ما سبب تقديم الجار والمجرور في قوله تعالي من سورة "يس" : "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَي الْمَدِينَةِ رَجُلى يَسْعَي قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ". وتأخيره في سورة القصص في قوله تعالي : "وَجَاءَ رَجُلى مِنْ أَقْصَي الْمَدِينَةِ يَسْعَي قَالَ يَا مُوسَي إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"؟ المعني مختلف قطعا من حيث الدلالة اللغوية. فإن قلنا : "جاء من القرية رجل" فالمجيء من القرية قطعا. وإن قلنا: "جاء رجل من القرية" فهذا تعبير احتمالي. قد يكون جاء من القرية. وقد يكون الرجل قرويا ولكن مجيئه لم يكن من القرية تحديدا. فإنا إن قلنا: "جاء رجل من مصر" فليس المعني بالضرورة أنه جاء من مصر البلد الآن. وإنما يحتمل أن يكون المعني أنه رجل أصله من مصر. ولا يشترط أن يكون قادما منها. ولكن إن قلت: "جاءني من مصر رجل" فهذا يعني أنه قدم من مصر قطعا. قوله تعالي: "وَجَاءَ رَجُلى مِنْ أَقْصَي الْمَدِينَةِ يَسْعَي" احتمال أنه جاء من أقصي المدينة. واحتمال أنه هو من سكان أقصي المدينة. أما قوله في يس: "وَجَاءَ مِنْ أَقْصَي الْمَدِينَةِ رَجُلى يَسْعَي" فهو قد جاء من أقصي المدينة بالفعل. وقد كان مجيئه لإشهار إيمانه وإبلاغ الدعوة. من نوادر الأعراب دخل أعرابي علي الحجاج فسمعه يقول : "لا تكتمل النعمة علي المرء حتي يتزوج أربع نسوة يجتمعن عنده " .. فانصرف الأعرابي فباع متاع بيته وتزوج أربع نسوة . فلم توافقه واحدة » خرجت واحدة حمقاء رعناء . والثانية متبرجة . والثالثة فارك أو قال فروك "مبغضة لزوجها" والرابعة مذكرة .. فدخل علي الحجاج فقال : أصلح الله الأمير . سمعت منك كلامًا أردت أن تتم لي به قرة عين . فبعت جميع ما أملك . حتي تزوجت أربع نسوة . فلم توافقني منهن واحدة . وقد قلت فيهن شعرًا فاسمع مني . قال : قل . فقال الأعرابي : تزوجت أبغي قرةً عين أربعًا فيا ليت أني لم أكن أتزوج ويا ليتني أعمي أصم ولم أكن تزوجت قبل يا ليت أنا مُحَدَّجُ فواحدةى ما تعرف الله ربها ولا ما التقي تدري ولا ما ألتحرّج وثانية ما إن تَقَرَّ ببيتها مذكرة مشهورة تتبرج وثالثة حمقاء رعناء سخيفة فكل الذي تأتي من الأمر أعوج ورابعة مفروكة ذات شره .. فليست بها نفسي مدي الدهر تبهج فهن طلاق كلهن بوائن .. ثلاثاً ثلاثاً فاشهدوا ولا تلجلجوا فضحك الحجاج حتي كاد يسقط من فوق سريره . ثم قال للأعرابي : كم مهورهن ؟ .. قال أربعة آلاف درهم .. فأمر له الحجاج بثمانية آلاف درهم . أخطاء شائعة يقولون: آذان الفجر. والصواب: أذان الفجر. والأذان هو إعلام المؤذن الناس بأن الصلاة قد آن أوانها. أما الآذان فهي جمع أُذني. وأذن عضو السمع. وهي مؤنثة. يقولون المحيط الأطلنطي. والصواب : الأطلسي. فائدة لغوية تُرْسَمُ الهمزة المتوسطة مُفْرَدَةً"علي السطر" فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ: 1 - إِذَا وَقَعَتْ مَفْتُوحَةً بَعْدَ أَلِفي. نَحْوُ: تَسَاءَلَ. تَضَاءَلَ. عَبَاءَة. رِدَاءَيْن. رَاءَي. شَاءَا. رِدَاءَان. 2 - إِذَا وَقَعَتْ مَفْتُوحَةً أَوْ مَضْمُومَةً بَعْدَ وَاوي سَاكِنَةي. أَوْ بَعْدَ وَاوي مُشَدَّدَةي مَضْمُومَةي نَحْوُ: أَسْبَغَ وُضُوءَه. ضَوْءُهُ شَدِيدى. إِنَّ تَبَوُّءَكَ تَبَوُّءُهُ. السُّوْءَي. ضَوْءَانِ. 3 - إِذَا وَقَعَتْ مَفْتُوحَةً بَعْدَ صَحِيحي سَاكِني. وَقَبْلَ أَلِفِ التَّنْوِينِ أَوْ أَلِفِ التَّثْنِيَةِ. نَحْوُ: جُزْءَا. جُزْءَانِ. "وأما إِذَا تلتها ياء المثني فإنها تكتب علي الألف. نحو: جزأين " وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ. إِذَا أَمْكَنَ وَصْلُ مَا قَبْلَهَا بِمَا بَعْدَهَا رُسِمَتْ عَلَي نَبْرَةي . نَحْوُ: دِفْئاً. دِفْئانِ. شَيْئًا. شَيْئَانِ. 4 - إِذَا وَقَعَتْ مَضْمُومَةً قَبْلَ وَاوِ مَدِّ فِي نَحْوِ زِنَةِ مَفْعُولي أَوْ فَعُولي. أَوْ كَانَتْ قَبْلَ التَّوَسُّطِ مَرْسُومَةً عَلَي أَلِفي أَوْ مَرْسُومَةً مُفْرَدَةً. وَذَلِكَ نَحْوُ: مَرْءوس. مَوْءودَة. دَءوب. وَءول "مَبَالِغَةً مِنْ وَأَلَ بِمَعْنَي لَجَأَ". قَرَءوا. جَاءوا. وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ أَيْضًا إِذَا أَمْكَنَ وَصْلُ مَا قَبْلَهَا بِمَا بَعْدَهَا رُسِمْتِ عَلَي نِبْرَةي. نَحْوُ: مَسْئول. مَشْئوم. سَئول. قَئول.