وربما هي المرة الأولي التي يلتقي فيها منتخب مصر الوطني ونظيره الغاني أو أي فريق في القارة الإفريقية بالجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم دون أن يكون منتخبنا في حاجة لنتيجة اللقاء.. فالمباراة التي نصفها بأنها تحصيل حاصل نلعبها من باب الضروريات فقط.. منتخبنا تأهل لمونديال روسيا 2018 بعد فوز مثير في الجولة الأخيرة علي الكونغو 2/1 ليحصد النقطة 12 ويتأهل مباشرة بعد أن قضي علي آمال منافسيه غانا وأوغندا.. ولذلك يخوض مباراة اليوم دون ضغط أو توتر أو حذر.. اللهم إلاطمعا في الظهور بأداء مشرف. أيضا هي المرة الأولي منذ بزغ نجمه ووضع لمسته السحرية المؤثرة وبات صانعا للفارق يغيب نجم مصر وأحد أهم نجوم العالم محمد صلاح عن اللقاء.. فلم يعد هناك حاجة لمشاركته في هذا اللقاء.. ليس فقط رغبة من المدير الفني الأرجنتيني.. مدرب مصر كوبر حفاظا علي نجمه ولكن أيضا رغبة يورجن كلوب المدير الفني الألماني لفريق ليفربول الذي يلعب له صلاح.. وهو تأكيد علي أن نجم مصر باتت له قيمته العالمية وتأثيره في الدوريات الكبري. منتخب مصر يخوض لقاء اليوم الذي يشهده استاد كيب كوست في الخامسة والنصف وفي ذهن مديره الفني ولاعبيه وجماهيره الكثير من السيناريوهات والأحلام والطموحات.. ويضع في اعتباره أيضا أن المنتخب الغاني لا يريد الخروج من المولد بلا حمص.. فصاحب الأرض يريد أن يترك لنفسه بصمة ولو بالفوز علي الفريق المتصدر والذي أطاح به من التصفيات وبشكل مبكر.. كما يريد تعويض خسارته ذهابا بهدفي السعيد وصلاح. وأمام طموح المنتخب الغاني فلا شك لا تريد الجماهير المصرية أن يحسن الفريق ختام المشوار بعدم الخسارة.. وبعضهم يخشي الخسارة الكبيرة في سيناريو مكرر لسداسية كوماسي الشهيرة في تصفيات مونديال 2014.. برغم أن مصر هزمت غانا بعد ثلاث مرات متتالية.. الأولي في إياب تصفيات مونديال 2014 وفازت مصر 2/1 بهدفي جدو وعمرو زكي.. والثانية في تصفيات مونديال 2018 وفازت مصر 2/0 بهدفي صلاح والسعيد.. والثالثة في نهائيات أمم أفريقيا 2017 وفازت مصر بهدف صلاح. وإذا كانت الجماهير تخشي السداسية وتحلم بفوز.. فإن الكثير من اللاعبين يريدون الثأر من تلك السداسية خاصة الذين شاركوا فيها أمثال الحارس إكرامي والشناوي ورامي ربيعة وأحمد فتحي ومؤمن زكريا وشيكابالا وكهربا والمحمدي والنني.. بل يريد هؤلاء ان يقدموا بعضا من المتعة دون ضغوط وبعضهم يحلم بالمشاركة لأول مرة ليكون ضمن كتيبة الذين حققوا حلم الوصول للمونديال.. وربما يقدموا ما ينالون به اعجاب المدير الفني فتكون بداية قوية لهم أمثال كريم حافظ أو شيكا أو سام مرسي أو عمر جابر أو عمرو مرعي.. وكلهم يملكون فرص المشاركة ويتوقف ذلك علي الفكر الذي سيلعب به كوبر اللقاء والسيناريو الذي وضعه للقاء والهدف منه. والهدف من المباراة له أكثر من رؤية.. فقد يفكر كوبر في أن يلعب لعدم الخسارة.. وهنا سيلعب بتشكيله التقليدي والمعتاد.. الحضري والمحمدي وربيعة وعلي جبر وفتحي "يسار" وطارق حامد والنني.. والسعيد وكهربا أو تزيزيجيه ورمضان صبحي.. وعمرو جمال رأس حربة.. وقد يفكر في إراحة السعيد فيلعب بكهرباء.. ومع هذا التشكيل قد تكون هناك عدة تغييرات مثل اللعب بفتحي في الجانب الأيمن وكريم حافظ في الجانب الأيسر. السيناريو الثاني أن يلعب كوبر للفوز فيبدأ بنفس الحارس وعمر جابر أو المحمدي ورامي وجبر وكريم حافظ وطارق حامد وسام مرسي.. ثم النني وتريزيجيه ورمضان وعمرو جمال. السيناريو الثالث أن يكون اللقاء من باب التجربة والمتعة والجرأة.. فيلعب بنفس التشكيل مع البدء بشيكابالا بدلا من رمضان وعمرو مرعي بدلا من عمرو جمال.. وهذا السيناريو ربما يكون حلما للجماهير ولنا.. وقد يحدث لو اكتشف كوبر ان ابياه المدير الفني لمنتخب غانا سيلعب بمعظم لاعبي الصف الثاني.. فقد يتجرأ كوبر.. وفي الوقت نفسه قد يجده فرصة فيلعب بتشكيلته الاساسية لتحقيق فوز يكتب له في التاريخ ويدعم لاعبيه معنويا قبل العودة لمشوار تصفيات أمم أفريقيا 2019 ومونديال روسيا.. وقد يسعي كوبر لكسب مزيد من اللاعبين في هذه الجولة حتي لا يحتاج لأي وجوه جديدة خلال الفترة القادمة خاصة ان كوبر من مدرسة الحفاظ علي الاستقرار في الصفوف. اللاعبون الأهم في منتخب غانا امثال اسامواه جيان والأخوان جوردان وأندريه ايوا والخطير اتسو وتيكييتي واشامبيونج وهاريسون افول.. وهؤلاء جميعا يعرفهم الجمهور المصري مثلما يعرفهم كوبر.. بل ربما لا يلعبون لأنهم يخافون علي أقدامهم خشية الابتعاد عن الدوريات الأوروبية التي تمثل لهم شيئا مهما. وبعيدا عما يدور في فكر كوبر وفي قراءة للمشهد فإن الاغلبية تنتظر مفاجأة من كوبر.. والمفاجأة تبدأ برؤية وجوه جديدة.. وان يحاول كوبر تغيير طريقته ولو مرة واحدة باعتبار أن اللقاء لا قيمة له.. وأن يستريح فتحي والسعيد خاصة أن هذا الثنائي لم يتذوق طعم الراحة الحقيقية منذ فترة.. الجماهير تتمني أن تري النني في دور جديد.. وأن تري سام مرسي وعمر جابر.. وان يكون لكريم حافظ مساحة من الثقة عند مديره الفني الذي يستدعيه لتغيبه عن المشاركة.. وقبل كل ذلك هناك النجم شيكابالا.. الموهبة التي سيظل الجميع في انتظارها حتي بعد أن مر بها العمر لا سيما وان شيكا يملك رصيدا من الحب لدي الجماهير التي تعتقد انه يملك قدرات خاصة يستطيع توظيفها ويقلب بها كل الموازين. ويستطيع شيكا ان يلعب في أكثر من مركز.. يمينا ويسارا وتحت رأس الحربة ورأس حربة.. كما يستطيع أن ينطلق في الملعب دون قيود.. وربما تكون هذه الحرية هي ما يحتاجها لاعبو مصر الذين يحتاجون مزيدا من ثقة مديرهم الفني خاصة رمضان صبحي الذي قد يدفع به كوبر بديلا للسعيد. المهم أن كوبر لديه أكثر من سيناريو وأكثر من وجه يستطيع الاستفادة به وأبرز هذه السيناريوهات أن يلعب كوبر للفوز والمتعة وتقديم وجوه جديدة. وكان كوبر قد حرص خلال اجتماعه بلاعبيه أن ينبه عليهم ضرورة اللعب بجدية ورجولة واحترام المنافس واحترام حسن ختام المشوار ومشاعر الجماهير التي ستشاهد اللقاء انتظارا لمباراة بدون ضغوط.. ولم تختلف هذه التصريحات كثيرا عن تصريحات مدرب غانا الذي طالب لاعبيه الظهور بما يليق بهم وعدم السقوط في ملعبهم سواء شارك الكبار أو وجوه جديدة تسعي لتقديم نفسها في المشهد الاخير من مشوار التصفيات.