انفرجت أزمة حركة السفر بمطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية الليلة الماضية بعد ان أنهي المراقبون الجويون اعتصامهم الذي استمر أكثر من 25 ساعة. حيث بدأ في الثالثة من بعد ظهر أول أمس "الاربعاء" واستمر حتي الرابعة والنصف بعد الظهر أمس.. وشهد مهبط المطار حركة دائبة لتسفير الرحلات المؤجلة ومن المنتظر ان تنتهي حالة الزحام والتكدس اليوم. كانت حالات السفر بمطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية قد شهدت حالة من الشلل التام بسبب تباطؤ المراقبين الجويين في عملهم والتشغيل وفقاً "للتشغيل الدولي" بحيث يصل الفارق الزمني بين اقلاع الطائرة والأخري إلي 15 دقيقة بدلاً من نصف ساعة وهو ما يجنبهم الوقوع تحت طائلة القانون.. كما أنه أدي إلي تأخر اقلاع أكثر من 35 رحلة لمدة زمنية تتراوح بين خمس إلي ثلاث عشرة ساعة.. واضطرت شركات الطيران النمساوية والإيطالية والعمانية والقطرية إلي إلغاء رحلاتهم ولجأت شركة الخطوط السعودية إلي إلغاء رحلتين بطلب من مقر الشركة في جدة. العجيب أن حالة التكدس والارتباك لم تقتصر فقط علي حالات السفر بل امتدت ايضاً إلي مهبط مطار القاهرة الذي شهد رفض عودة ركاب الطائرة السعودية إلي صالة السفر وإصرارهم علي السفر وانتهت الأزمة بإقلاع الرحلة. صرح الطيار لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني ل"المساء" بأنه تم التوصل إلي اتفاق من شقين مع المراقبين لإنهاء التباطؤ في العمل.. الشق الأول هو إعادة الدفعة "59" من المراقبين إلي الأكاديمية المصرية للطيران. والشق الثاني استدعاء بيت خبرة عالمي لإعادة هيكلة الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية بما يتناسب مع متطلبات العمل. أكد الوزير أنه جار حصر الخسائر التي تسبب فيها الإضراب البطيء الذي قام به المراقبون مؤكداً أن الخسائر باهظة جداً سواء لمصر للطيران والمطارات المصرية أو شركات الطيران الأجنبية والخاصة. أكد المراقبون الجويون أنهم قرروا إنهاء الإضراب البطيء رغم فشل المفاوضات التي أجراها معهم الطيار حسن راشد رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.. مشيرين إلي أنهم في انتظار الحلول النهائية.. ومهددين بالتصعيد في حالة عدم تحقيق مطالبهم المشروعة. أكد د. أحمد حافظ- رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي أن ما يحدث هي أحداث مؤسفة بكل المقاييس وتضر بآلاف الركاب وليس لهم أي ذنب في تأجيل وتعطيل مصالحهم.. مشيراً إلي أن مسئولي العلاقات العامة يقومون بتهدئة الموقف ومساعدة كبار السن لحين حل الموقف. أعلنت لجنة التنسيق والتضامن للنقابات المستقلة للعاملين بوزارة الطيران المدني رفضها التام لأسلوب الابتزاز الذي يقوم به مراقبو الملاحة الجوية. نفس الموقف أعلنه المراقبون الجويون لشركة ميناء القاهرة الجوي مؤكدين أن الاعتراض أو المطالب لها أكثر من جهة مشروعة غير "لي الذراع". رصدت "المساء" تكدس الركاب داخل صالات مطار القاهرة وردود أفعالهم. يقول محمد السعيد وعامر حسن: بصراحة طوفان الاعتصامات الذي تعيشه مصر بعد ثورة يناير في حاجة لمن يردعه وخصوصاً في المناطق الحساسة مثل مطار القاهرة الدولي. يضيف هاشم متولي أن إضراب المراقبين الجويين أصاب حركة السفر بشلل تام والدليل أن بعض المسافرين اضطروا لافتراش أرضية المطار والجلوس علي السلالم انتظاراً للسفر. اسماعيل وماهر محمد: رغم انفراج حركة السفر عصر الأمس إلا أننا نتمني ألا يتكرر مثل هذه الاعتصامات التي تضر الركاب في المقام الأول. جودت أحمد ونافع حسن وولاء ربيع: المطار تحول إلي سوق عكاظ طوال ساعات الاعتصام فلا موضع لقدم داخل صالات السفر. والأعجب أننا لا نجد إجابة شافية من المسئولين بالمطار وعلماً بالاعتصام من وسائل الإعلام مشيرين إلي أن الوضع تدهور في مباني المطار بسبب الزحام. حيث انتهي الطعام بالكافتيريات كما أن دورات المياه تكدست وكنا نقف أمامها بالطوابير.