تحول حزب الله اللبناني من حزب مقاوم لإسرائيل كما أعلن عن نفسه منذ نشأته. ومقاتل من أجل تحرير القدس وفلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة. إلي "مقاول إرهاب" يتفاوض مع التنظيمات الإرهابية التي تحارب شعوب المنطقة. وتخرب دولها. ويعقد معها الصفقات لحسابه الخاص. ويقبض ثمن إنقاذها من الهزيمة. تنظيم "داعش" يحارب في سوريا لإسقاط الدولة السورية ونظام الرئيس الأسد .. حزب الله يقاتل إلي جانب الرئيس السوري .. كيف يلتقي النقيضان. كيف يضع حزب الله يده في يد "داعش" وينقذ مقاتليها من هزيمة علي حدود لبنان. ويقوم بدور مقاول الإرهاب.. هذا علي غرابته - حدث. ستمائة مقاتل من "داعش" كانوا يتمركزون في منطقة جبلية علي الحدود السورية مع لبنان.. الجيش اللبناني اعتبر وجودهم علي الحدود تهديداً للبنان. وربما تمهيداً لدخول لبنان والانتشار فيها.. وضع خطة عسكرية لمواجهتهم وبدأ في تنفيذها. وحققت نجاحاً في أيامها الأولي علي طريق تصفيتهم أو طردهم من المنطقة. فجأة. دخل حزب الله علي الخط منفرداً دون اتفاق مع قيادة الجيش اللبناني أو تشاور معها.. تفاوض مع "داعش". وتوصل إلي صفقة يتولي الحزب بمقتضاها إنقاذ مقاتلي "داعش". ونقلهم إلي الحدود السورية العراقية. مقابل إطلاق سراح مقاتل من الحزب أسير لدي داعش. وتسليم جثة مقاتل إيراني. والإرشاد عن موقع رفات 8 جنود لبنانيين كان "داعش" قد أسرهم عام 2014 في سوريا وأبقاهم أحياء لأكثر من سنة. ورفض حزب الله التفاوض يومها مع التنظيم لإطلاق سراحهم بدعوي أن الحزب لايتفاوض مع إرهابيين. مما دفع "داعش" إلي إعدامهم. الصفقة أثارت غضباً عارماً في لبنان. اللبنانيون لديهم حق.. حزب الله الذي يسمي "اللبناني" يرفض التفاوض لإطلاق سراح 8 جنود لبنانيين وهم أحياء بدعوي أنه لايتفاوض مع "داعش" الإرهابي. بينما الحقيقة أنه رفض لأنه لم تكن له يومها مصلحة مباشرة في مثل هذه الصفقة. وترك الجنود الثمانية يعدمون.. ثم عندما أصبح له أسير واحد لدي "داعش". وقتيل إيراني. داس بقدمه علي مبدأ عدم التفاوض مع إرهابيين. الصفقة أثارت غضباً عارماً في العراق الذي نجح في طرد "داعش" من الموصل. ويستكمل المراحل النهائية في خطته لتحرير كامل أراضيه من فلول التنظيم الإرهابي. فإذا بصفقة حزب الله تعيد ستمائة مقاتل داعشي إلي حدوده . اللبنانيونوالعراقيون. كانوا ينتظرون من حزب الله موقفاً آخر.. وهو أن يقاتل إلي جانب الجيش اللبناني لتصفية هذه المجموعة علي حدود لبنان. فذلك هو الخيار القومي الوحيد لحزب يدّعي أنه حامل راية تحرير الأراضي العربية. وهو الخيار الذي يصب في مصلحة بلده لبنان. ومصلحة العراق. ومصلحة حليفه الأسد في سوريا. باعتبار أن "داعش" خطر علي كل هؤلاء. إن كانت الصورة التي رسمها حزب الله لنفسه منذ بداية نشأته حقيقية. فقد هدمها.. وإن كانت مزيفة فقد أسقط عن نفسه قناع الزيف الذي ضلل به البعض. وصدقه كثيرون. عموماً ليست هذه أول مرة يظهر الحزب فيها دوره كمقاول للإرهاب.. سبق أن رأيناه في مصر في 25 يناير2011 وهو يقتحم ببلطجيته السجون ليخرج رءوس الجماعة الإرهابية منها تحت غطاء حالة الفوضي وغياب السيطرة التي عاشتها مصر.