بقلم : حسني فاروق أحمد المنيا- ملوي الوجوه شخبطات في براويز التاريخ فوق الأرض ضربت بيدك حتي أصابها الخدر. وتلاشي فحيح الأفاعي الرابضة فوق الأعناق فجأة . لكنك أنت هو أنت. نفس الرجل الذي بات الليلة متكئا علي الأرض بلسانه. تفرد تلك الصحيفة المطوية تحت ابطك منذ صبيحة اليوم دون أن تقع عيناك علي شيء يلفت انتباهك . لحظات انسلخت من جلدك المضطرم كثعبان محترف. وخرجت أنفاسك باردة . تقف أمام المرآة صامتا كحزمة قش. تزيح بأطراف أصابعك المرتعشة بعض خصلات الشعر المسدلة فوق عينيك. تري ذلك النهر العجوز نهرك يرتمي بين كفي المرأة تلك التي تنام في حجرك مذ ولدت. تمر تلك الصورة أمامك كلسعة كهرباء دون أن تبدي أي تعليق. وفي بطن كفيك المملوءتين بالماء تغمس وجهك وتجففه كما يفعل نجوم السينما. تضرب رأسك مرارا في عرض الحائط كي تفر صورة المرأة التي تأتيك بين الفينة والفينة . لكنك تفشل . ورغم ذلك تحاول للمرة الألف . دائما المرأة وراءك. تحت جلبابك. تحت سروالك. تحت جلدك. يفترسك الخدر حينما تتحسس بيدها موضع اثارتك. ويربكك أنها تعرف من أين تؤكل الكتف وغير الكتف. تدفن رأسك في شعث الفراش. والمرأة فوقك. تدعكك. تلوذ بالفاتحة. وتتظاهر بالنوم. والمرأة فوقك . لأنه مكتوب أن تشقي بها. وأن تعشش في خرابات تكوينك. كان لابد وأمرك لله أن ترتحل فوق نوق الصبر الي براح أتت عليه الريح. الا من زعقة غراب عتيق. أو عوءة ذئب أجرب . لكنها كانت كعمل ردئ أجحفت بك. واقتفت أثرك. وأحاطت بك خبرا . يا دين النبي !. وأنت هو أنت .. في الخامسة من العمر كنت تتسلق ظهر أبيك. تتشبث برقبته. فجأة وفي زحمة الرصاص داخل رأسه. كنت تري في عينيه وصايا جدك. ولأنك وحيد أبيك كنت تجرجر نفسك. تعافر . تاتا خطي العتبة. تدقق النظر الي وجهه . لم تنزوي ملامحه رغم جسارة الموت. واحكام قبضته . في الثمانين من العمر. كن تسمع طقطقة عظام اللحن المخنوق تتسلل خلسة من بين شقوق الجدران الطينية. ترنو الي لمة الطير وهي تتدافع نحوك. تنقر وجهك بلطف. وتهمس في أذنيك. وتتراقص في حجرك المملوء بفتافيت الخبز. وحين تخرج من البحر وترفرف بأجنحتها. تنثر عليك حبات الماء. فيبتل جسدك وعظامك. ثم ترحل في كل اتجاه . تجفف وجهك بذيل جلبابك. ثم تدفن نفسك في فوضي الفراش. يبتلعك الخدر وتنام .