كمصري كنت أتمني فوز الأهلي.. وبنتيجة كبيرة علي الترجي التونسي وضمان التأهل لنصف دوري أبطال افريقيا في لقاء الذهاب الذي انتهي بتعادل إيجابي مخيف "2/2".. وهي نتيجة غير مطمئنة بالمرة خاصة وأن العودة ستكون في ملعب يرفض سقوط أصحابه وهم علي أرضهم بسهولة. ولكن برؤية فنية أري اننا شاهدنا مباراة رائعة وممتعة وقوية بين فريقين كبيرين.. قدم خلالها كل فريق أفضل ما يملك من لاعبين وفكر وتنظيم.. وإن حقق الترجي هدفه الذي فشل الأهلي في تحقيقه.. الترجي تعادل في ملعب الأهلي.. وهو تعادل بطعم الفوز.. أما الأهلي فتعادله بطعم الخسارة. الترجي يملك أدوات يتميز بها عن الأهلي.. كما يملك الأهلي أدوات يتفوق بها علي الترجي.. ولذلك كان التعادل هو النتيجة التي انتهت عليها المباراة.. نعم هاجم الأهلي وضغط بكل قوة وسيطر في الشوط الثاني.. وساعده في ذلك تراجع الترجي لمنطقة دفاعه حفاظا علي تقدمه 2/..1 وبرغم ضغط وهجوم الأهلي إلا أنه لم يحرز سوي هدف واحد ليصبح دفاع الترجي متفوقا علي هجوم الأهلي.. أي أن الأهلي ضغط وزنق الترجي في ملعبه.. والترجي خنق الأهلي وحرمه من الفوز. المباراة أكدت أن فريق الترجي أكثر جاهزية من الأهلي الذي يحتاج لفترة ليست بالطويلة لكي يكون أكثر انسجاما بسبب التغييرات التي يجريها حسام البدري للوصول بالفريق لأفضل تشكيل.. وهذه التغييرات مطلوبة وبشكل قوي مثل المقاتل وليد آزارو أو أحمد الشيخ أو صالح جمعة.. وعلي النقيض يحتفظ الترجي بثبات تشكيله الذي يلعب به منذ فترة. الروح الهجومية التي لعب بها الأهلي ليست أفضل من تلك التي لعب بها الترجي.. وهو ليس تقصيرا من الأهلي.. ولكن الترجي له من التاريخ والحاضر والجماهير والطموح ما يجعله يلعب بروح قتالية عالية.. وتزداد هذه الروح عندما يواجه الأهلي في أي مكان أو زمان. أعلم أن غالبية الجماهير ستضع أسباب الهزيمة علي الخطأ الذي وقع فيه إكرامي.. ولست معهم.. ولا مع من يقيمون إكرامي اليوم.. فهذا الحارس قدم في الفترة الأخيرة ما يؤكد أنه حارس مميز.. والخطأ الذي وقع فيه لا يقل عن أخطاء لاعبين كثر في الفريق.. منهم من أخطأ في تمريرة مهمة أو فشل دفاعيا أو أهدر فرصا سهلة.. وكل هذه الأمور حدثت أثناء اللقاء.. إذًا تحميل شريف إكرامي المسئولية بمفرده حرام. وفي عالم كرة القدم الحديثة لم يعد للأرض مفعول السحر دومًا.. فكم من فرق كبيرة سقطت علي أرضها وتجاوزت تلك الكبوة في ملعب الخصم.. وأعتقد أن الأهلي زعيم في هذه المواقف.. ويملك القدرة علي قلب الموازين في ملعب منافسه برغم صعوبة اللقاء. ليس لقوة الترجي.. ولكن لأن الأهلي بات في حاجة للفوز بأي شكل.. أو بالتعادل 2/2 ثم اللجوء لضربات الجزاء.. أو التعادل بأكثر من ذلك ليمر مباشرة إلي نصف نهائي البطولة. لا نريد أن نصدر إحباطا للأهلي.. ولا نريد إبعاده من حساسية الموقف خاصة وأن جماهيره تتوق بشدة للقب الافريقي التاسع ومنه للمونديال. أخيرًا.. لم يعد لدينا ما نكتبه عن الحكام.. فبطبعي لا أميل لانتقاد الحكام.. ولكن عندما تكثر فإنها بلا شك تحتاج لوقفة حازمة وحاسمة.. برة وجوة.