أكد علماء الدين أن القدس عربية إسلامية وستظل كذلك رغم أنف بني صهيون والرئيس الأمريكي وإدارته وذلك رداً علي قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل محذرين من مغبة هذا القرار وطالبوا بدعم الشعب الفلسطيني ونصرته والوقوف بجانبه بزيارة القدس لإثبات هويتها العربية الإسلامية والمسيحية فهذا مظهر من مظاهر التصدي عملياً لعملية التهويد التي تسعي لها الدولة العبرية. يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن القدس مدينة عربية من قدم الزمان استوطنها العرب اليبوسيون من جنوب شبه الجزيرة العربية من آلاف السنين.. فهي عربية دينية لوجود كنيسة القيامة بها والمسجد الأقصي ثاني مسجد بني في الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين سنة كما قال النبي صلي الله عليه وسلم وعليه فإن القدس لها خصوصية فهي من ناحية القومية عربية ومن الناحية الدينية مسيحية إسلامية وهي عاصمة أبدية لفلسطين ولا تقبل تجزئة ولا تقسيماً ولا أنصاف حلول. أضاف أن الواجب الشرعي الآن يحتم نصرة الشعب الفلسطيني إعمالا بقول الله تعالي: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر" وإنفاذ الجهاد المشروع كل حسب مقدرته. حيث يقول صلي الله عليه وسلم: "جاهدوهم بأبدانكم وأموالكم وألسنتكم" ومن ضمن الجهاد المشروع أن تقوم الدول الإسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية فهي الآن شريك للعدو الصهيوني المحتل والقاعدة الفقهية تقول "المتسبب كالمباشر" فهم في الإثم سواء ويجب علي أرض الواقع دعم الشعب الفلسطيني بزيارات العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي والاقتصاديين والسياسيين إلي القدسالمحتلة ولا يتذرع مسوف أو متهرب بأن ذلك من قبيل التطبيع لأن الدعم والتواجد للشعب الفلسطيني وتقويته. خاصة في القدس من الواجبات الشرعية التي يترتب عليها تقوية الاقتصاد الفلسطيني والمجتمعي والوجداني قال تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي".. وقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من خذلان المسلم وتضييعه.. كما أنه علي المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي كله إصدار بيان سريع لنصرة فلسطين من رحاب المسجد الأقصي بالقدس ومن رجال الدين المسيحي العرب من كنيسة القيامة.. أما أن يقتصر الأمر علي الشجب والإدانة وتصريحات لا فائدة منها فهي أمور لا تسمن ولا تغني من جوع وينبغي اعتبار الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته بهذا العدوان بمثابة وعد بلفور المشئوم الثاني. القدس تتألم علي مر العصور تقول د. آمال عبد الغني أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا إن القدس موطن الأديان. ومهبط الرسالات. ومقام الأنبياء. ومسري خاتم الرسل صلي الله عليه وسلم قال تعالي: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي".. فالقدسالمدينة ذات المكانة العالية لم تحظ مدينة من المدن بما حظيت به القدس أقدم المدن التاريخية في العالم التي يزيد عمرها علي خمسة وأربعينپقرنا. فهي مهد الديانات السماوية الثلاثة. وأرض الأنبياء. مدينة الإسراء والمعراج. أرض الميعاد يوم القيامة. أرض المحشر والمنشر. أولي القبلتين. وثالث الحرمين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد.. المسجد الحرام. ومسجد الرسول صلي الله عليه وسلم. ومسجد الأقصي". أشارت إلي أن الإمامة للنبي بالأنبياء ليلة الإسراء إقراراً علمياً بأن الإمامة للرسالة الخاتمة وتضع المسئولية علي عاتق المسلمين بتحمل الأمانة برعاية القدس ووجوب الحفاظ عليها وحمايتها وهذه الأمانة هي التي حملت المسلمين إلي الدفاع عن بيت المقدس وتخليصها من سيطرة الرومان في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإبرام الوثيقة العمرية للسلام والأمان للمسيحيين وأهل القدس. ثم الدفع عنها في موقعة حطين وعبر الأزمان المتتابعة حتي العصر الحالي والحروب العربية الإسرائيلية ومازال الأمر يحتاج منا إلي الدفع بكل الوسائل المشروعة للحفاظ علي القدس وتأكيد الحقوق الثابتة لها وأنها عربية عاصمة للدولة الفلسطينية .وكما يقال في كل "محنة منحة". فالمحنة قرار نقل السفارة الإسرائيلية إلي القدس بما فيه من تعد علي جميع الحقوق الدينية والتاريخية والحضارية والمعنوية والإجماعات والمواثيق العالمية.. أما المنحة فهي التوحد الذي يظهر في الأفق بين المسلمين والعرب والدول ذات المباديء الدولية الأخلاقية للتصدي لهذا القرار. فعلينا التحرك علي جميع الأصعدة الدولية. وأن تكون الغضبة ليست مجرد شجب وإنكار وإنما إتخاذ قرارات موحدة حازمة تمنع تنفيذ هذا القرار. ومنع اشتعال نار الغضب في قلوب الشعوب لدرء المفاسد المترتبة علي هذا القرار الذي يجور علي حقوق الفلسطينيين خاصة. والمسلمين عامة والمسيحيين أيضا. فالقدس أرض السلام لكل الأديان. تداعيات خطيرة من جهته حمّل الدكتور ابراهيم نجم -مستشار مفتيپالجمهورية- الرئيس الأمريكي وإدارته التداعيات الخطيرة جدا لهذا القرار بإشعال الصراعات في المنطقة وكل العالم لأنه يؤجج الحروب الدينية في المنطقة ويدخلها في مزيد من الفوضي والنزاعات ويعطي غطاء للجماعات المتشددة لتنفيذ المزيد من عمليات العنف والقتل واللعب علي عواطف المسلمين. فتتخذ من مثل هذه القرارات العشوائية مبرراً لعملياتها الإرهابية بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين والعرب .. مؤكدا أنه لابد من تحقيق المصالحة الفلسطينية سريعا فقد بدأت مصر اجراءات الصلح والفصائل تأخرت عن اتمامها وهذه من أسباب اصدار القرار الأمريكي. أكد مستشار مفتي الجمهوريةپأن اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل يعد خطوة خطيرة تدفع إلي المزيد من التوترات والصراعات وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مشددا علي أن العالم الإسلامي لا يقبل مطلقا المساس بمدينة القدس لأنها تمثل في الشعور الإسلامي قضية مهمة ومحوريةپلا تقبل سوي الحل العادل والمنصف الذي يحفظ التاريخ والحق ليضع الأمور في نصابها الصحيح باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. أضاف أن القرار الأمريكي يخاطر بإثارة الغضب الشعبي والعنف في العالمين العربي والإسلامي المعارض لنقل السفارة. ويهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وذلك من خلال الكراهية المتصاعدة ضدها في العالم العربي والإسلامي. بسبب دعمها الكامل والمباشر لدولة الاحتلال الإسرائيلي.