27 عاماً مضت وكأنها أمس.. اجتمعنا علي الحب مازلنا نتقابل علي الحب والذكريات التي لم ولن يمحوها الزمن فبالرغم من أننا كنا "هواة" تأهلنا بروح الاحتراف بقيادة جنرال الكرة المصرية الكابتن محمود الجوهري الحاضر الغائب والذي لن ولم ينسه التاريخ حتي بعد رحيله.. علي هذه الكلمات أجمع نجوم كأس العالم الثاني في إيطاليا 1990 ومع التأهل الثالث في تاريخ مشاركات مصر بالبطولة الأكبر في العالم بعد أعوام 1934 و1990 وتبقي مشاركة المنتخب الوطني في مونديال إيطاليا عام 1990 هي الأبرز نظرا لتعايش الأجيال الحالية مع البطولة والتي تشكل مع الجميع ذكريات جميلة مليئة بالبهجة والفرح والحماس.. ولذلك حرصنا علي تسجيل ذكريات هؤلاء النجوم فماذا قالوا: ذكريات مبروك في البداية أكد الكابتن فتحي مبروك المدرب العام للمنتخب القومي في 1990 ان جميع فتراتي التدريبية كانت جيدة ولكن أفضلها علي الإطلاق كانت مع المنتخب بكأس العالم 90 والأمم الأفريقية 98 بصحبة الكابتن محمود الجوهري وحصلت علي خبرات لا مثيل لها واحتكاك عالمي وقاري كبير بالطبع فلقد كانت أجمل ذكريات حياتي مع الراحل الجنرال الجوهري الذي عملت معه في الأهلي وفي الوحدة الإماراتي ومع المنتخب فالجوهري ظاهرة لن تكرر تعلمت منه الكثير داخل وخارج الملعب نفسيا وإداريا وحده بعد الله عز وجل فهو من صنع فتحي مبروك. الجوهري لم يكن دفاعيا علي الاطلاق كما كان يشاع ولكن ظروف المنتخب بكأس العالم 90 أجبرتنا علي الدفاع أمام منتخبات كبيرة لم نكن نتخيل اللعب أمامها. استدعاء وفقدان الوزن تحدث الكابتن جمال عبدالحميد نجم مصر والأهلي والزمالك السابق وكابتن المنتخب في 1990 قائلا: بأننا تأهلنا بروح الحب والالتزام والرجولة وحديث الذكريات يطول وأذكر علي سبيل المثال موقف عشته مع الكابتن محمود الجوهري وهو عندما استدعاني وكنت في فرنسا بعد إجراء عملية جراحية في أنفي وطلبني بلهجة صارمة وبأمر مباشر "غدا تكون عندي بنادي هليوبوليس في السادسة مساء.. وذهبت وأنا متوجس من اللقاء وفوجئت به يخرج ميزان من سيارته وقال لي اصعد علي الميزان.. واكتشف ان وزني زائد 4 كيلو جرامات فقال لي: لابد من التخسيس في أسبوع وإلا لن يضمني للمنتخب المسافر لكأس العالم وبالفعل عدت بعد أسبوع وقد خسرت 7 كيلو جرامات من وزني ومنذ ذلك اليوم أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم حتي الآن". لبن بالزبدة وأضاف الوزير الكابتن طاهر أبوزيد نجم مصر والمنتخب السابق بأنه كانت له ذكريات أثناء اقامته مع الكابتن ربيع ياسين المعروف بحبه للنوم مبكرا وكنت دائم طلب المأكولات ليلا وبالفعل في ذات مرة بعد الأكل والشاي طلبت هامسا في التليفون "لبن بالزبدة" فوجدت ربيع ياسين يصرخ قافزا من السرير.. ويكاد يطردني من الغرفة!! الحب و120 ألفاً وقال الكابتن ربيع ياسين نجم مصر والأهلي الأسبق بأنه "الحب" كلمة السر في هذا الأمر وهذه المناسبة وكانت أيضا للجماهير كلمة وبصمة كبيرة في فوزنا ولا أنسي ال120 ألف مشجع في مباراة التأهل أمام الجزائر وهي تملك القدرات الخفية في الفوز ويا له من شعور كبير وشعور مختلف اللعب في كأس العالم ولقد كنا لا نشعر بأنفسنا ونحن أمام نجوم وأبطال أوروبا 88 ونراهم جنبا علي جنب معنا في الملعب ونديه لهم ولا يختلفون عنا في شيء.. بالطبع كانت كافة مشاعر الفخر تعترينا جميعا. مفتاح وشمعة وأضاف الكابتن أحمد شوبير حارس مرمي المنتخب القومي والأهلي السابق بأن هناك العديد من المواقف وأذكر منها أننا كنا في أنجولا بأحد الفنادق وقاموا بتسليم كل لاعب المفتاح وشمعة بسبب انقطاع النور والمياه بعد الخامسة يميا واتفق اللاعبون علي الذهاب لغرفة أحمد رمزي "لتخويفه" في الظلام الدامس وعندما ذهب إسماعيل يوسف وحسام وإبراهيم وهشام يكون لغرفته وجوده يصلي ولم ير إسماعيل زجاج النافذة وحاول دخول الغرفة دون الاحساس بالزجاج الذي قام بدفعه إبراهيم حسن فتهشم علي الفور وأصاب وجه إسماعيل وانتهي الأمر إلي 12 غرزة بوجهه..وذهبت للكابتن الجوهري ولم نذكر له الموقف وذكرنا فقط إصابة إسماعيل بسبب الظلام وقرر علي الفور الانتقال من الفندق دون أن يعرف السبب الحقيقي وراء إصابته. عرابي المرعب لوحوش هولندا ويروي هاني رمزي موقفا آخر قائلا: وقال كنا نسير بالممر المؤدي للملعب قبل بدء لقاءنا مع هولندا وشاهدنا الأجسام الكبري من لاعبي هولندا والأطوال وأصحاب القامات وهنا وجدت أحمد رمزي يقول لأسامة عرابي "أكثر اللاعبين نحافة" في هذا الوقت "اقلع لهم يا أسامة وريهم جسمك".. وهنا سقط بعض اللاعبين من الضحك!! سمكة مقاس 57 ويضيف الكابتن هشام يكن نجم مصر والزمالك السابق بأنها ذكريات مليئة بالحكايات والفخر وشيء غير معقول لا يشعر به غير اللاعبين الذين سوف يتأهلون اليوم.. "قالها قبل بدء اللقاء بأربع ساعات ومن الذكريات اننا توجهنا مع الكابتن شوبير نطلب من الكابتن الجوهري تغيير الفندق السيئ جدا في أنجولا وبالفعل استجاب وذهبنا إلي فندق عائم في أنجولا وهناك كان السرير بدورين والكابتن فتحي مبروك كان يحب الصيد جدا وبالفعل جلسنا بجواره 5 ساعات ذات مرة ووجدناه بعد أن سرد لنا مغامراته وحكاياته مع الصيد للسمك الكبير والعملاق بشواطئ مصر فوجئنا باصطياده "جزمة برقبة مقاس كبير" وعند العودة لأسفل المركب سألنا اللاعبين عن حصيلة الصيد فقلت لهم "سمكة مقاس 57"!! 12 ساعة عذاب القبر وأضاف الكابتن مجدي عبدالغني بأن الكابتن ربيع ياسين كان مصطحبا معه العديد من شرائط الكاسيت الدينية وكانت هناك رحلة بالأتوبيس للانتقال من التشيك إلي ألمانياالشرقية وكان من المفترض ان تكون الرحلة في 4 ساعات ولكن لسوء الطريق قطعها الأتوبيس في 12 ساعة وطلبت مني زوجة الكابتن الجوهري تغيير بعض الشرائط الخاصة بعذاب القبر والدروس الدينية وعندما توجهت للكابتن ربيع قام ب"الشخط في" قائلا: بتقول ايه؟؟ فلم أنطلق ووجدت نفسي أقول بصوت مرتفع "الله أكبر"!! وهنا ضحك الجميع.. وأكمل الأمر عندما وصلنا للفندق وطلبت منه أن نؤدي صلاة العشاء "قصر" فأجاب الكابتن ربيع.. لماذا الصلاة قصر.. لابد من الصلاة 4 ركعات وهنا لم ينطق أحد وامتثل الجميع للإمام ربيع ياسين. إنكار صورة المنتخب وقال الكابتن إسماعيل يوسف بأننا كانت لدينا العديد من المواقف والطرائف وجميعنا نتندر بها حتي الآن ولا ننساها والطريف أننا بعد عودتنا من كأس العالم لم نجد صورة للفريق بمقر اتحاد الكرة في مصر ولم ينطق أي حد من الفريق أو اللاعبين طوال فترة قيادة الكابتن الجوهري.. فكان انكار الذات هو السمة الغالبة علي الجميع. الكأس في الترسانة وقال الكابتن أحمد الكأس نجم مصر والأولمبي السابق بأنه عندما تم انضمامه للمنتخب مع الكابتن محمد رمضان نجم الترسانة في هذا الوقت طالبنا بالتدريب يوميا في ملعب الترسانة للحاق باللياقة البدنية المرتفعة للاعبين الموجودين بالفعل كان التدريب بشكل يومي ليلا وصباحا يوميا وقال لي: يا كاس أنت محتاج "شغل بدني" وبالفعل عندما عدت من المنتخب وكانت أول مباراة للأولمبي أمام الأهلي وأحرزت هدف الفوز في مرمي الأهلي بسبب اللياقة البدنية العالية التي اكتسبتها من انضمامي للمنتخب!!