وتشهد الاسكندرية العديد من صور الكفاح التي تشارك فيها المراة للوقوف بجانب اسرتها واثبات ذاتها بنفس الوقت ولعل من اهم هذه الصور مها صبري 32 سنة التي تعد بمثابة اشهر حدادة بمنطقة المنتزة ثاني حتي اصبحت مضرب الامثال بين ابناء المنطقة لحرفيتها فيقال ان الحديد يلين في يد مها وبالرغم من صغر سنها الا انها أم لثلاثة اطفال في مراحل تعليمية مختلفة يقومون علي مساعدتها في العمل كما انها تعاون زوجها في تشغيل الورشة حالة تواجده في العمل خارجها . تقول مها صبري انا سيدة متعلمة حاصلة علي دبلوم تجارة والتحقت مؤخرا بالمعهد العالي للسياحة والفنادق بالسيوف وحاليا بالفرقة الثانية بالمعهد ولدي طموح ان انهي دراستي واحضر دراسات عليا في المجال السياحي حتي استطيع مستقبلا ان استخدم حرفتي في مجال الحدادة وتطويعها في العمل السياحي في مجال الفنادق . أضافت تزوجت منذ 17 سنة من ابن عمتي وكان يعمل في مجال الحدادة وانجبت ثلاثة أطفال مصطفي وكريم وعبد الرحمن 15 و13و 12 سنة في مراحل تعليمية مختلفة ويتعلمون حرفة الحدادة . اضافت في البداية زوجي كان يعمل لدي صاحب ورشة ولكن اليومية كانت قليلة ولا تتناسب مع العمل طوال اليوم وفي ظل وجود اطفال قررنا ان يكون لدينا هدف حتي ولو علي حساب قوتنا اليومي فإتفقنا مع صاحب الورشة التي كان يعمل بها زوجي علي ان يمنحنا احد المحال التي يملكها وبدأنا بالعمل علي سداد قيمة المحل. تابعت: نسيت اني امرأة فانا استيقظ منذ الساعة الخامسة فجرا لاطعم اولادي قبل ذهابهم الي المدارس ثم اقوم انا وزوجي للعمل بالورشة وكنت في البداية صبي اناوله الادوات لعدم المامي بحرفة الحدادة ثم بدأت اتعلم منه المهنة حتي اتقنتها وذلك علي مدار 10 سنوات واصبحت الان اقوم بجميع المهام الصعبة مثل تصنيع الابواب والشبابيك والصناديق الحديدية فضلا عن اعمال الديكور والثني والطرق علي الحديد بعد تسخينه . واعمل مع زوجي واولادي في الورشة طوال اليوم حتي الساعة العاشرة تقريبا وقالت اولادي يحضرون من مدارسهم واكون قد احضرت لهم وجبة غداء بسيطة وسريعة لان وجبتنا الرئيسة هي العشاء أساعدهم علي اداء واجباتهم ودروسهم. قالت: لولا زوجي وايمانه بقدراتي ما تمكنت من العمل في الحدادة والدراسة معا فلقد تعرضت لسخرية بعض اهالي المنطقة الشعبية التي نعمل بها الا ان تمكني من مهنتي واحترامي لنفسي في ملبسي وتعاملاتي جعل الجميع يحترمني حيث اني عاشقة لتعلم المهن اليدوية والحرفية . أضافت فقد بدأ اسمي يعرف كحدادة محترفة حتي وصل الي الساحل الشمالي واقوم بتصميم نوافذ الفيلات بالقري السياحية واصبحت شهرتي كأسطي مها معروفة بالعديد من المناطق ولم يعد احد يتعامل معي كإمرأة ولكنهم يعاملوني علي اني رجل مضيفة ان الحياة صعبة وكفاح ولابد ان تتعاون المرأة مع الرجل للانفاق علي الاسرة في ظل الظروف المعيشية حيث ان لدي طموحا دراسيا وان يلتحق ابنائي بالكليات الكبري. أوضحت لا توجد مهنة لرجل او امراة المهم الارادة والرغبة في العمل ولا يوجد مستحيل فانا اعمل وادرس واربي اولادي واذاكر لهم ولولا طموح زوجي لظل عاملا اجيرا. مشيرة إلي انه بعد تعرضي للعديد من المضايقات والتحرش حتي تقبلني الرجال لازلنا نواجه مشكلة ارتفاع اسعار الحديد وهو ما يرتب عليه ارتفاع اسعار المنتج الذي نقدمه بالإضافة الي ان العديد من زبائن يقومون بإصلاح القديم توفيرا للنفقات لافته إلي إن اهم ما تعانيه من مشاكل هو اصابتها ببرادة الحديد في عينيها أنها تخضع للعلاج بصفة مستمرة بالرغم من ارتداء نظارة اللحام الا ان العمل ليل نهار دائما ما يصيب العين وهذه احد متاعب المهنة.