روح الفانلة الحمرا أوعوا تنسوها.. اللون الأحمر هو رمز البطولة.. هذا هو الشعار الذي رفعه جمهور الأهلي في وجه فريقهم قبل مواجهة النجم الساحلي في إياب نصف نهائي دوري أبطال افريقيا والذي يستضيفه استاد برج العرب في السابعة مساء الليلة.. ويحتاج الأهلي للفوز فيه بهدف نظيف.. أو بفارق هدفين إذا أحرز النجم هدفا.. أو ينتهي اللقاء بنفس نتيجة الذهاب 1/2 ووقتها يلجأ الفريقان لضربات الترجيح.. وهو ما لا يتمناه الأهلي. وعندما يرفع الجمهور هذا الشعار فهذا تأكيد علي أن المواجهة تحتاج لاستحضار روح الفانلة الحمراء.. وأن الأمر لا يتوقف عند حد الجوانب الفنية والتكتيكية الفردية أو الجماعية.. ولن يكون قاصرا علي خطط حسام البدري المدير الفني للفريق ولا علي قدرات اللاعبين.. بل يحتاج لدعم خارجي.. لسحر الأهلي الذي يظهر وقت الشدائد.. ولا يخفي علي أحد أن الأهلي في شدة حقيقية ويحتاج الكثير للمرور منها وتحقيق هدفه. والشدة التي نتكلم عنها هي صعوبة اللقاء وأهمية الفوز به والتأهل للنهائي ثم البحث عن اللقب.. والصعاب متمثلة في الآتي: الأهلي سيواجه خصما قويا ليس من السهل سقوطه حتي وهو خارج أرضه.. فريق يصنف بطلا ويملك قدرة الفوز علي أي فريق وفي أي مكان.. لا يخشي الجماهير ولا المنافس وليس لديه عقدة بل لديه تاريخ يعادل تاريخ منافسه فيما يخص الفوز والخسارة.. ينتمي للكرة التونسية صاحبة التاريخ الطويل والقدرة علي التعامل مع المواقف الصعبة بالطرق المشروعة وغير المشروعة.. ولديه ثقة في نفسه كافية للمنافسة. فريق يملك كتيبة من اللاعبين المميزين خاصة في خط هجومه.. الشرميطي وبانجورا وعمرو مرعي.. وفي خط الوسط المساكني وأمين بن عمر وأكوستا.. وفي الدفاع النفاز والطرابلسي وحمزة لحمر وبن القاسم.. والحارس البلبولي.. ومدير فني جيد هو الفرنسي هبار فيلور. والنجم الساحلي يملك هدفا يبدأ به اللقاء بفوزه ذهابا 1/2 ويكفيه ان يدافع عن هذا الهدف لتصبح مهمته سهلة لا سيما إذا لعب علي الهجمة المرتدة وهي ثقافة معتادة في مثل هذه المواقف.. أي أن الأهلي سيبدأ اللقاء وهو متأخر بهدف وسيخشي كثيرا ان يفاجأ بهدف مبكر يضعه تحت ضغط ويربك حساباته. مشكلة الأهلي ويمر الأهلي بظروف حرجة بسبب بعض الغيابات المهمة والمؤثرة لا سيما إذا كانوا من أهم الأوراق التي تجيد التعامل مع مثل هذه المواقف.. أحمد فتحي وحسام عاشور.. كما أن عودة عبدالله السعيد ووليد سليمان وهشام محمد من الإصابة أمر غير مريح بشكل كاف للمدير الفني. أيضا يمر الأهلي بضغوط عصبية ممثلة في أن بعض لاعبيه يلعبون تحت ضغط واختبار مثل صالح جمعة وعلي معلول ووليد ازارو والحارس شريف إكرامي ويضاف إليهم محمد هاني الذي سيحل بديلا للوحش أحمد فتحي.. بل الفريق بأكمله يلعب تحت ضغط جماهيري يطارده كثيرا ويلعب للفوز فقط أو يتم ذبحه في الملعب بالنقد اللاذع. وفي المقابل.. يملك الأهلي القدرة علي تكييف نفسه مع هذه الصعاب وتحويلها لصالحه.. الاهلي بكل خبراته يستطيع أن يترجم كل الصعاب ويعيد صياغتها لتصبح عوامل مساعدة للفوز. الأهلي يعرف كيف يقدر المنافس ويتعامل معه.. يعرف كيف يقرأ أفكاره ويعرف ويجيد التحدي وانتزاع الفوز من المواقف الصعبة ومن حيث لا يتوقع أحد.. هكذا يقول التاريخ والحاضر والواقع.. الأهلي تطمئن له إذا كان هناك خطر يطارده. وإذا كان النجم بطلا يفوز داخل وخارج ملعبه ولا يهمه الجماهير.. فالأهلي أبو الأبطال يفوز أيضا في أي مكان ويستفيد جيدا من الجماهير سلاحه الأعظم والأخطر والأقوي والذي يستمد منها روح الفانلة الحمراء.. ولو أن النجم ينتمي للكرة التونسية فالأهلي ابن الكرة المصرية والأهلي بنفسه دولة يملك كل مقومات التفوق والنجاح والإبداع. ومن حيث التقدم بهدف فهذا الأمر هو أكبر دافع للأهلي لكي يقاتل بكل حرفية وبكامل خبراته لكي يعيد الأمور لطبيعتها ثم يبدأ البحث عن الفوز والاطمئنان للعبور الكامل للنهائي.. وأخيرا لو أن في النجم كتيبة من النجوم فالأهلي كما نقول دائما بمن حضر.. وكم من مباريات فاز بها وليس في صفوفه من يصنع الفارق.. ولكن الأهلي اليوم يملك شريف إكرامي وسعد سمير ومعلول وصالح جمعة والسعيد ووليد سليمان وأجاي ومؤمن زكريا والشيخ وحمودي.. الأهلي يملك حسام البدري المدرب المصري بروحه القتالية ووعيه وإحساسه العالي بخطورة الموقف وقدرته علي اختيار الفريق المناسب والتغيير المناسب. يدرك الأهلي أن الفوز سيؤكد أن تخطيه لعقبة الترجي لم يكن صدفة ولم تكن نهايته بل البداية.. فالأهلي لا يتوقف طموحه عند حد الفوز بلقاء بل بالبطولة والتتويج.. ويدرك لاعبوه ان ثقة الجماهير ستزداد فيهم مع الفوز وقد تتغير نظرة كوبر المدير الفني وربما يختار وجها جديدا في اللقاء القادم أمام غانا. حسابات اللقاء وبعيدا عن هذه المشاهد وفيما يخص الجانب الفني فهناك متغيرات تحدث حسب رؤية الجهاز الفني وتقديره لمستوي لاعبيه قبل اللقاء بل وطريقة تعامله مع المنافس وتوقعه لطريقة لعب المنافس.. والمعروف ان النجم ومن خلال التاريخ لن يبدأ مدافعا بل سيهاجم في البداية وسيضغط علي الأهلي في كل مكان بالملعب وسيبحث عن هدف مبكر اذا جاء فسيعد مكسبا وإذا لم يأت فليضمن علي الأقل ألا تهتز شباكه لأطول فترة ممكنة علي أمل أن يرتبك الأهلي. وفي مقابل ذلك فلن يبدأ الأهلي مندفعا وسيلعب كرة متوازنة وسيتعامل مع ضغط النجم بكثرة التمرير ليخلخل فكره وصفوفه ويجبره علي العودة للخلف ثم يبدأ الأهلي في الضغط المكثف.. وسيكون البدري حريصا علي عدم الهجوم بكل خطوطه خشية الهجمة المرتدة.. وسيضع صانعي اللعب تحت رقابة قوية وسيحول ضمن وصول مهاجميه لمنطقة التهديف.. كل هذه أمور يدركها البدري ولاعبوه. والتشكيل ليس واضحا بسبب الغيابات.. ولكن هناك ثوابت لن تتغير.. فالحارس هو شريف إكرامي.. وأمامه محمد هاني وسعد سمير وعلي معلول.. ويبقي رامي ربيعة إما يلعب بجوار سمير أو في وسط الملعب.. ولو لعب في الوسط فسيدخل محمد نجيب مع سعد سمير.. وفي الوسط السولية وبجواره إما ربيعة أو محمد هشام أو عبدالله السعيد.. وثلاثي الوسط المهاجم أجاي ومؤمن زكريا وصالح جمعة.. وفي الهجوم وليد ازارو.. وقد يغير البدري ويلعب بأجاي كرأس حربة ويدفع بعبدالله السعيد أو وليد سليمان.. كل اللاعبين جاهزون يبقي فقط كيف سيلعب البدري.. والحقيقة الوحيدة أن البدري يلعب بجناحين ثابتين هما ظهيرا الجانب علي أن يدخل الجناحان كرأسي حربة ليكثف الأهلي من مهاجميه. وفي النهاية يبقي التوفيق والتركيز والرغبة الحقيقية في الفوز لكي يتحقق ويتحقق معه نصف حلم بلوغ النهائي والعودة لمونديال الأندية.