التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي. الليلة الماضية. مع وزيرة الدفاع الفرنسية لورنس بارلي. وذلك بمقر الوزارة. بحث الجانبان علي مأدبة عشاء أقامتها وزيرة الدفاع الفرنسية علي شرف الرئيس السيسي سبل تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين مصر وفرنسا. كانت وزيرة الدفاع الفرنسية قد استقبلت الرئيس السيسي لدي وصوله إلي مقر وزارة الدفاع. واستعرض الرئيس السيسي حرس الشرف الذي اصطف لتحيته. وعزفت الموسيقي العسكرية السلام الجمهوري لمصر وفرنسا قبل بدء المباحثات بين الجانبين. قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الوزيرة الفرنسية. أشاد خلالها بالتعاون المثمر القائم بين البلدين في المجال العسكري. معربًا عن التطلع إلي تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة. رحب الرئيس بعقد اللجنة العسكرية العليا بين البلدين.. مؤكدًا أهمية زيادة التنسيق وتبادل الرؤي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك. في ضوء الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع فرنسا علي جميع الأصعدة. أضاف المتحدث الرسمي أن الوزيرة الفرنسية رحبت بزيارة الرئيس لباريس.. مشيرة إلي ما تمثله مصر كأحد أهم شركاء بلادها في الشرق الأوسط علي مختلف المستويات. لا سيما في ضوء أنها تعد دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالمنطقة. أشادت الوزيرة الفرنسية بالجهود التي تقوم بها مصر علي صعيد التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة فضلاً عن جهودها في مكافحة الإرهاب.. مؤكدة وقوف بلادها إلي جانب مصر في حربها ضد الإرهاب وحرصها علي التنسيق والتشاور المكثف معها إزاء مختلف التحديات التي تهدد المصالح المشتركة للبلدين. شهد اللقاء تباحثًا حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين. خاصة في ضوء التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. والجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب. حيث أكد الرئيس أهمية مضاعفة جهود المجتمع الدولي للتعامل مع تلك الظاهرة بشكل سريع. فضلاً عن اتخاذ موقف حاسم إزاء الدول التي تدعم الإرهاب. كما تم التطرق خلال اللقاء إلي الجهود التي تبذل في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. حيث تم التأكيد علي ضرورة مواجهة هذه الظاهرة باستراتيجية متكاملة تعالج أسبابها الجذرية ومن بينها إنهاء الصراعات السياسية في الشرق الأوسط وأفريقيا. فضلاً عن إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وعلي صعيد القضايا الإقليمية تم تبادل وجهات النظر إزاء آخر المستجدات علي صعيد الأوضاع الميدانية في ليبيا وسوريا والعراق. حيث أكد الرئيس أهمية التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها هذه الدول. بحيث تحافظ علي وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها. وتصون مقدرات شعوبها ومؤسساتها الوطنية. أقامت الوزيرة الفرنسية عقب انتهاء المباحثات مأدبة عشاء علي شرف الرئيس بمقر وزارة الجيوش الفرنسية. كما وقع الرئيس علي كتاب الشرف الخاص بالوزارة الفرنسية. واستقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بباريس رئيس شركة داسو الفرنسية للصناعات الجوية اريك ترابييه. ومن المقرر أن تجري اليوم مراسم الاستقبال الرسمية والعسكرية للرئيس السيسي بقصر "الانفاليد" قبل أن يلتقي بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر "الإليزيه" علي غداء عمل في أول لقاء بينهما لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك منها: الملف الليبي خاصة في ضوء اتفاق البلدين في وجهات النظر علي ضرورة عودة السلام والاستقرار لليبيا. وملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي في ظل توافق البلدين علي ضرورة وضع تصور شامل للسلام. إضافة إلي تعزيز العلاقات في مجالات الثقافة والتعليم. يشهد الرئيسان توقيع ما يقرب من 17 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية. يلتقي الرئيس السيسي أيضًا خلال الزيارة عددًا من كبار المسئولين الفرنسيين وعلي رأسهم رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيسا الجمعية الوطنية "مجلس النواب" فرانسوا دو روجي ومجلس الشيوخ جيرار لارشي. كما سيجتمع مع وزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان لاستعراض آخر المستجدات بالشرق الأوسط لا سيما في ليبيا وسوريا والعراق. كما يلتقي الرئيس مع وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير وعدد من كبريات الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر لأول مرة أو المتواجدة بالفعل والراغبة في توسيع نشاطها لا سيما في المشروعات القومية الكبري التي تنفذها الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. كان الرئيس السيسي قد وصل إلي العاصمة الفرنسية باريس علي رأس وفد رفيع المستوي في مستهل زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام يبحث خلالها الملفات الثنائية والأوضاع بالشرق الأوسط. قام حرس الشرف بالاصطفاف في مطار "أورلي" ترحيبًا بالرئيس والوفد المرافق له واستقبل الرئيس السيسي لدي وصوله وزير الدولة الفرنسي لأوروبا والشئون الخارجية جون باتيست لوموان ممثلاً عن الدولة الفرنسية. وسفير فرنسا لدي مصر ستيفان روماتي. كما كان في استقبال الرئيس السيسي. السفير إيهاب بدوي سفير مصر لدي فرنسا ومندوبها الدائم باليونسكو ورؤساء المكاتب الفنية وأعضاء السفارة ونيافة الأنبا مارك أسقف عام كنائس باريس وشمال فرنسا للأقباط الأرثوذكس وقنصل عام مصر بباريس سيريناد جميل. يضم الوفد المرافق للرئيس كلاً من وزراء الخارجية والتجارة والصناعة والمالية والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري والنقل. وكذلك الوزير خالد فوزي رئيس جهاز المخابرات العامة. جدير بالذكر أن زيارة الرئيس السيسي الحالية لباريس تعد الثالثة في أقل من أربع سنوات والأولي له بعد تولي إيمانويل ماكرون رئاسة فرنسا وهي تعكس حرص البلدين علي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما في كل المجالات وتكثيف التنسيق والتشاور لمكافحة الإرهاب وحل الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط.