ظاهرة غريبة تشهدها الشوارع مؤخراً بانتشار شباب يبيعون وصفات طبيعية من الصبار والزيوت لعلاج الشعر والبشرة ولاقوا إقبالاً كبيراً من المواطنين. خاصة أنهم يقومون بصنع تلك الوصفات أمام أعين الزبائن وتتنوع الوصفة بتنوع شكوي الزبون. فوصفة تلف الشعر تختلف عن وصفة ظهور القشرة. وتختلف عن الخاصة بنعومة البشرة. "المساء الأسبوعي" بحثت في تلك الظاهرة واختارت مدينة المحلة الكبري كنموذج للمدن التي انتشر بها الباعة وصفات الصبار واستمعت لرأي أحدهم وآراء زبائنهم. كما ناقشت احدي طبيبات الأمراض الجلدية لمعرفة تأثير تلك الوصفات علي صحة مستخدميها. في شوارع وميادين المحلة انتشر بشكل غريب عدد من الشباب قاموا بوضع أقفاص خشبية وعليها نبات الصبار وعدد من البرطمانات الزجاجية المعبأة بتركيبة من زيوت نبات الصبار المخلوط ببعض الزيوت الطبيعية الأخري مثل زيت الزيتون والخروع والجرجير وجوز الهند وبيع العبوة بأسعار تتراوح ما بين 15 و20 جنيهاً لعلاج تساقط الشعر والتخلص من قشرة فروة الرأس وتغذية بشرة الوجه وسط إقبال كبير. خاصة السيدات والفتيات لشراء التركيبة السحرية- علي حد قول الباعة. التقت "المساء الأسبوعي" أحد الباعة للتعرف منه علي سر التركيبة السحرية -كما يقول- وهو شاب في العشرينيات من عمره يدعي سيد عبدالعزيز. فأكد أن هذه الفكرة جاءت له ولزملائه من خلال النت. حيث قرأ عن فوائد نبات الصبار في علاج تساقط الشعر والتخلص من قشرة فروة الرأس وأيضا علاج وتغذية البشرة. أضاف أن التركيبة عبارة عن زيوت الصبار مع بعض الزيوت الطبيعية لا تسبب أضراراً وتعالج تساقط الشعر وتساعد علي زيادة طوله وكثافته. كما أنها تساعد علي التخلص من القشرة وتساعد في التخلص من حب الشباب. أوضح أنه يقوم بشرح طريقة الاستعمال للزبائن التي تتضمن غسيل الشعر أولاً ثم ضرب التركيبة في الخلاط ووضعها في الثلاجة لفترة حتي تصبح مثل الجيل بعدها يتم وضعها علي الشعر أو البشرة لمدة 12 ساعة بعدها يتم غسيل الشعر وتصفيفه ويتم تكرار نفس الطريقة مرة كل يومين ويظهر مفعولها ونتائجها خلال فترة تتراوح ما بين 10 و15 يوماً. صابر محمد وهو أحد مستخدمي تلك الوصفات قال إنه كان يعاني من انتشار حبوب كثيفة بالوجه ونصحه أحد الأصدقاء بتجربة العلاج بالصبار. فقام بشراء تركيبة من الباعة الموجودين بالشوارع وبعد استخدامها أتت بنتيجة طيبة واختفت الحبوب من وجهه وأصبحت البشرة ناعمة. وهو ما جعله يواصل استخدام تركيبة الصبار. كريم عنب قال إن البعض نصحه باستخدام تركيبة الصبار. حيث كان يعاني من قشرة الشعر وبعد شراء عبوة من الباعة المنتشرين وقام بتدليك فروة الرأس بها فأزالت القشرة تماماً. بينما اشتكي محمد عبدالرحمن "موظف" من تركيبة الصبار التي استخدمها. حيث كان يعاني من التهابات في فروة الرأس ولكنه بعد استخدام التركيبة لم يجد أي نتيجة ومازال يعاني من الالتهابات. أشارت أمل السعيد "ربة منزل" إلي أنها أصبحت تستعين بتركيبات نبات الصبار المخلوط ببعض زيوت جوز الهند وعصير الجرجير هي وجاراتها لعمل "الماسكات" لبشرتهن وأيضا حمام الشعر. حيث حقق معهن نتائج جيدة. خاصة في القضاء علي حبوب الوجه وقشرة فروة الرأس ونعومة البشرة. بعد انتشار ظاهرة بيع تركيبة نبات الصبار في الشوارع ظهرت مشكلة أخري وهي اختفاء معظم نباتات الصبار الموجودة بمقابر الموتي وهو ما أكده علي الفار -أحد المسئولين عن مقابر المحلة- وقال إن هناك شكوي جماعية من ملاك المقابر من سرقة أشجار نبات الصبار وقطعها مستغلين خلو المقابر من الزائرين في معظم أيام الأسبوع لاستخدامها في صناعة التركيبات السحرية التي يقومون ببيعها لعلاج الشعر والبشرة. د.هالة إبراهيم باروز -إخصائية الأمراض الجلدية وتجميل الجلد بمستشفي سمنود العام- قالت إن نبات الصبار سلاح ذو حدين سواء للبشرة أو الشعر. فقد شاع استخدامه في الوقت الحالي بين المواطنين كمرطب للبشرة وعمل ماسكات للبشرة ومقوي للشعر لمنع تساقطه. ولكن سوء استخدامه ودون الرجوع للمتخصصين في مجال طب التجميل والأعشاب واتباع الطريقة والأفكار السائدة حالياً يضر بالبشرة والشعر. حيث يقوم البعض باستخلاص عصارة الصبار التي تسمي ب "هلام الصبار" ويتم تداولها في الأسواق كمادة خام. وفي الحقيقة أن هلام الصبار يحتوي علي مادة ذات تأثير حارق وضار للبشرة وتتسبب في تلف خصيلات الشعر وتقصفه والتأثير الطبي الوحيد لهذه المادة أنها تستخدم كملين لحالات الإمساك وكثرة استخدامها يتسبب في حدوث مغص وإسهال شديد. أضافت: لكن علمياً يستخدم الصبار كمقوي لخصيلات الشعر لابد من استخلاص جيل الصبار من أوراق الصبار من الطبقة العميقة ويتم معالجتها بواسطة المختصين في مجال العقاقير بطريقة لا تجعله يختلط بعصارة الصبار السابق ذكرها. أشارت إلي أن للصبار فوائد للشعر.. حيث يعمل علي تغذية فروة الرأس ويحمي الشعر من التساقط ويزيد من كثافة الشعر لاحتواء الصبار علي مجموعة من الفيتامينات والمعادن المهمة لصحة الشعر.