيين المؤيدين لانقلاب عبدالكريم قاسم في العراق عام 1959. وتولي رئاسة تحرير المساء عضو مجلس قيادة الثورة خالد محيي الدين من 6/10/1956 إلي 20/3/1959 ثم مصطفي المستكاوي من 21/3/59 وحتي 22/5/65 ومن 23/5 وحتي 9/3/1957 ثم رفع اسم رئيس التحرير والاكتفاء باسم رئيس مجلس الادارة ثم عاد اسم رئيس التحرير مع الاستاذ مصطفي بهجت بدوي في الفترة من 23/5/1965 وحتي 6/11/1966 ثم تولي رئاسة تحريرها الاستاذ فتحي غانم في الفترة من 7/11/66 وحتي 21/5/1971. وانطلقت جريدة المساء لتواكب القضايا الوطنية التي أعقبت إعلان الرئيس عبدالناصر تأميم قناة السويس وما أعقبها من حرب باردة ضد مصر عام 1956 حتي الاعتداء الإسرائيلي ثم العدوان الثلاثي علي مصر وتناولت في العدد الثاني حوارًا مع الزعيم عبدالناصر قبل بداية العدوان يواجه فيه التهديدات تحت عنوان "رئيس الجمهورية يتحدث إلي المساء" ويستعرض فيه قضية قناة السويس وأزمة محاولات قوي الاستعمار تدويل القناة وايضا تمويل السد العالي والقومية العربية وبحث مشروع الوحدة مع سوريا. وصدر أول عدد في السادس من أكتوبر عام 1956 في 8 صفحات بسعر عشر مليمات برئاسة تحرير خالد محيي الدين ومدير التحرير محمد حمزة كان المقال الافتتاحي لرئيس التحرير ومن أبرز كتابها الأديب يوسف إدريس وكانت المساء لسان حال الجناح اليساري الاشتراكي في مجلس قيادة الثورة. وقد بدأت عملاقة ومؤثرة في حشد الجماهير وخاصة الطلاب والعمال لتأييد الثورة وبث روح المقاومة واستطاعت بفضل مساعدة رجال التوزيع والصيادين دخول مدينة بورسعيد الأبية مع جريدة الجمهورية ليقوم الأهالي بتعليقها علي الحوائط لنقل اخبار الوطن وأخبار المقاومة الشعبية في بورسعيد.