كالثور المذبوح الهائج. راح الإرهاب يوجه قرنيه في كل اتجاه. لعله يصيب قاتله.. لكن قاتله هذا غير قابل للإصابة. وغير قابل للهزيمة.. إنه مائة مليون مرابط علي الحدود وفي المدن والقري والنجوع والمصانع والجوامع والكنائس والميادين والأسواق. إلي يوم الدين. الثور الهائج المذبوح الذي يوجه قرنيه ليطعننا بهما في الواحات وفي سيناء. لا يدرك انه في النهاية ثور وانه قد ذبح فعلاً. وهؤلاء الذين سقطوا شهداء تحت ضرباته الطائشة في الواحات أخيراً هم آخر ضحاياه غالباً. ثم يلفظ آخر أنفاسه. ويذهب إلي الجحيم. أو ربما يذهب إلي بطوننا. فنهضمه كما هضمنا موجات الأعداء المتوحشين القتلة منذ آلاف السنين. من هكسوس وحيثيين واغريق وفرس ورومان وترك وانجليز.. من فاسدين وقتلة ونَوَر وكاذبين ومنافقين.. من جهلاء ومرتزقة ورجعيين وتجار دين.. كلهم هضمتهم المعدة المصرية الخالدة السحرية وأخرجتهم نفايات متناثرة في صفحة من صفحات التاريخ الأسود. ربما خالجك وهم ما. أو مسَّك خوف ما بأن الدماء الزكية التي سالت مؤخراً في الواحات لشهداء الوطن. وقبلها بأيام في العريش تعني خروج الإرهاب عن السيطرة وعجز مصر جيشاً وشرطة وشعباً وحضارة وخلوداً.. ان تدفعه أو تقمعه.. فعليك ان تنفي هذا الوهم فوراً لان ذبابة تطن بجوار أذن أبوالهول لن تهدمه. ولن تسقط حصية طائشة أعمدة الأزهر الشريف وكاتدرائية العباسية.. ونفخة من هواء سام لن تقتلع حلمنا المتحقق علي الأرض الآن في بناء مصر العظيمة الشامخة التي طالما حاولنا ان نراها ماثلة أمام عيوننا: مدناً تبني. ومصانع ترتفع. وطرقاً تشق. وجيشاً تمتد أذرعه إلي كل حدودنا الاستراتيجية لا حدودنا الجغرافية فقط. إننا نشهد الآن لحظات التهاوي الأخيرة لهذا الإرهاب الأحمق.. ضمن أعمال مروعة داخل المدن في القاهرة. والمنصورة. والصعيد.. ومن عشرات الآلاف من المدسوسين علينا من دول معادية. إلي هذه الضربات الطائشة الهوجاء العجلي. من ثور يلفظ أنفاسه الأخيرة. قبل ان يذهب - ومن رباه وعلفه وسمنه!! - إلي الجحيم!!!