انتقل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار شريف كفافي رئيس نيابة روض الفرج إلي موقع انهيار العقارات الثلاثة بحي روض الفرج وأجري معاينة. أمر المستشار محمد المنشاوي المحامي العام الأول لنيابات شمال القاهرة بتشكيل لجنة هندسية في الحي لمعاينة العقارات المجاورة. كما أمرت النيابة بإلزام اللجنة بإعداد تقرير عن حالة العقارات المجاورة للعقارات المنهارة للوقوف علي أسباب الانهيار. أسفر الحادث عن وقوع حالتي وفاة هما: صباح عبدالمنعم "ربة منزل" وجنا ياسين "طفلة" و6 مصابين تم نقلهم للمستشفي. وصرحت النيابة بتشريح جثث المتوفيين وتسليمهما إلي ذويهما لدفنهما. كان أهالي روض الفرج قد استيقظوا علي أصوات وصرخات الأهالي بعد انهيار ثلاثة منازل متجاورة بحارة "البرنس داود" أودت بحياة سيدة وطفلة "4 سنوات" وإصابة 6 آخرين مازالوا بقسم الحالات الحرجة بمستشفي الساحل وذلك بعد أن سقط العقار رقم 47 وانهار بالكامل علي العقارين المجاورين له وأدي إلي انهيارهما. وهرعت الأجهزة الأمنية إلي موقع الحادث بإشراف اللواء خالد عبدالعال مدير الأمن وحكمدار القاهرة اللواء عزت زهران وسيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية التي واصلت عمليات البحث عن أحد سكان العقار رقم 25 حتي الساعات المتأخرة من الليل. أكد اللواء علاء عبدالظاهر مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة أن العقارات المنكوبة مبان قديمة وترجع إلي الثلاثينيات وآيلة للسقوط وصادر بحقها قرارات إزالة من حي روض الفرج. وأن العقار رقم 47 انهار بالكامل وتسبب في انهيار عقارين ملاصقين له. وأنهم تمكنوا من إنقاذ 6 أفراد من تحت الأنقاض وتم استخراج جثتين لسيدة في الخمسين تدعي "صباح" وطفلة تدعي "هنا". أما رامي أنسي عزيز "35 سنة" فمازالت عمليات البحث عنه قائمة بعد إنقاذ والدته وشقيقه مينا وأربع فتيات في أعمار مختلفة من سكان العقارين الآخرين. وأضاف أنه تمت الاستعانة بجهاز الكشف تحت الأعماق و8 عربات إنقاذ و6 عربات نقل الأنقاض وعدد من مناشير الكهرباء وأوناش وبلدوزرات خاصة بالمحافظة للاستعانة بهم في البحث عن المصابين ورفع الأنقاض. انتقلت "المساء" إلي مستشفي الساحل والتقت المصابين وذويهم.. قال إبراهيم مبروك أحد أقارب عائلة مُلاك العقار رقم 47 إن العقار يعيش فيه ثلاثة أشقاء أبناء الحاج ياسين الذي توفي منذ فترة طويلة وترك العقار ميراثاً لأبنائه الثلاثة ويسكن بالدور الأرضي الشقيق الأكبر المتوفي منذ عام وزوجته صباح عبدالمنعم "50 سنة" والطابق الثاني يسكن فيه الابن والأوسط محمد ياسين والطابق الثالث يسكن فيه شقيقه طه ياسين "45 سنة" وأسرته المكونة من الزوجة وأربع فتيات. زضاف أنه في تمام الثامنة صباحاً وصله خبر وفاة صباح والطفلة هنا ابنة طه بعد انهيار العقار 43 المجاور لهما الذي مال أثناء الانهيار علي العقار 47 وكانت صباح وحفيدتها "لوجي" وابنتا طه سلمي وهنا يبيتون معها في ذلك اليوم. بينما أصيبت سلمي بكسر بالحوض ولوجي حفيدتها بشبه ارتجاج في المخ. قال وليد علي "32 سنة" إن هذا البيت 3 طوابق كان مسنوداً علي أعمدة وعروق خشبية. وأن الطابق الأرضي والثالث لا يقطن بهما أحد. أما الطابق الثاني مقسم بين عائلتين الأول لسيد جابر ووالدته فقط والثاني لمسن وهم مُلاك العقار. وجميعهم نجوا من الحادث. حيث خرج الحاج حامد وزوجته المسنة صباحاً قبيل انهيار العقار بحوالي نصف الساعة. فيما تمكن سيد من الخروج بسرعة بعد أن شعر بأن العقار ينهار. أما عقار رقم 45 فهو ملك "منسي عزيز فيليمون" الذي انهار جانب كبير منه أيضا جراء سقوط العقار رقم 47. فهو مكون من 5 طوابق. الطابق الأرضي والثالث والرابع خاليين. أما الشقة بالطابق الثاني يقطنها ملاك العقار وهم ثلاثة أبناء رجال مينا ورامي وعادل ووالدتهم عايدة اسكندر. حيث تقول جوليا زوجة عادل وهي منهارة إن رجال الحماية المدنية تمكنوا من إخراج والدة زوجها وشقيقه مينا البالغ من العمر "30 عاما" ونقلتهم سيارات الاسعاف إلي مستشفي الساحل بعد إصابتهم الخطيرة. فيما تجلس في انتظار استخراج رامي الشقيق الثالث من تحت الأنقاض. أما الشقة بالطابق الخامس فيسكن فيها موظف "43 سنة" وزوجته وثلاثة أبناء ملك "18 سنة" وجنا "15 سنة" أصيبتا بجروح وكدمات ونقلتهما الاسعاف مع باقي المصابين. وبين حسرتها علي والدتها التي تنتظر قرار النيابة فيها بالتصريح بالدفن وبين قلبها المخلوع علي صغيرتها "لوجي" ابنة العامين بداخل غرفة العمليات بعد إصابتها الخطيرة بالمخ.. تقف مروة ابنة السيدة صباح التي انتقلت روحها إلي بارئها في ذهول وسط جارتها وأقاربها بداخل المستشفي لتقول: أمي كانت معايا امبارح بالليل. كنا جايين من عند أختي. كانت بتولد وكنا معاها وفرحانين وأخدت أمي "لوجي" تبات معاها. بس "لوجي" أبوها معاها فوق في العمليات. وأنا هاقف هنا مع أمي. تفاجأت "المساء" أثناء تغطيتها بكارثة أن أكثر من 70% من البيوت بالمنطقة آيلة للسقوط وصادر لأغلبها قرارات إزالة من حي روض الفرج. ولكن لم يتم التنفيذ.. إما للتباطؤ من قبل الحي أو اعتراض بعض السكان علي تنفيذ قرارات الإخلاء. ولكن في كل الحالات ستتكرر الفاجعة. ووفق قول نبيلة رمضان محمد ربة منزل "47 سنة" ومالكة للعقار رقم 4 الذي لم يبعد الكثير عن العقارات المنهارة بشارع البرنس داود إنها تحمل رخصة هدم للعقار ملكها بعد فحص اللجنة الهندسية وقراراها بإزالة العقار. ولكن لم يتم التنفيذ حتي الآن.