حقًا.. الأهلي قامة وفخامة.. وما أصعب أن تكتب عنه وهو يحقق الإعجاز.. لقد نفذ رصيدنا.. المنطق يقول إنك عبر التاريخ تكتب مرة أو مرتين حول حدث من الصعب أن يتكرر.. ولكن عندما يتكرر المستحيل لابد أن تقف كثيرًا قبل أن تكتب كلمة واحدة.. عندما يحطم الأهلي كل القيود ويتحدي كل الصعاب ويحقق الفوز تلو الآخر في وقت المستحيل لابد أن تبحث عن الجديد.. عندما يتعادل الأهلي في ملعبه ووسط جماهيره أمام الترجي 2/2 فإنك تقع تحت سيطرة الإحباط واليأس وتفقد الأمل.. ولكن الأهلي لا يعرف الإحباط ولا اليأس ولا الصعاب.. فعلها الأهلي وصدم التوانسة وأسعد المصريين وفاز 2/1 وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا "بل" حوَّل الأهلي تخلفه في ملعب المنافس الذي كان من المفترض أن يحافظ علي تقدمه ويخرج فائزًا أو متعادلاً ولو بهدف.. ولكنه حرك الساكن داخل الأهلي بهدفه الذي جاء من ضربة جزاء في الدقيقة 39 عن طريق المتخصص الخنيسي.. تحرر الأهلي وزأر وهاجم وتعادل ثم فاز بهدفين لعلي معلول وأجاي البديل في الدقيقتين 47 و.62 كان حسام البدري عاقلا موضوعيا ومنطقيا فاختار الأنسب للقاء.. وتعامل بعقلانية.. وجاءت تغييراته مناسبة لأداء لاعبيه الذي لم يكن رائعا في الشوط الأول.. ومع نزول أجاي ثم هشام محمد سيطر الأهلي وقال كلمته. أظهر لاعبو الأهلي أن لديهم من الروح القتالية ما يصعب التعامل معه.. فعندما هاجموا أحرزوا.. وعندما دافعوا منعوا غريمهم من التهديف. وبداية الحق فإن الفوز جاء من استاد التتش وبقرار رائع وجيد من مجلس الأهلي الذي سمح للجماهير بدخول المران الأخير فما كان من الجماهير العظيمة إلا أن قامت بشحن لاعبيها كما هو معتاد.. حصل اللاعبون علي الشحنة وانطلقوا بها نحو استاد رادس وأحسن البدري علي طريقة الثعلب جوزيه وقاد فريقه لهذا الفوز الغالي.. الفوز الذي كان حلمًا عند جماهير كثيرة.. ولكنه واقع عن الأهلي الذي أكد للجميع أنه لا يزال بطلا واقفا علي قدميه.. لم يهتز ولم يتراجع ولم يتأثر بما يدور حوله فكان له ما أراد.. لا يزال الأهلي محافظا علي روحه وكيانه وقيمته وقدره ففرض نفسه علي أشرس منافس في البطولة ثم أسقطه في ملعبه بالضربة الفنية. تخلص شريف إكرامي من أزمة لقاء الذهاب.. وعوض نجيب غياب الأسد سعد سمير.. وعوض معلول خطأه بانتصارين.. قاتل فتحي كعادته.. تحرك السولية وعاشور بشكل غير طبيعي حاول وليد ومؤمن بفرض الرقابة اللصيقة. هرب عبدالله كثيرا ولكن الضغط عليه كان كبيرا. اجتهد وليد ازارو ولم يوفق.. غير أجاي من اللقاء وساهم في تغيير الأداء والنتيجة ففاز الأهلي.. أثبت هشام محمد أنه ورقة قادمة قوية في وسط الأهلي.. أثبت البدري أنه جوزيه جديد.. إن لم يكن أفضل.. يحقق ما لم يتوقع تحقيقه أحد.. وفي طريقه لإنجاز جديد إن شاء الله.. فعندما يتعادل في ملعبه وبأخطاء فردية من لاعبيه ثم يستعيد ثقته بنفسه ويستعيد روحه وبريقه وقوته في ستة أيام ثم يفوز خارج الديار انه بحق لإعجاز. شوط أول هادئ وعادي انتهي بهدف منطقي للترجي.. كان للفكر الذي خاض به كل مدير فني اللقاء الدور الرئيسي في ظهور الشوط بهذا الشكل.. وساعد علي ذلك أيضا غياب الروح والتركيز ومن ثم الإبداع عند الفريقين. الأهلي لعب بخطة متوازنة.. انتشار وضغط في كل الملعب.. بدا طامعا في خطف هدف مبكر كاد يحدث مع مشوار وصاروخ لمؤمن زكريا بعد دقيقتين.. وكان يبدو الأهلي وكأنه المسيطر والأقرب للفوز.. ولكن بمرور الوقت نكتشف أن الترجي لم يكن مستسلما ولا متراجعا.. بل يهدأ ويغطي الأهلي فرصة السيطرة الوهمية والتقدم.. ثم يظهر الترجي بهجمات مرتدة خطيرة ومنظمة وتهدد بشكل كبير منطقة ال ..18 علي عكس هجوم الأهلي خاصة وليد ازارو الذي استسلم لدفاع الترجي فسقط مرة بجذب من الحارس أو دفعه أو بدون سبب وعجز عن تسلم أي كرة أو حتي محاولة الاستحواذ أو صنع فرصة لنفسه. لم يكن وليد بمفرده المستسلم.. بل استسلم وليد سليمان ومؤمن زكريا وتأخر فتحي ومعلول تحت ضغط من جناحي الترجي الشعلالي والخنيسي فعجز عبدالله السعيد عن صناعة هجمة خطيرة.. وبات مطلوب نزول كل من صالح جمعة بديلا للسولية وأجاي بديلا لوليد حتي يتمكن الأهلي من السيطرة علي خط الوسط الذي تسلمه الترجي وأجاد التمرير والوصول لمناطق التهديف أكثر من مرة وكان أخطرها تمريرة الجنيسي لبكير وانقضاض إكرامي لمنع هدف.. ثم تصويبتين من ضربتين حرتين للشعلالي مرا بسلام علي الأهلي.. وجاءت الدقيقة 39 لتكشف مدي ارتباك الأهلي وفقده السيطرة علي الكرة وتراجعه هجوما واهتزازه دفاعيا عندما فشل معلول في إعادة الكرة لشريف إكرامي فسبقه الشعلالي وغمزها بقدمه وبينما كانت الكرة في طريقها خارج المرمي طار إكرامي ومنع مهاجم الترجي من الوصول إليها ليحتسبها الحكم ضربة جزاء يتصدي لها الخطير الخنيسي ويحرز هدفا للترجي وهو ترجمة لأفضلية الترجي الذي لم يستسلم لبداية جيدة من الأهلي وسيطر وهدد وأحرز.. في غياب تام لنصف الأهلي الأمامي. بدأ الشوط الثاني بارتباك أحمر.. وبعد دقيقتين تغيير غريب بخروج مؤمن ونزول أجاي في تشكيل أقرب للقاء الذهاب.. ولم يكد يمر دقيقتين علي التغيير ومن هجمة منظمة للأهلي يرتبك دفاع الترجي فيجد معلول الكرة أمامه فيرسلها مباشرة في المرمي وكأنه يقول الحمد لله.. "صححت خطأي". عادت المباراة وبات أمل الأهلي مجددا في إحراز هدف فوز أو علي الأقل يضمن به التعادل.. وبالفعل كاد يسجل من جديد ولكن التسلل وتألق بين شريفية منعا جونيور أجاي من الوصول لمرمي الترجي من تمريرة أحمد فتحي. وفي الدقيقة 62 يعود معلول ويؤكد اعتذاره بتمريرة ساحرة ينطلق لها الساحر أجاي وبضربة رأس قوية يحرز هدف الأهلي الثاني. يتقدم الترجي بحثا عن التعادل والنجاة.. يندفع ويستغل الأهلي ويرتد ويشكل خطورة ويصبح الهدف الرابع في المباراة حائرا بين هجوم الترجي ومرتدات الأهلي الذي يلعب بروح قتالية لم تظهر إلا في الشوط الثاني. اللقاء أصبح في سيناريو واحد.. الضغط لصاحب الأرض.. والدفاع بروح قتالية للأهلي.. وهذا السيناريو يمنح فرص الفريقين التهديف.. إما بخطأ دفاعي للأهلي أو مرتدة للأهلي. الحكم بدا وكأنه أراد الخروج عن هذا السيناريو ولجأ للضربات الثابتة التي أكثر منها علي حدود ال .18 يدفع حسام البدري بهشام محمد بديلا لوليد.. وكاد هشام مع أول لمسة وبتصويبة من تمريرة لأجاي يخطف هدف الاطمئنان ولكن تصويبته تمر بجوار القائم.. إلا أن نزول هشام يصنع فارقا في وسط الملعب ويمكن الأهلي من سيطرة تامة. في الدقيقة 89 تأتي فرصة العمر لازارو الذي ينفرد تماما بمرمي الترجي ولكن بن شريفية يتصدي لها وسط ذهول الجميع.. ويخرج وليد مصابا ويلعب محمد هاني لتأمين الدفاع بشكل أكبر.. وينجح الأهلي في السيطرة علي اللقاء حتي ينتهي بفوز الأهلي 2/.1