أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العلاقات بين مصر وقبرص تاريخية وقائمة علي روابط ممتدة من الصداقة بين القيادات وشعبي البلدين علي مدار التاريخ.. مثمناً الجهود القبرصية الدائمة لدعم مصر. قال السيسي في كملته خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي: حان الوقت لكي تجني شعوبنا ثمار تلك العلاقات من خلال تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات. وفيما يلي كلمة الرئيس السيسي: فخامة الرئيس نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص.. السيدات والسادة.. إنه ليسعدني أن أتواجد هنا في قبرص تلبية لدعوة صديقي فخامة الرئيس أنستاسيادس الذي أكن له مشاعر التقدير والاحترام واعتز بصداقته التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية. إن العلاقات بين مصر وقبرص علاقات تاريخية قائمة علي روابط ممتدة من الصداقة بين قيادات وشعبي البلدين علي مدار التاريخ وقد حان الوقت لكي جني شعوبنا ثمار تلك العلاقات من خلال تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة لفرص الاستثمار في الدولتين وأود في هذه المناسبة ان أؤكد مجدداً علي قديري لمواقفكم شخصياً فخامة الرئيس ومواقف دولتكم الداعمة للتطورات المهمة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية والمساندة للتحولات الاقتصادية في مصر وخطط الحكومة للإصلاح الاقتصادي وهي المواقف التي تعكس تفهماً لطبيعة الأوضاع في مصر وتعبر عن علاقات صداقة نعتز بها ونقدرها. السيدات والسادة.. لقد تطرقت المناقشات التي أجريتها مع فخامة رئيس قبرص إلي العديد من الموضوعات. حيث بحثنا تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وقبرص وسبل تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.. وفي هذا الصد أود الاشارة إلي أن إقامة منتدي رجال الأعمال المصري القبرصي للمرة الأولي علي هامش هذه الزيارة سيسهم بلا شك في عزيز الحوار وتفعيل قنوات الاتصال بين المستثمرين من الجانبين كما ان مشاركتي مع فخامة رئيس جمهورية قبرص في افتتاح أعمال المنتدي يعكس اهتمام قيادتي البلدين بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتزامنا بالعمل علي إزالة أي معوقات في هذا الصدد. وأود هنا أن أبرز الآفاق الواعدة للتعاون في مجال الطاقة باعتباره أحد أهم المجالات التي يجب العمل علي نميتها بين البلدين فلا شك ان اكتشافات الطاقة في منطقة شرق المتوسط يمكن أن تكون عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار والسلام بما يعود بالنفع علي دول وشعوب المنطقة. كما أن تلك الاكتشافات يمكن ان تسهم في لبية احتياجات القارة الأوروبية لتنويع مصادرها من الطاقة بما سيساعد علي حقيق أمن الطاقة خاصة في ضوء الموقع الاستراتيجي الذي متع به كل من مصر وقبرص والذي يؤهلهما للقيام بدور مهم وحيوي في سياسات الطاقة في المنطقة. وأود في هذا الصدد أن أؤكد علي موقف مصر الداعم لحقوق قبرص الشرعية في استغلال ثرواتها الطبيعية بمنطقتها الاقتصادية الخالصة وفقاً للقانون الدولي للبحار واتفاقيات تعيين الحدود التي وقعتها قبرص مع دول الجوار ومن بينها مصر. وفي إطار الحديث عن التطورات المهمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين يجب أن نبرز أيضاً التطورات المهمة التي شهدها علاقات التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان والتي شهدت إطلاق أول آلية للتعاون الثلاثي في المنطقة بهدف تنمية وتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في مختلف المجالات بما يعود بالنفع علي شعوبها التي ربطها علاقات تاريخية وقيم ومبادئ مشتركة وفي هذا الإطار اتطلع إلي القمة الثلاثية الخامسة التي ستعقد هنا في قبرص لتعزيز مجالات التعاون المختلفة بين الدول الثلاث. فخامة الرئيس الصديق العزيز.. إن مواقفكم النبيلة والجهود التي تبذلونها من أجل التوصل إلي سوية للقضية القبرصية هي محل تقدير واحترام من المجتمع الدولي وأود في هذا الصدد ان اجدد لكم ثبات مواقف مصر الداعمة للجهود التي بذلونها من أجل إعادة توحيد الجزيرة وفقاً لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة والقانون الدولي في إطار نظام فيدرالي يجمع شطري الجزيرة في سلام دون أي تدخلات خارجية. السيدات والسادة.. لقد تبادلت وفخامة الرئيس القبرصي الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث عكست المباحثات التوافق في وجهات النظر تجاه تلك القضايا واتفقنا علي استمرار التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة بما يسهم في حقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.. ومما لا شك فيه أن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مجموعة من دول المنطقة ساهمت في توفير الأرض الخصبة لتنامي التيارات المتشددة وتزايد أنشطة الجماعات الإرهابية وقد اتفقت مع فخامة الرئيس القبرصي علي استمرار التنسيق والتعاون بين الجانبين في إطار التصدي لهذا الخطر. وفي هذا السياق أود أن أشيد بالتطورات المهمة التي تشهدها علاقات التعاون العسكري بين مصر وقبرص ومن بينها التوقيع علي أول اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين في نوفمبر 2015 الذي اعقبه مجموعة من الزيارات المتبادلة بين وزراء الدفاع والقيادات العسكرية وفقاً لبرنامج التعاون العسكري السنوي بين البلدين. فخامة الرئيس الصديق العزيز.. السيدات والسادة.. ختاماً أود أن أعيد التأكيد علي سعادتي بزيارة قبرص وتقديري العميق للقياد والشعب القبرصي الصديق واتوجه لكم بالشكر فخامة الرئيس علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة معرباً عن تطلعي لمزيد من تفعيل علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبينا وكافة شعوب المنطقة.