قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم إنه سيتقدم للرئيس عبدالفتاح السيسي بتقرير مفصل عن تطوير منظومة التعليم في الفترة القادمة.. وسيُوضع في هذا التقرير استراتيجية جديدة عن النهوض بهذا المرفق. ولا شك أن تطوير التعليم لن يتم بين يوم وليلة.. وإنما سيستدعي ذلك تنفيذه علي سنوات عدة حتي تكتمل رؤية الوزير فيه. التعليم يعتمد علي النهوض بالمناهج.. وعلي إعداد المعلم وتدريبه وتحسين دخله.. وعلي المعامل الموجودة في المدرسة.. وعلي الإدارة المدرسية التي تستطيع إدارة العملية التعليمية بكفاءة.. وإعداد الكتب المطورة التي تساعد الطلاب علي الفهم أكثر من الحفظ. ثم قبل هذا كله بناء المدارس التي تستوعب أعداد الطلاب بحيث لا يزيد عددهم في الفصل الواحد علي ثلاثين تلميذاً.. والنشاط المدرسي الذي يجعل الطالب منجذباً إلي المدرسة. يتمني الجميع أن يري التلاميذ والطلاب موجودين داخل المدرسة- ولا يتسكعون في الشوارع- كما كان العهد في مدارسنا قبل خمسين سنة. وكما هو الحال عليه في البلاد المتقدمة. وقد سألت أحفادي الذين يدرسون في المدارس الكندية عن عدد الطلاب في الفصل فأفادوا أن به 28 طالباً وطالبة. وهذا لا شك يعود عليهم في استيعاب الدروس من الأستاذ المعلم. كيف سيخطط الدكتور طارق شوقي لزيادة المدارس في الفترة القادمة وما يليها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب؟! أعتقد أن هذا هو التحدي الكبير الذي سيواجه الوزير. يهتم الرئيس السيسي بمتابعة المنظومة التعليمية كل أسبوعين- كما قال الوزير- مؤكداً أن الجهات السيادية تتابع مع الوزارة وتراقب كل شيء.. وأن الوزير عند لقائه بالمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء قال له نصاً: "إحنا حكومة مواجهة.. لازم نواجه الناس بالمرض ونعالجه". قرر الدكتور طارق شوقي- قبل انطلاق العام الدراسي الجديد- أن يستمر العمل بنظام "البوكليت" في امتحان الثانوية العامة مع تصحيح أخطاء العام الماضي.. علي أن يكون صدور ملامح التنظيم الجديد للتعليم في أكتوبر .2018 قال الوزير إنه سيتم استبدال نظام الامتحان النهائي الواحد بامتحان تراكمي في شهادة إتمام الثانوية العامة.. وستتم ترقية 516 ألف معلم وهيكلة المواقع القيادية في الوزارة.. وإعادة هيكلة مكافآت العاملين بديوان عام الوزارة.. والتحول رقمياً في الكتاب المدرسي وتوفير مبالغ طائلة في عمليات طباعة الكتب. وسيتم تسليم الرئيس مشروعاً قومياً للتعليم في .2018 كل هذا لا شك شيء جميل ومبشر للنهوض بالتعليم علي المدي الطويل.. ولكن الشيء الذي نسي الوزير أن يتحدث عنه هو كيفية مواجهة مراكز الدروس الخصوصية. إن مواجهة هذه المراكز بالقانون وإغلاقها بالقوة لن يمنع تواجدها وإقبال الطلاب عليها في ضوء ما سمعناه عنهم بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام بأنه لولا إقبالهم علي هذه المراكز والاستفادة من المعلمين لما حققوا هذا التفوق. كيف يا سيادة الوزير ستجعل المدرسة جاذبة للطلاب ويقبلون علي تلقي دروسهم فيها والاستغناء عن مراكز الدروس الخصوصية؟! هذا هو التحدي الذي يجب أن يواجهه الوزير في السنة الدراسية القادمة. لقد نجحت الوزارة بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات في منع الغش بكل أنواعه في السنة الماضية.. ونرجو لها النجاح في منع مراكز الدروس الخصوصية هذا العام. بقي أن أذكر السيد الدكتور الوزير بأن الجهد الذي يقوم به لتطوير التعليم لا يقلل من جهد الوزراء الذين سبقوه وأولهم الدكتور الهلالي الشربيني الوزير السابق الذي اقترح طريقة "البوكليت في الامتحان.. واقترح أن يكون الامتحان النهائي للثانوية العامة تراكمياً بدلاً من النظام الذي كان معمولاً به". ألا يستحق الدكتور الهلالي الشربيني التواصل معه من الدكتور طارق شوقي وتقديم الشكر له علي ما بذله من جهد في الوزارة خاصة أن الإعلام هاجمه بشدة دون سند طوال فترة عمله. أعتقد أن أخلاق الوزير الدكتور طارق شوقي لن تمنعه من ذلك.