خاضت مصر معركة انتخابات اليونسكو بمنتهي النزاهة والحرفية والشرف وعلي مدي 5 أيام واجهت مرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب منافسة قوية نجحت خلالها في الاستمرار حتي جولة التصويت قبل الاخيرة لتخرج أمام مرشحة فرنسا السيدة أودري اوزلاي التي حصلت علي 31 صوتا مقابل حصول خطاب علي 25 صوتا لتصل اوزلاي للجولة النهائية وتفوز برئاسة المنظمة وتطيح بمرشح دويلة قطر المارقة التي فشلت في شراء منظمة اليونسكو بالاموال التي دفعتها رشوة من أجل انجاح مرشحها. كان من الواضح قبل جولة الانتخابات الاخيرة ان المنافسة محصورة بين مرشحة مصر ومرشحة فرنسا بعد ان تعادلا في عدد اصوات الجولة قبل الاخيرة وان الفائزة منهن ستفوز برئاسة اليونسكو وهذا ما حدث بالفعل بعد ان تمكنت اوزلاي من الفوز في هذه الجولة الفاصلة لتذهب اصوات الدول الداعمة لمصر إلي المرشحة الفرنسية وهو ما كان سيحدث ايضا لو تمكنت السفيرة مشيرة خطاب من اجتياز هذه الجولة لكانت قد استفادت من اصوات الدول الداعمة لفرنسا لتخرج قطر في النهاية صفر اليدين رغم سلاح الرشاوي الذي استخدمته في تلك المعركة. وفي الواقع لم تواجه مصر سلاح الرشاوي القطرية فقط بل شككت ايضا في نزاهة العملية الانتخابية وقدمت مذكرة رسمية إلي البلغارية ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو المنتهية ولايتها طالبت فيها بالتحقيق في خروقات شابت الانتخابات أثرت بشكل مباشر علي نزاهتها. الامر اللافت للانتباه هنا هو اعلان امريكا وتلتها اسرائيل الانسحاب من عضوية منظمة اليونسكو في أوج العملية الانتخابية لاختيار مدير عام جديد للمنظمة تحت زعم ان اليونسكو منظمة معادية لاسرائيل.. يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه الدول ال58 الاعضاء بالمجلس التنفيذي لليونسكو للتصويت بعد غد الثلاثاء علي مشروع قرار يرفض سيادة اسرائيل علي القدس حيث تسعي كل من واشنطن وتل ابيب لتأجيل التصويت او الضغط علي الدول الاعضاء لرفض هذا القرار. مسودة مشروع هذا القرار قدمته عدة دول عربية لليونسكو من ضمنها مصر في مارس من العام الماضي وصوت المجلس التنفيذي الذي يضم عدد ًا كبيرًا من الدول العربية لصالح مشروع القرار الذي ينص ايضا علي ان أي فعل تتخذه اسرائيل "سلطة الاحتلال" لفرض قوانينها ونطاقها القضائي وإدارتها علي مدينة القدس غير قانوني وبالتالي فهو لاغ وباطل وليست له أي صحة علي الاطلاق. انها إذن معركة جديدة ستشهدها أروقة اليونسكو بعد غد.. فهل ستنجح تلك المنظمة الدولية التي تحمل اسم التربية والعلوم والثقافة في إفشال الابتزاز الامريكي والاسرائيلي مثلما نجحت في إفشال الابتزاز القطري؟!.