وبكيت عندما رأيت مبارك علي فراش المرض هي فنانة من العيار الثقيل جاءت من لبنان بنت 16 عاماً لكي تدخل الفن من أوسع أبوابه حيث شاركت نجوم الفن الجميل في أعمالها وبدأت مشوارها الفني بفيلم "القلب له واحد" عام 1943 كما لعبت دوراً هاماً في انقاذ الفنان فريد الأطرش من الإفلاس. وبرغم تعدد أزواجها إلا أن رشدي أباظة تعتبره افضلهم وأقربهم لقلبها حتي الآن.. في حوارها لكشف الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عن جانيت التي لقبت علي أرض مصر بصباح وفي لبنان لقبت بالشحرورة نسبة لمسقط رأسها "وادي شحرور"". * كيف كانت بداية الشحرورة الفنية؟ كانت البداية وأنا عمري 16 سنة من خلال فيلم "القلب له واحد" عام 1943 تقريباً ولأني كنت أعشق الغناء والطرب قمت بالتمثيل والغناء فيه وسط مجموعة من عمالقة الفن وقتها وبعد نجاح الفيلم تحول اسمي الفني من "جانيت" إلي صباح ثم لقبت بالشحرورة نظراً لأن مسقط رأسي واد بلبنان يسمي "وادي شحرور" وشاركت في العديد من الأعمال الأخري وبدأت شهرتي الفنية. وفي ذلك الوقت تعرض فريد الأطرش إلي أزمة مالية فقام بإنتاج فيلم بعنوان "بلبل افندي" وطلب مني أن اشاركه البطولة وجعل اسمي يسبقه علي "افيش" الفيلم نظراً لنجوميتي الفنية في ذلك الوقت وجذب أكبر قدر ممكن من الجمهور لإنقاذه من الإفلاس وبالفعل الفيلم حقق نجاحاً كبيراً وقتها فاق تصوراتنا. * ما وجهة نظرك في حالة الفن الآن؟ غير راضية عن حال الفن لأنه تغير جزئياً وكلياً وأري أن سبب هذا التغير الجذري يعود إلي تغير الهدف من صناعة الفن. في الماضي كنا نقدم الفن لإمتاع الجمهور ووضع رسائل لها مضمون. وحالياً أصبح تجارة وسمعت أغنية بعنوان "بيكا بيكا" والأغرب من اسمها بأنها انتشرت بشكل كبير وسط الشباب ويرددونها. * ما سبب زيارتك المفاجئة لمصر بعد غياب طويل؟ جئت لكي ابارك لشباب مصر ثورتهم المباركة والتي تحدث عنها العالم كله وبحكم ارتباطي الوجداني بمصر وشعبها كان يجب علي أن أعيش بينهم هذه اللحظة التاريخية بالإضافة إلي دعم "جانو" ابنة شقيقتي نجاة التيل قررت أن تتخذ من مصر أم الدنيا مركزاً لانطلاقها الفني حيث أنها تتمتعپبالأخلاق والصوت العذب وعشقها للطرب الأصيل الذي أري أننا نفتقده حالياً وسأقدم معها دويتو. * الغناء من رولا هل هي بداية لتبني المواهب؟ هذه سنة الحياة وجاء الوقت لكي أقف بجانب المواهب الشابة الجيدة التي اعتقد بأنها خامة طيبة تختلف عن ما يقدم حالياً والغناء مع رولا سعد اعتقد بأنه كان له رد فعل ايجابي لها. * الأعمال السينمائية المشتركة بين مصر ولبنان لم تعد موجودة الآن؟ بصراحة عندك حق فقد كانت الأعمال السينمائية المشتركة بين مصر ولبنان ناجحة بشكل كبير في الماضي وبدأت في حالة تناقص مستمر حتي أن انها اختفت نهائياً وهذا يرجع من وجهة نظري إلي عدم وجود فنانين علي الساحة بالإضافة إلي عدم وجود فن جيد يعمل علي ربط الوطن العربي فضلاً عن الضخامة الانتاجية من ارتفاع أجور الفنانين وغيرها من الامكانيات الحديثة. * ما هو رد فعلك بعد عرض مسلسل "الشحرورة"؟ لم أنتقد الأداء التمثيلي. بالعكس. فبرغم عدم وجود تشابه بيني وبين كارول سماحة إلا أنها قامت بأداء دورها ببراعة ولكن نقدي يوجه إلي مؤلف المسلسل الذي أظهرني بشكل مخالف للحقيقة ولم يهتم بتفاصيل حياتي بدقة عند كتابته بالإضافة إلي أنه لم يشاركني في التفاصيل واعتقد أنه قام "بسلق" المسلسل ليلحق بعرضه في شهر رمضان الماضي وهذا ماجاء علي حسابي. * ما رأيك في الثورات العربية وهل ممكن أن تصل للبنان؟ التغيير شيء لابد منه وسمة من سمات الكون وسنة من سنن الحياة وذلك طبيعة الحال. فبعد كل نهار يأتي الليل ثم يعود النهار مرة أخري ولكن الثورة عندما تندلع من أجل كلمة ينطقها الشعب فلابد بأن نحترم ارادته والثورة لم تأت لإهانة أحد. وأنا شخصياً بكيت وتأثرت حين رأيت الرئيس السابق لمصر حسني مبارك وهو علي فراش المرض أمام القاضي. وأتوقع حدوث ثورة قريباً بلبنان يثور الشعب فيها لأن لبنان حالياً علي صفيح ساخن وعلي حافة الهاوية وتعاني من نفس مشكلات الوطن العربي. * هل من الممكن أن تقدم الشحرورة أغنية تدعم الثورات؟ طبعاً وليه لا. لأن الفنان يقدم رسالة وعليه أن يقدمها بكل أمانة وإخلاص والثورات هي نبض الشعب والفنان هو من يعكس هذا النبض بكونه جزءاً لا يتجزأ من الشعب لأنه يغني له وإذا أصبح نجماً فيكون الفضل لهذا الجمهور. * ومن وجهة نظرك ماذا يحتاج العرب حالياً؟ أري بأن أفضل فترة حكم مرت بمصر كانت في عصر الرئيس الراحل أنور السادات والعرب حالياً يحتاجون إلي زعيم يعمل علي توحيدهم كالزعيم الراحل جمال عبدالناصر وقراراته الحاسمة والبطولية التي شهدها العالم. * هل تري أن الشحرورة أخذتپحقها بعد مشوار فني حافل؟ برغم أنني وهبت 58 سنة من عمري للفن العربي إلا أنني للأسف لم أشعر بتكريمي إلا مؤخراً. ففي لبنان منحني الرئيس وسام اللواء بالإضافة إلي طبع صورتي علي طابع بريد فضلاً عن تكريمي بكل مكان في مصر خلال زيارتي الأخيرة وهذا ما جعلني أشعر بدفء وحب الشعب المصري لي الذي احتضني وتبني موهبتي وشهد انطلاقي الفني في بداية مشواري وحالياً يقابلوني بكل حب وترحاب. * كيف تواجهين الشائعات؟ الشائعات التي أزعجتني كثيرة وكان آخرها بأني تزوجت مصفف الشعر الخاص بي ولكني لم اهتم بالشائعات وعندما أشعر بالظلم أو الحزن أجلس لوحدي بغرفتي وابكي دون أن يشعر بي أحد لأن الفنان "ملهوش" أهل. * مع من قضيتي أجمل أيام حياتك؟ لو تقصد أزواجي يبقي مع رشدي أباظة الشخصية التي قضيت أجمل أيام حياتي معها نظراً لأنه كان رجلاً حكيما ويتمتع بشخصية جذابة وزوج حنون ولو تقصد حالياً يبقي أجمل لحظات اقضيها مع ابن بنت أختي وهذا أغلي مخلوق لي في الكون وتربطني به علاقة طيبة "وإذا اصابه مكروه بعيدپالشر هموت نفسي".