"السوبر" للمرة العاشرة في القلعة الحمراء بعد واحدة من أجمل وأقوي مباريات هذه البطولة التي انطلقت عام 2001. حقق الأهلي اللقب العاشر في هذه البطولة علي حساب المصري البورسعيدي. بعد أن قدم الفريقان عرضاً كفاحياً رائعاً وتوج بهدف نظيف للأهلي أحرزه المغربي وليد أزارو. بهدية قاتلة من حارس المصري أحمد مسعود في الدقيقة 101 حيث انتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. يلجأ حكم اللقاء إلي الوقت الإضافي.. وفي اللحظة القاتلة يخطيء مسعود في ابعاد كرة سهلة وينقض أزارو علي الكرة ليضعها في المرمي مسجلاً هدف المباراة الوحيد.. وبعد أن عجز كل لاعبي الفريقين عن هز الشباك وإن كان الأهلي هو الأكثر هجوماً وفرصاً.. ليتوج عن استحقاق باللقب الجديد للمرة العاشرة. ويجمع بين الثلاثية للموسم 2017 بالجمع بين بطولات الدوري وكأس مصر والسوبر وهو انجاز فريد للجهاز الفني الحالي بقيادة حسام البدري والجهاز المعاون. وحمل حسام عاشور قائد الفريق الكأس وهي المرة الأولي التي يحمل فيها عاشور كأس بطولة بعد أن أصبح قائده الأول. بعد رحيل غالي ومتعب. المباراة من النوع الحماسي وينطبق عليها قولاً وفعلاً أنها مباراة كؤوس وقدم فيها الفريقان كل الجهد. ففاز الأهلي عن استحقاق ونال المصري كل الاحترام والتقدير بعد الأداء الرجولي الذي يستحق الشكر عليه. الشوط الأول ثلاث دقائق لجس النبض من الفريقين لاستكشاف طريقة كل من حسام البدري وحسام حسن. ووضح أن فريق المصري يلعب بتكتيك تأميني. وهو الدفاع من وسط الملعب. بحيث يكون كل لاعبيه تحت خط الكرة. طالما أن الكرة في أقدام لاعبي الأهلي. ثم الانطلاق السريع علي الجانبين.. بينما الأهلي يحاول أن يكون مسيطراً علي الكرة وعدم فقدها بسهولة ومحاولة البحث عن ثغرة بين دفاع المصري المتكتل والمتماسك بقوة. وفي الدقيقة 8 أول ظهور علي المرميين وتحديداً بضربة رأس من مدافع المصري محمد كوفي ويرد مدافع الأهلي أحمد فتحي بتسديدة مفاجئة ولكن الكرتين كانتا فوق العارضتين. في الدقيقة 12 أولي علامات الخطورة في المباراة بكرة ساقطة من سليمان عيد إلي رأس كريم العراقي. ولكن ثبات الشناوي ألغي خطورة الفرصة.. ويرد أزارو بعرضية لم يستثمرها أحد. الفرصتان أنهيتا حالة جس النبض. وأصبح الفريقان في المباراة متحمسين جداً علي بعضهما وزالت مخاوف البداية وبدأ الفريقان في البحث عن هدف التقدم. إلا أنه مع ذلك كان بعيداً من الفريقين بسبب الجدية والالتزام الخططي وفق تعليمات البدري وحسن. فالأخطاء كانت ممنوعة لأن ثمنها غالي جداً. وهذا المفهوم كان واضحاً علي لاعبي الفريقين. ومع القوة والجدية زادت الشراسة في الكرات المشتركة فنال العراقي وفتحي انذارين حتي الدقيقة 20. وملامح هدف للأهلي في الدقيقة 24 بعرضية من معلول تتخبط الكرة في الرؤوس وتذهب خارج القائم الأيسر لمرمي أحمد مسعود.. وتتكرر الفرصة نفسها بنفس الخطوات واللاعبين وتذهب الكرة أيضاً في نفس الاتجاه وكانت فرصة جيدة للأهلي. وذلك في الدقيقة 27. ومع هاتين الفرصتين. أصبح الأهلي أكثر هيمنة وخطورة بعد نصف ساعة. ويزداد التوتر لدي حسام البدري لغياب القدرة علي التهديف وعلي حسام حسن الذي بدأ يستشعر الخطر علي فريقه. وغياب قدرة لاعبيه الهجومية. وإن اقتصرت خطورة المصري في الكرات الثابتة.. وهذا القلق انعكس بالتالي علي جمهور الناديين في استاد هزاع بن زايد. لغموض الموقف برغم هيمنة الأهلي نسبياً. ولكن دون تفوق.. خاصة مع الرقابة الصارمة لأجاي وعبدالله السعيد وأزارو.. حتي انتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. كما أراد حسام حسن. ودون رغبة حسام البدري. الشوط الثاني كانت الدقيقة الأولي من الشوط الثاني تعبر عن إنتهاء الموقف السلبي في المباراة بهجمة حمراء وعرضية من أجاي تقلش من فريد شوقي وكادت الكرة تسكن شباك مسعود من نيران صديقة. ولكنها فرصة لم تكتمل.. ووضح أن تعليمات البدري للاعبيه بين الشوطين كانت بضرورة السرعة في نقل الكرة لنصف الملعب الهجومي. وكانت تعليمات حسام حسن للاعبيه بزيادة الضغط الهجومي علي الأهلي. ولكن بحرص مع أولوية الواجبات الدفاعية. وذلك بوجود أحمد جمعة في نصف ملعب الأهلي بصفة دائمة. وربط جريندو معه للضغط علي رباعي دفاع الأهلي. خاصة معلول وفتحي لعدم التقدم. وينال سعد سمير بطاقة صفراء للخشونة ضد فريد شوقي وتمر عشر دقائق دون تغيير في المستطيل الأخضر. باستثناء الكرة الأولي في الدقيقة الأولي من الشوط.. وفي الدقيقة 12 ينال أزارو بطاقة صفراء لادعاء السقوط من انفراد وكان يمكنه التهديف منه لو أنه لم يفكر في السقوط والبحث عن ضربة جزاء.. وتسديدة ارتجالية من أيمن أشرف خلال دربكة من كرة ركنية. ولكنها في العلالي. يبدو أجاي بعيداً عن مستواه مما أضعف خطورة الأهلي الهجومية بشكل واضح. ويهدر أجاي بنفسه فرصة جيدة في الدقيقة 15 ثم ظهور نادر جداً لوليد سليمان وتسديدة غير محكمة فوق العارضة ويبحث عبدالله السعيد عن أي فرصة للتسديد. ولكنها غير موجودة مع الرقابة الصارمة. نلحظ زيادة الحماسة بين الفريقين خاصة الأهلي لتفادي الدخول في وقت اضافي غير مضمون النتائج في ظل حالة الاجهاد الواضحة للاعبي الأهلي. بينما لاعبو المصري في حالة أفضل نسبياً.. لذلك عاد المصري مجدداً للانكماش. وبدأ الأهلي يضغط بقوة وشراسة بحثاً عن هدف الراحة بعد 15 دقيقة.. وتدريجياً أصبح اللعب في نصف ملعب المصري. باصرار أحمر هجومي وثبات دفاعي أخضر. في الدقيقة 25 كانت أول التغييرات باشتراك عمرو موسي بدلاً من أحمد شكري لدعم وسط الملعب. يتألق أحمد فتحي في الناحية اليمني يلعب عرضية أرضية داخل الصندوق يحولها السعيد مباشرة ولكن بدون قوة لتضيع فرصة أخري.. وأول ضربة حرة مباشرة مؤثرة للأهلي أمام الصندوق بالضبط في الدقيقة 77 يتصدي لها السعيد يرسلها في الهواء الطلق. يحاول إسلام عيسي أن يفعل ما عجز عنه كل لاعبي المصري. ويهاجم بشكل منفرد. دون طائل لغياب المساندة. يلجأ حسام البدري لأولي أوراقه الهجومية والتكتيكية قبل 7 دقائق من انتهاء الشوط الثاني. ويلعب مؤمن زكريا بدلاً من وليد سليمان. ومن الدقيقة الأولي أخذ مؤمن حرية الحركة في الثلث الهجومي لاقتناص فرصة التهديف في الدقائق المتبقية.. ويتلقي السعيد هدية من دفاع المصري لكنه يسدد بعيداً. حاول لاعبو المصري استغلال الدقائق الخمس الأخيرة باقتحام دفاعات الأهلي. ولكن دون خطورة تذكر.. وكاد السولية ينهي الليلة بتسديدة قوية وخطيرة في الدقيقة الأخيرة لينتقل "السوبر" الي الوقت الإضافي. الوقت الإضافي لم تظهر أي ملامح استثنائية مع انطلاق الشوط الاضافي الأول. فالأهلي يضغط بقوة في نصف ملعب المصري ومع متابعة دفاعية من ثلاثي الأهلي عاشور وسعد وأشرف لأي هجمة عكسية. ورغم الضغط الأحمر إلا أن البدري لم يستطع أن يقدم جديدا للاعبيه لفك طلاسم دفاع المصري الحديدي فالمسألة متروكة لاجتهاد اللاعبين والحظ والتوفيق واستغلال أي غلطة دفاعية للمصري.. وفي محاولة جديدة للتعبير يخرج أجاي بعد دقائق ويلعب إسلام محارب. الذي يملك مهارة التسديد مع القوة البدنية. ويكثر السقوط من لاعبي المصري لتعطيل اللعب والتقاط الأنفاس. وفي الدقيقة 101 تأتي غلطة العمر والمباراة وهدف الأهلي. عندما تلقي حارس المصري أحمد مسعود الكرة من أحد مدافعيه. والذي حاول مراوغة أزارو بدلاً من ابعادها فخطف النجم المغربي الكرة وأرسلها في الشباك العارية وبسبب غلطة مسعود. الذي أهدر جهد فريقه. ليحرز أزارو الهدف الغائب. ويستكمل الفريقان الوقت الاضافي بعد تغيير الملعب ولم يكن أمام المصري سوي اقتحام نصف ملعب الأهلي لتعويض الهدف الغريب والضغط بقوة علي دفاع الأهلي مما أعطي لاعبي الأهلي الفرصة لهجمات مرتدة صعبة علي المصري. ويهدر مؤمن زكريا فرصة سهلة من انفراد سهل. رغم الكارثة التي وقعت علي الحارس مسعود إلا أن بكل الثبات يتألق في منع أكثر من كرة خطرة. من موجات الهجوم الأحمر العكسي.. وأجمل كرة في المباراة في الدقيقة 114 بخلفية من عبدالله السعيد وتتعاطف العارضة مع مسعود اللي مش مسعود. وكاد إسلام صلاح يعادل النتيجة للمصري في الدقيقة الأخيرة بكرة ماكرة ولكن الشناوي كان لها بالمرصاد وأنقد الموقف ثم يلعب نيدفيد بدلاً من السعيد بمشاركة شرفية.