قرية كفر هلال من القري الأم التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية. ويبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة. وقد سميت بهذا الاسم نسبة لوجود عائلة "هلال" التي تعد أكبر وأعرق العائلات بها.. يعمل أبناء هذه القرية في التجارة ومشاريع الثروة الحيوانية والداجنة ومنها تربية الدواجن. حيث يوجد بها حوالي 70 عنبرا للدواجن. و50 مزرعة لتربية العجول. إلي جانب المعارض والمحلات والمطاعم. لكن معظم أبناء تلك القرية يعملون في صناعة النسيج التي تشتهر بها وتعتبر المصدر الرئيسي للدخل. كما أنه يتم تصدير منتجاتها من المفروشات وأقمشة الصالونات والمراتب والخيام إلي معظم الدول العربية ومنها السودان والسعودية والامارات وعمان. ورغم تلك الشهرة. الا أن تلك الصناعة مهددة حاليا بالانقراض وغلق الكثير من بيوت الأهالي وزيادة نسبة البطالة والفقر. خاصة بعد توقف مئات المصانع عن العمل بسبب كساد منتجاتها وعدم تسويقها نتيجة اغراق الأسواق بالمنتج الصيني وارتفاع ضريبة المبيعات عليها. فضلا عن عدم توفير مصدر ثابت للكهرباء. يقول الحاج رفعت هلال "عمدة القرية" يوجد بالقرية 550 مصنع نسيج لانتاج قماش الانتريهات والتنجيد ويعمل بها حوالي 6 آلاف شاب بنظام الورديات وحسب عدد الماكينات ومساحة العنبر. لافتا إلي أن المصانع كانت تعمل بطاقة انتاجية 100% وبعمالة تفد اليها من كافة انحاء الجمهورية وينافس كبري المصانع بشبرا الخيمة والمحلية الكبري. وحاليا تصل الطاقة الانتاجية إلي حوالي 20% بمعني لو 10 ماكينات كانت تعمل في السابق. نجد الآن أن ماكينة واحدة هي التي تعمل. كما يبلغ عدد المصانع المتعثرة 150 مصنعا بسبب الكساد الذي ضرب تلك الصناعة. أوضح أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه تلك المصانع. منها أسعار الخامات المرتفعة مع انتشار المافيا من تجار الخامات المضروبة المستوردة من الصين. لرخص ثمنها. رغم أن عمرها الافتراضي لا يتعدي عاما واحدا. إلي جانب مشكلة التسويق التي تتمثل في استيراد خامات من الصين منتجات من تدوير القمامة ملصوقة وليست قماشا وتدخل عبر الجمارك علي هيئة "كاونترات" برسوم تبلغ 5% ودون ضرائب وتغزو كافة انحاء الجمهورية علي أنها خامات مساعدة أو مستلزمات انتاج وليست منتجات نهائية لها العديد من الاستخدامات منها تبطين الأحذية مثلا. مما يبهر المواطنين لرخص ثمنها وهذا في الأساس يمثل خسارة للدولة. وكذا الارتفاع العشوائي في أسعار خامات الغزل. لافتا إلي أن نائب رئيس البنك المركزي ورئيس البنك الأهلي قاما بزيارة القرية منذ حوالي أسبوعين للوقوف علي احتياجات تلك الصناعة وتم الاتفاق علي تخصيص معرض دائم لمنتجات القرية من النسيج بمعرض القاهرة الدولي وفتح مجال لتسويقها بالدول النامية. أشاد "هلال" بدور وزيرة التخطيط في دعم القرية بكابل كهرباء بقيمة 10 ملايين جنيه. لافتا إلي أنه جار انهاء الاجراءات اللازمة واستخراج تصاريح الطرق والري ومركز معلومات شبكات المرافق. تمهيدا لتركيبه وتشغيله. مطالبا بتبني الدولة هذه الصناعة من أجل تحقيق التنمية المنشودة في هذا المجال. أشار وليد السيد الصباغ "أحد أصحاب المصانع" إلي أن القرية في حاجة إلي لوحة توزيع كهرباء. خاصة أنه تم استئجار قطعة أرض من الري وطلب فرع شركة الكهرباء بالمنوفية سداد مبلغ 2.5 مليون جنيه. كما تمت موافقة وزير الكهرباء علي تخصيص كابل أرضي مدفون للقرية. لكن للأسف تم امداد هذا الكابل بقريتي كفر نفرة وكفر الشيخ طعيمة ونصف قرية كفر هلال فقط. ومازال النصف الآخر بالقرية هوائيا تكثر أعطاله. مضيفا ان القرية تحتاج إلي محول كهرباء لتغذية المصانع وقت الذروة. حيث إن المسافة بينها وبين أقرب محول تبلغ حوالي 500 متر. قال أحمد محمد الحنفي "صاحب مصنع" ان هناك نحو 150 من أصحاب مصانع النسيج بالقرية منهم من حكم عليه بالسجن والبعض الآخر مازال هاربا مطاردا تاركا أهله معلنا افلاسه بسبب تعثره في سداد الضرائب المتراكمة أو الديون نتيجة شراء ماكينات نسيج وعدم تمكنه من سداد الاسقاط في ظل كساد المنتج. مشيرا إلي أن أحد ابناء القرية "ع.ش" هرب من القرية عارضا منزله للبيع رغم أن لديه أربع بنات جامعيات. وذلك بسبب قرض يبلغ 42 ألف جنيه كان قد حصل عليه من الصندوق الاجتماعي. بهدف تحديث وتطوير مصنعه. لكنه تعثر في سداده. أضاف المهندس سلامة حجازي "أحد المستثمرين في مجال صناعة النسيج بالقرية" أن الرئيس الأسبق حسني مبارك زار القرية في عام 1989. وأمر بتخصيص خط كهرباء "ضغط عالي" لها من كفور الرمل بقويسنا لتنمية صناعة النسيج بها. موضحا أن أي تنمية صناعية تستلزم تحديثا في الانتاج. وبالتالي يتطلب تطويرا للماكينات من أجل منافسة السوق الخارجي. وأن ذلك يتحقق بتوفير تيار كهربائي بشدة ثابتة تبلغ 380 "فولت". لأن أي رعشة في الكهرباء تتسبب في تلف الماكينات. كما أن الخط القادم من كفور الرمل علي بعد 18 كيلومترا عبر الأراضي الزراعية وسط تقلبات جوية وتيارات هوائية متغيرة. فضلا عن الصدأ الذي يصيب الأعمدة بطول هذه المسافة بسبب العوامل الطبيعية. مما قد ينتج عنه تيار غير مستقر يؤثر علي حالة الماكينات. خاصة مع قدمها. أوضح أن هناك ثلاثة خطوط للكهرباء بالقرية أحدهم قادم من كفور الرمل. والاثنان الآخران من بركة السبع. وأن لوحة التوزيع يدخل إليها التيار من الضغط العالي بشدة تبلغ 11 ألف فولت ثم إلي المحلات بشدة 400 فولت وفي النهاية تدخل المصنع بقوة 380 "فولت". لافتا إلي أن الماكينات القديمة تنتج أقمشة لا ترقي إلي المنافسة. والسوق العالمي المفتوح لا يقبل إلا المنتج الجيد. وطالب بسرعة حل مشكلة ا لكهرباء وايجاد أسواق تنافسية لعرض المنتجات والترويج لها بالسفارات والدول الخارجية أو عن طريق ارسال مندوبين لها. بالاضافة إلي تخفيض ضريبة المبيعات علي الغزل المقررة ب40% وكذا الضرائب العامة. حفاظا علي تلك الصناعة من الانهيار. أشار أحمد عبدالله مجاهد "صاحب مصنع" إلي أنه يتم تصدير منتجات تلك المصانع من المفروشات وأقمشة الصالونات والمراتب والخيام إلي بعض الدول منها: السودان. والسعودية. والإمارات. وسلطنة عمان. قال المهندس أحمد شوقي من حملة شباب بركة السبع. ان الصناعات الصغيرة هي عصب أي اقتصاد في العالم. وان قرية كفر هلال المشهورة بالمنسوجات والتي كانت تصدر منتجاتها لكل دول العالم تغرق حاليا في المشاكل. ومنها تغذية الكهرباء وتوقفت العديد من المصانع وتشريد الآلاف من العمالة وانتشار البطالة بين أبنائها. لافتا إلي أنه تم رفع تقرير بمشاكل العمال وأصحاب المصانع مرفق به بعض المقترحات بحلها إلي المحافظ هشام عبدالباسط. ولكن دون جدوي. أضاف أن عدد العمالة المباشرة وغير المباشرة بتلك المصانع وصل إلي 13 ألف عامل من داخل القرية وخارجها. وأن نسبة المصانع المتوقفة وصلت إلي 70% بواقع أسبوع واحد في الشهر ووردية واحدة بدل ثلاث يوميا. لافتا إلي أنه تم تسريح عدد كبير من العمالة نتيجة الركود في عملية بيع منتجات المصانع لعدم قدرتها علي منافسة المنتج الصيني الأقل سعرا إلي جانب أن العمل أصبح أسبوعا واحدا ووردية واحدة بدلا من ثلاث ورديات يوميا. مما قلل عدد ساعات العمل وبالتالي تسبب في انخفاض الرواتب. كما أن صاحب المنشأة يقوم بموجب استمارة 65 تأمينات بفصل العمال فصلا تعسفيا بدون اخطار مسبق. في ظل عدم اهتمام مكتب العمل بأي شكوي للعمال وضرب عرض الحائط بها. كشف المهندس عماد العدوي "عضو الحملة" عن أن مصانع القرية تعاني من ارتفاع أسعار شرائح الكهرباء عن منطقة قويسنا الصناعية. وكذا الانقطاع الدائم للتيار الكهربي خاصة في فصل الصيف. لافتا إلي أن الفرق في السعر بين المنتج الصيني والمصري 5 جنيهات للمتر. وأنه يتم دعم المصانع السورية الخاصة بتصنيع قماش التنجيد بالعاشر من رمضان وقويسنا من الدولة ب8% في حين لا يتم تقديم أي دعم لمصانع كفر هلال. بينما اقترح المهندس أحمد رزق "أخصائي اجتماعي بالتربية والتعليم" التقليل من دخول المنتج الصيني للسوق المصري. وتوفير منافذ للبيع تابعة للمحافظة علي طريقي "مصر- اسكندرية" الزراعي والصحراوي لبيع منتجات القري المنتجة بالمنوفية عامة. ومصانع كفر هلال خاصة. وتنظيم حملة دعائية في كل وسائل الاعلام للترويج لمنسوجات كفر هلال تشجيعا للمنتج المصري. من جانبه قال المهندس أسامة العدوي نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بركة السبع. ان مصانع النسيج بكفر هلال تعمل حاليا بطاقة جيدة. لافتا إلي أنه جار توفير كابل تغذية جديد بتكلفة تبلغ 10 ملايين جنيه لتفادي مشكلة انقطاع الكهرباء. أوضح "العدوي" ان المشكلة الحقيقية التي تواجه تلك المصانع ويعاني منها أصحابها تتمثل في سوء عملية التسويق والبيع. وهذا يحتاج إلي تكثيف الدعاية من خلال المعارض بالتنسيق مع الشركات المنتجة.