* يسأل عادل عبد الحميد من الإسكندرية كيف يختار الشاب شريكة حياته.. وهل هناك من شروط إسلامية يجب أن يعرفها الإنسان لاختيار الزوجة الصالحة؟ ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبد الغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبد العزيز بالإسكندرية: خلق الله تعالي آدم بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته واسكنه فسيح جناته.. قال تعالي "إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" 71 و72 سورة ص.. وقال تعالي: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" 35 سورة البقرة.. وخلق الله تعالي حواء من آدم لتؤنس وحدته وتكون له أمنا وسكنا.. قال تعالي "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" 21 سورة الروم.. وقد عني القرآن الكريم بالأسرة والمحافظة عليها لأنها اللبنة الأولي في بناء المجتمع والأساس السليم للأمة القوية فإذا قويت روابط الألفة والمودة بين الزوجين وأبنائهما ثم بين الأقارب وأولي الأرحام زادت أواصر التعاون والتساند بين الزوجين وأبنائهما ثم بين الأقارب وأولي الأرحام زادت أواصر التعاون والتساند في المجتمع وأصبحت الأمة صفا واحدا كالبنيان المرصوص.. ولذلك حض الإسلام علي الزواج لأنه الوسيلة السليمة لبناء الأسرة واشباع العاطفة وامتاع النفس.. عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" رواه مسلم وأوصي الرسول صلي الله عليه وسلم باختيار الزوجة كريمة خالق فاضلة النفس.. حميدة السيرة.. لا سيئة الخلق.. لماذا؟ لأنها شريكة لزوجها وأم لأولاده وأمينة علي بيته وعرضه وسيرته.. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري ومسلم. والمتأمل في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف يجد أن عناية الإسلام بالأسرة فاقت كل عنايرة فقد أحكم الله تشريعاتها وفصل حقوقها ووضع لها النظام السليم الذي يكفيها شر الخلل والخطأ ويجنبها العثار والزلل بين الله حقوق الزوجين في كتابه العزيز فأمر الزوج بإعطاء زوجته المهر الصداق دليلا علي صدقه في رغبته وجده في طلبه وبرهانا علي قدرته علي النفقة والقيام بحقوق الزوجية قال تعالي "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا" 4 سورة النساء.. وليس المهر ثمنا للزوجة ولا شراء لها وليس في ارتفاع المهر ارتفاع لقيمة الزوجة ولا في قلة المهر دليل علي قلة شأنها.. لأن الزواج تعاون وتساند واشتراك في خير عمل.. ألا وهو بناء أسرة وتأسيس منزل وتربية النشء. * يسأل شوقي محمد السيد من الشرقية علي دين لا استطيع الوفاء به وأصحاب الدين صابرون عليه غير أن صبرهم هذا يؤرقني ويجعلني في حرج كلما قابلت واحدا منهم فهل هناك أشياء واردة عن رسول الله تعينني علي التصبر وتفتح علي باب الأمل لسداد هذا الدين؟ ** الدين هم بالليل ومذلة بالنهار ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب القوية التي تجعلك تقوم بواجبك في سداد دينك هذا الذي يؤرقك هناك بعد أداء الفرائض والأخذ بالأسباب والأذكار الواردة التي تجعلك تقوم بسداد دينك هذا. روي الإمام الترمذي عن علي رضي الله عنه: أن كاتبا جاءه فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني فقال: "ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبر جبل كان لقبيلة طيء- دينا إلا أداه الله عنك قل "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك". وهناك من الأدعية الكثيرة بعد العمل والأخذ بالأسباب تؤدي إلي التوفيق والهداية إلي الصواب في تسديد الديون منها: ما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري أنه قال رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبوأمامة فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ من غلبة الدين وقهر الرجال قال: فقلت أي قلت ما علمني رسول الله صلي الله عليه وسلم فاذهب الله همي وقضي عني ديني.