ستظل مجزرة مسجد الروضة عالقة في أذهاننا لأنها لم تكن عملاً إرهابياً مألوفاً بل لأنها كانت ضد جموع المصلين الذين ينصتون للخطيب وهو يذكرهم بالفوز بنعيم الجنة والحذر من غضب الله. وعليهم أن يضعوا كتاب الله وسنة رسوله نصب أعينهم.. مصداقاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن تمسكتم به من بعدي لن تضلوا أبداً.. كتاب الله وسنتي". لم يكن هؤلاء المسلمون المطمئنون في بيت الله يعلمون أن ساعتهم حانت علي أيدي أسوأ من خلقهم الله علي الأرض لتصعد أرواحهم إلي بارئها وهم في قمة الطهارة والنقاء والصفاء الروحي ليكتب الله لشيوخهم وشبابهم وأطفالهم منزلة خاصة لديه.. فهم شهداء الغدر والخيانة والخسة والوضاعة.. فحق عليهم قول الله عز وجل: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون.. فرحين بما آتاهم الله من فضله". سوف تعمر مصر بفضل هؤلاء الشهداء وترتفع راياتها خفاقة كما كان هؤلاء يعمرون بيت الله "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر".. وسنبني بلدنا بعزة الله ومشيئته.. وسيذهب الدهماء والإرهابيون إلي حصب جهنم وبئس المهاد. العمل الإرهابي له رد فعل مأساوي علي مستوي شعوب العالم كله.. الكل حزين وحانق علي الإرهابيين.. رؤساء دول العالم. اتصلوا بالرئيس عبدالفتاح السيسي مستنكرين هذه الجريمة الدنيئة. وقالوا إنهم يقفون مع مصر إلي آخر مدي في حربها ضد الإرهابيين.. هيئات ومنظمات عالمية ومجالس النواب ومعظم الشخصيات العامة استنكروا هذا العمل الإجرامي البشع. وبالأمس بدأ مجلس الأمن بالوقوف دقيقة صمت حداداً علي أرواح شهداء الحادث الإرهابي في مسجد الروضة شمال سيناء. وسوف يظل مسجد الروضة في منطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء شاهداً علي الجريمة الوحشية للإرهابيين الذين ارتكبوها ضد المصلين. أعلن عيسي الخرافين شيخ قبائل سيناء تفاصيل جديدة عن هذا الهجوم الإرهابي علي مسجد الروضة نقلاً عن شهود حضروا المجزرة. أوضح الخرافين خلال لقائه بإحدي القنوات الفضائية أن الإرهابي اتصل بأحد الموجودين خلال العملية ممن خرجوا من المسجد وقال له: "معاك ذخيرة.. ارجع فرغها فيهم"!! أضاف أن عدد الإرهابيين الذين دخلوا المسجد كانوا 14 إرهابياً بينهم خمسة ملثمون يرجح أنهم من أبناء سيناء لذلك تخفوا.. والباقون أجانب. أكد الخرافين أن الإرهابيين يستخدمون عادة مصطلح "الأمير" لكنهم في هذه المرة قال فيها أحدهم "يا ريس" موضحاً أن هذه الجملة وصلت القوات المسلحة والمخابرات الحربية وتحقق فيها. واختتم الخرافين تصريحه قائلاً: إن الإرهابيين في النفس الأخير لهم.. لكنهم أرادوا أن يحدثوا ضجة لكي يقولوا إنهم موجودون. في نفس الوقت وجه الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب التحية لكل قبائل سيناء الذين انتفضوا بعد الحادث الاجرامي.. وأعلنوا أنهم يقفون علي قلب رجل واحد واصطفوا خلف رجال الجيش البواسل والشرطة المدنية. قال إننا متحدون وأقوياء وسنقضي علي الإرهاب.. وأعتقد أن الحادث الإرهابي يؤكد أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة. أخيراً أقول: إن الإرهاب الجبان لن يثنينا عن مواجهته بالقوة الصارمة وسنقف في وجهه شعباً واحداً بقبضة حديدية لا تؤثر فيها عملية هنا أو هناك.. لأن الإرهاب لم ينتصر أبداً علي شعب وأمة تقاتل بيد وتبني باليد الأخري.