استقبلت الواحات البحرية أول قافلة ثقافية فنية طبية بعد ثورة 25 يناير.. ضمت القافلة العديد من الإعلاميين والمثقفين والشعراء والأطباء.. بالاضافة إلي فرقة مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح وفرقة عشاق المحروسة الغنائية ومجموعة من أفراد بنك الأفكار. تم إعداد القافلة برعاية د. عماد أبوغازي وزير الثقافة والدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة والشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة وشريف الحسيني رئيس اقليمالقاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي. وشارك في القافلة وجيهة عبدالرحمن أمين عام إقليمالقاهرة الكبري وإجلال عامر منسق القافلة وعبده الزراع مدير عام فرع الثقافة وشادي بدوي الباحث الثقافي بالواحات وصفاء الشيوي المسئولة عن القافلة الطبية والأدوية.. ود. علي عبدالحميد المنسق العام. وحظيت القافلة باهتمام بالغ من تيسير عبدالفتاح رئيس الوحدة المحلية بالواحات والأجهزة المعاونة.. فقد وفروا كافة الإمكانيات لكي تؤدي القافلة رسالتها علي أكمل وجه. المحطة الأولي بمجرد وصول القافلة إلي مدينة الباويطي عاصمة الواحات البحرية احتشد الأهالي في بيت الثقافة الذي كان المحطة الأولي للأنشطة.. واتخذت الاجراءات السريعة لإعداد وتجهيز المسرح بالديكورات.. وفي دقائق معدودة تحولت بيت الثقافة إلي خلية نحل بينما وقف تيسير عبدالفتاح رئيس الوحدة المحلية ومساعدوه في فناء بيت الثقافة يستقبلون الضيوف.. ويتعارفون عليهم.. ويسألوننا عن القاهرة والثورة والتغيير والانتخابات والأحزاب والمظاهرات الفئوية.. وما يصلهم من أخبار حول الحد الأدني والحد الأقصي للأجور. في الوقت ذاته تجمعت عشرات من الأطفال في إحدي غرف بيت الثقافة لممارسة هواية الرسم مع الفنانة التشكيلية فدوي عطية من قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي التي قامت بتدريب هؤلاء الأطفال علي الرسم والتلوين.. وفي ختام ورشة العمل قدموا لوحات مميزة عن رؤيتهم للثورة والمستقبل الذي ينتظر مصر. ثم بدأ عرض مسرحية "شازلونج" لفرقة مسرح الشباب التابع للبيت الفني للمسرح من إخراج محمد الصغير.. وقد كان رائعاً أن يبدأ العرض بعزف السلام الجمهوري مما أجج المشاعر الوطنية لدي الحضور كان العرض المسرحي موفقاً جداً في موضوعه الذي يتفاعل سياسياً واقتصاديا واجتماعيا مع المناسبة التي ارتبطت بها القافلة.. ورغم القفشات الكوميدية التي تميز بها العرض إلا أنه ظل محافظا علي خطه الدرامي ورسالته ومغزاه من البداية للنهاية.. فهو يقص علي الجمهور المشكلات والأزمات النفسية التي يعاني منها الشباب والشابات بسبب تدهور أحوال البلد والبطالة وجرائم الاغتصاب والتوتر الطائفي وسيطرة المنتجات الصينية علي الأسواق وتصدير الغاز لإسرائيل وتجارة السلاح وغرق العبارات وإهانة كرامة المواطن المصري والانفلات الأمني.. وما إلي ذلك. وبكل هذه العناصر الحية في أذهان الجمهور والمتداخلة مع بعضها البعض وصلت رسالة المسرحية إلي الجمهور وتفاعل معها وصفق لها مرات عديدة.. وكانت هذه بداية موفقة فتحت أبواب النجاح للمهام والأنشطة الأخري التي ذهبت القافلة من أجلها. الصالون الثقافي الفقرة الثانية في الأمسية الأولي كانت عبارة عن صالون ثقافي شارك فيه كل من: د. آمال السبكي أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة ومؤمن الهباء مدير تحرير المساء.. ود. أحمد دياب والمخرج الشاب ياسر شبانة.. وأدار الصالون د. علي عبدالحميد.. وتناولت المناقشات التغييرات المنتظرة بعد الثورة في النظام السياسي والاقتصادي ودور المواطن في إحداث التغيير وحماية منجزات الثورة. وتخللت الصالون فقرات فنية قدمها عازف العود الفنان محمد مصطفي والمطرب الشاب أحمد سمير.. ولقيت هذه الفقرات تجاوباً كبيراً من جمهور الواحات. ثم استكمل الصالون الثقافي بأمسية شعرية شارك فيها عدد كبير من الشعراء بقصائدهم.. ومنهم: جواد البابلي وعبدالرحيم فهمي وفاضل أحمد ناجي وعاطف عبدالرازق.. ومن شعراء الواحات الفنان الشامل منير مهدي سنوسي الذي يؤلف ويغني ويمثل ويخرج مع فرقة الواحات الشعبية.. والشاعر محمد سنوسي وحجازي سنوسي. في اليوم الثاني بدأت القافلة الطبية عملها مبكراً في مستشفي الواحات البحرية المركزي بمدينة الباويطي.. حيث قدمت خدماتها للأهالي من الرجال والنساء والأطفال في تخصصات الباطنة والقلب تحت اشراف د. أحمد الشامي.. وعيادات الأطفال باشراف د. ياسمين هاني وعيادة التحاليل بإشراف د. هاني الزهري. لم تكتف القافلة بتوقيع الكشف علي المرضي وإنما قدمت لهم بعض الأدوية مجانا من شركة "ايبيكو" وخاصة أدوية أمراض القلب والسكر والضغط والأطفال. وكان إقبال المواطنين علي عيادات القافلة محل اهتمام القنوات التليفزيونية التي صاحبت القافلة.. كما أجري الصحفيون والإعلاميون لقاءات مع المرضي.. وتبين أن أشهر أمراضهم هي الغدة النكفية الناتجة عن زيادة نسبة الكبريت في المياه.. وكذلك الفشل الكبدي والكلوي بسبب زيادة معدلات تلوث المياه... وكان المطلب الرئيسي للأهالي هو تزويد الواحات بمحطات مياه تعمل بكفاءة حتي يكون الماء الذي يذهب للمنازل صالحاً للاستهلاك الآدمي ولا يضر بصحتهم. المحطة الثانية المحطة الثانية للقافلة كانت في مدينة "المناجم" أحد أكبر وأشهر مدن الواحات البحرية.. حيث توجهت القافلة الطبية إلي الوحدة الصحية بالمدينة ووجدت في انتظارها حشداً هائلاً من الأهالي يطلبون توقيع الكشف عليهم وقد تزاحموا علي العيادات ووجهوا الشكر للأطباء والطبيبات الذين وقعوا الكشف عليهم وأعطوهم كميات من الأدوية. في المساء تم تجهيز مسرح مدينة المناجم الذي امتلأ عن آخره بالأهالي.. رجالاً ونساء.. وبدأت السهرة الثقافية بتقديم اسكتش "أنا مؤيد أنا معارض" لفرقة مصر المحروسة ثم ألقي الشاعر وليد الهندي عدة قصائد بعنوان "الشط طاح" لقيت إعجابا كبيراً من الجمهور. بعد ذلك بدأ تقديم العرض المسرحي "شازلونج" لفرقة مسرح الشباب.. ثم ألقي مقار لمعي رئيس القطاع بشركة مناجم الحديد والصلب كلمة حيا فيها أعضاء القافلة وشكرهم علي ما بذلوه من جهد وما تكبدوه من تعب. تم قدمت فرقة الواحات عرضاً فنياً بديعاًَ بقيادة الفنان أحمد سيد كان مفاجأة الحفل لما تضمنه من فقرات غنائية راقصة من تراث الواحات تفاعل معها الجمهور. وأخيرا.. توجه أعضاء القافلة إلي خيمة بدوية في مدينة الباويطي معدة للترحيب بالضيوف في قلب الصحراء.. وقدمت في هذه الخيمة مختلف صنوف الفن البدوي احتفاء بالقادمين من القاهرة إلي الواحات. ورغم كل هذا الجهد وما تطلبه من دقة في التنظيم إلا أن الأمر لم يخل من بعض السلبيات.. خصوصاً فيما يتعلق بترتيبات السفر والإقامة.. وضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة سلفا.. وتأكيد قيم احترام الكبير ومراعاة عدم تضارب الاختصاصات.. وهي عناصر نتمني أن يتم تجاوزها في القوافل القادمة. ومثلما ذهبت القافلة بالحب واستقبلت بالترحاب ودعت أيضا بكل الشكر والتقدير من أبناء الواحات الذين طلبوا المزيد من التواصل مع العاصمة لتأكيد حق المواطنة وتعميق الانتماء.