أقترح هدم مؤسسة الأزهر الشريف وإلغاء التعليم الأزهري وتحويل الدارسين بالأزهر إلي معاهد الرقص الشرقي حتي يرتاح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق ومثقفونا الذين ابتلينا بهم في هذا الزمن الأغبر الذي يتطاول فيه مدعو الثقافة علي قامات وعلماء الأزهر الذين ما كان لهم أن ينالوا شرف التحدث إليهم أصلاً. بالأمس أتحفنا الدكتور جابر عصفور بحوار مع برنامج "الجمعة في مصر" علي قناة "إم بي سي" وجه خلاله سهامه كالمعتاد ضد كل ما هو إسلامي وأزهري لدرجة أنه اتهم مؤسسة الأزهر الشريف بأن الإخوان والسلفيين يسيطرون عليها. وأن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لن يستطيع تطوير الخطاب الديني والدليل كتب الفقه. وقال إنه دخل في نقاش مع شيخ الأزهر حول الخطاب الديني وكانت ردود شيخ الأزهر طيبة مع الأشخاص ولكن لا يوجد تنفيذ. وإن الدكتور أحمد الطيب ليس باستطاعته أن يحدث ثورة جذرية في التعليم الأزهري كما فعل الشيخ محمد عبده أو الشيخ محمود شلتوت. وأكمل د. عصفور حديثه قائلاً إنه توسم خيراً في شيخ الأزهر ولكنه استغرب من الفتاوي الشاذة التي خرجت من أزهريين. تناول د.عصفور في حديثه الذي يقطر سماً موضوع زواج المسلمة من غير المسلم وهي القضية التي قُتلت بحثاً ورد فيها الأزهر الشريف علي موقف الرئيس التونسي الذي ألغي مرسوماً كان يمنع زواج المسلمة من غير المسلم. المهم أن دكتورنا العظيم جابر عصفور قال فيما يتعلق بهذه القضية: "إن زواج المسلمة من غير المسلم يدخل في مسائل شرعية لا أعرفها. ولكن تونس غيرت قوانينها لكي تعطي للمرأة المسلمة حرية الزواج من غير المسلم. مؤكدًا أنه ليس لديه مشكلة في زواج المسلمة من غير المسلم". وقال أيضاً: "إن عدم ارتداء المرأة الحجاب ليس خطأ علي مستوي الدين الإسلامي. مؤكدًا أن الحجاب ليس فريضة. وأن دليل فرضية الحجاب هو حديث نبوي فقط. يشير إلي ظهور الكفين والوجه إذا بلغت المرأة المحيض. أولاً: فيما يتعلق بعدم قدرة شيخ الأزهر علي تطوير التعليم الأزهري والخطاب الديني فإنني أود التأكيد علي أن الظروف والعصر الذي كان يعمل فيه العالمان الجليلان الأسبقان محمد عبده ومحمود شلتوت غير الظروف وغير العصر الحالي. ولم يكن في عهد الشيخين عبده وشلتوت أمثال الدكتور العظيم جابر عصفور ولا وزراء الثقافة المتتاليون الذين ما إن يتولوا المنصب إلا ويكون أول برنامج لديهم الهجوم علي الأزهر الشريف وهدم التعليم الأزهري. ويمكن الرجوع إلي تصريحات وزراء الثقافة المتتاليين ومنهم وزير الثقافة الحالي حلمي النمنم. وعلي الرغم من ذلك فإن ما يقوم به فضيلة شيخ الأزهر واضح للعيان داخل وخارج مصر. ولكن يبدو أن الدكتور عصفور لا يتابع ما يقوم به شيخ الأزهر ويكتفي بالهجوم دون دراية. كما أنه علي الدكتور عصفور تقديم ما يثبت أن هناك من يعمل في المشيخة من الإخوان ويعمل علي تطبيق فكر الإخوان والسلفيين وأعتقد أن شيخ الأزهر لن يتواني في فصلهم فوراً. ثانياً: قال د.عصفور إنه توسم خيراً في شيخ الأزهر ولكنه استغرب من الفتاوي الشاذة التي خرجت من أزهريين. وأنا أقول: مال شيخ الأزهر بفتاوي من شذ عن فكر الأزهر حتي وإن كان من خريجي الأزهر؟ ثم ألم يتم التحقيق من مؤسسة الأزهر نفسها مع من صدرت عنهم هذه الفتاوي الشاذة أم أن الأزهر وافق عليها وأقرها؟ ثم إن عبارة "توسمت فيه خيراً" لا تليق مع مقام فضيلة شيخ الأزهر وتدخل في نطاق "الجليطة وقلة الذوق" عند التحدث عن الإمام الجليل شيخ الأزهر. ثالثاً: بالنسبة لقضية زواج المسلمة من غير المسلم قال د. عصفور في بداية تعليقه إن هذا الأمر "يدخل في مسائل شرعية لا أعرفها". فما دام الأمر كذلك فلماذا تفتي فيما ليس لك به علم؟ ولماذا تقحم نفسك في أمور دينية أنت أبعد ما تكون عنها؟ ولماذا لا تحترم التخصص كما تنادي دوماً وينادي أمثالك من "المثقفين"؟ رابعاً: تقول إن الحجاب ليس فريضة. وإن دليل فرضية الحجاب هو حديث نبوي فقط.. ألا يكفيك حديث نبوي لكي تقتنع سيادتك بفرضية الحجاب؟ ثم هل كل ما نفعله من شعائر وعبادات وردت في القرآن الكريم؟ فلتأت لنا بآية تحديد عدد ركعات الصلوات من نصوص القرآن.. إن ذلك يدخل ضمن علوم الشريعة والسنة النبوية المطهرة التي اعتقد أن الدكتور عصفور لا يدري منها شيئاً. بالمناسبة.. لست من خريجي الأزهر. ولكنني واحد من ملايين المصريين الذين يغارون علي أهم مؤسسة دينية في العالم تحظي بكل التقدير من قادة الدول وفي مقدمتهم الرئيس السيسي وشعوب الأرض وفي مقدمتهم المصريون إلا مثقفي مصر الذين فشلوا في إحداث ثورة ثقافية فألقوا بفشلهم علي مؤسسة الأزهر الشريف التي لن ينال منها تخاريف هذا أو ذاك.